قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 14 تموز/يوليو 2019 15:06

"رأسمالية المدرسة": كيف قسمتنا المدرسة إلى شريحة عاملة وأخرى مستهلكة؟

كتبه  الأستاذة نون علوان
قيم الموضوع
(1 تصويت)

يبدأ المؤلف علي أسعد وطفة كتابه "رأسمالية المدرسة في عالم متغير" بعبارة من رواية موسم الهجرة للشمال للأديب السوداني الطيب الصالح، التي تقول "لقد أسسوا المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم"، و من هنا يبدأ وطفة بتعريفنا جميع الأساليب التربوية و المناهج التي اتبعتها المدرسة لخلق أجيال مواتية للأنظمة الحاكمة و السائدة سواء السياسية أم الاقتصادية، لكنه بصفة عامة يركز على الجانب الاقتصادي بشكل كبير.

كما يشير إلى تعارض رسالة المدرسة المعلنة و هي إنتاج طلاب صالحين و أصحاب مبادئ و عقول مبدعة، مع أهدافها الخفية التي تخدم فيها متطلبات الرأسمالية، و بذلك يرى أن المدرسة فقدت قدسيتها و جانبها الإنساني مع تحولها إلى أداة تغذية لهذا النظام، فيطرح أسئلة جدية مثل أين الرسالة الإنسانية للمدرسة المعاصرة؟ و أين دورها الأخلاقي؟ و ما موقع رسالتها السامية في عالم شديد التحول و التغير و التسارع؟ أين الدور الحضاري و الإنساني لمدرسة اليوم في ظل عولمة مادية جارفة زاحفة؟ و هل أصبحت مؤسسة طبقية تمارس وظيفة التقسيم التطبيق؟

ماذا تفعل الرأسمالية في الفصول الدراسية؟

بشكل تفصيلي، منذ ثمانينيات القرن الماضي، شهدت الأنظمة التربوية مجموعة من الإصلاحات التي تشكلت بهدف الاستجابة للتغيرات العصرية، و أهم هذه التحولات الثورة الصناعية و ظاهرة العولمة و الرأسمالية التي نسجت لنفسها خطط منهجية تقوم على تزويد السوق الرأسمالي بكفاءات قادرة على التكيف مع تغيرات العولمة المستمرة، إضافة إلى بث ثقافة الاستهلاك بين المتعلمين لتشجيع دورة الإنتاج الرأسمالية، و بذلك يكون هناك شريحتان، الأولى هي الطبقة العاملة و الثانية الطبقة المستهلكة.

و لكن رفضًا لقوانين و معطيات الرأسمالية، قاومت المدرسة هذه التدخلات لعقود طويلة، و رفضت تشويه مبادئها الأخلاقية و الإنسانية بالمعايير الاقتصادية المبنية على المنافسة و التسويق و الابتزاز و الصراع و السيطرة، و رأت أن في ذلك، خدشًا و تعارضًا مع رسالتها القائمة على حب العلم و المعرفة و الثقافة.

و لكن لسوء الحظ، رغم محاولات المدرسة السابقة في النجاة من مخالب الرأسمالية و الانعزال على نفسها و ما تحمله من قيم إنسانية، استطاعت الرأسمالية أن تجرجرها إلى صفها و تعيد تشكيلها وفقًا لرؤيتها و حاجتها التي ستحقق مطلقًا عندما تنتج المدرسة أناسًا مؤهلين جيدًا لأداء أدوار رأسمالية تسويقية للنهوض بقدرات النظام الرأسمالي، إلى جانب طبقة عمالية بروليتارية قادرة على الوفاء بمتطلبات النظام و تلبية احتياجاته.

و في هذا السياق يعبر وطفة عن حيرته في هذا الشأن قائلًا: "العمال و الخبراء و العاملون في الحقل الصناعي و الإنتاجي مطالبون اليوم بتطوير أنفسهم و التكيف مع أوضاع اقتصادية و إنتاجية متغيرة باستمرار، فالتكنولوجيا تتغير و الإنتاج يتغير، و بالتالي فإن الوظائف و المهمات تتغير أيضًا و هذا التغير يتسم بطابع التسارع  و الاستمرار"، بمعنى آخر، يقضي الإنسان سنوات طويلة من عمره في المدرسة و عندما ينتهي من هذه المرحلة، يُطالب بالالتحاق بالبرامج و الدورات التدريبية لتبقى قدراته و خبراته متجددة بشكل مستمر مع متطلبات السوق الرأسمالي، و هذا يقتضي جهدًا و مالًا و وقتًا مضاعفًا عن أي زمن مضى.

كما يشير الكتاب، إلى تحول المدرسة من مؤسسة تعليمية إلى مؤسسة منتجة لقيم العالم الرأسمالي و تصوراته الاجتماعية؛ غارسة اللامساواة الاجتماعية في عقول طلابها، فهي تقدم تعليمًا محدود الكفاءة و الجودة لشرائح معينة من المجتمع، لتضمن تشغيلهم كأيدي عاملة في هذا النظام، و من جهة أخرى، تشجع ذوات الطبقة العليا على استنفار طاقاتهم و قدراتهم العقلية و الإبداعية لتوظيفهم في مجال المنافسة، عدا عن موجة الخصخصة التي ساهمت في تعميق اللامساواة بين الأفراد من الناحية الاجتماعية.

خاصة أن المدرسة بيئة اجتماعية و نفسية في المقام الأول قبل أن تكون بيئة معرفية، و على هذا الأساس، تعتبر أداة فاعلة في مساعدة أبناء الطبقة البرجوازية في الاستيلاء على النصيب الأكبر من رأس المال الثقافي بسبب أوساطهم التي منحت ذلك لهم الرفاه الثقافي؛ ما يجعل نجاحهم و توفقهم في المدرسة أمرًا بديهيًا في مسيرتهم.

و على خلاف ذلك الطلاب من البيئات المتواضعة الذين لم تتوفر لهم هذه الأجواء الثقافية - رحلات و أنشطة و كتب و دروس إضافية -؛ ما يجعل رحلتهم في المدرسة شاقة، و قد يسبب لديهم تجربة قاسية بين إمكاناتهم البسيطة و متطلبات الوسط الاجتماعي و الاقتصادي.

و لا يصرف الكاتب نظره عن فكرة التقييم المدرسي التي حاربها و رأى فيها امتدادًا للامساواة، فالامتحانات تضع القوي و الضعيف في حلبة مصارعة واحدة بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية و الثقافية لكل طرف، على حد وصفه.

كيف أعدتنا المدرسة لنصبح وجبة شهية للرأسمالية؟

يقتبس وطفة في كتابه مقولة للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، قائلًا: "التربية آلة للتلاعب و التناوب، تعمل على تشويه وعي الإنسان، و إلغاء ذاته، و إخضاعه للسلطة المطلقة للدولة"، و لتحقيق هذه النتائج بدأت التطورات الصناعية و الاقتصادية تطالب أنظمة التعليم بتجديد سريع في المناهج و المضامين التربوية لفهم التنامي الاقتصادي القادم.

و بدلًا من صناعة فرد صالح و مبدع و ناقد، تخلق المدرسة الحاليّة في مضامينها الخفية طالبًا يمجد رموز السلطة و مطيعًا لهم و لخطاباتهم، و هذا نتيجة لنظام المدرسة القائم على الأوامر و النواهي و معايير السلوك و غيرها من القواعد المقيدة لحركة و تفكير الطالب التي تقمع فيه كل بذور الثورة و التمرد و الاعتراض و النقد.

و بناءً على ذلك، تعتبر أفعال الرفض و التمرد شكل من أشكال الفشل الدراسي و التربوي، و هذا ما يوضحه إيفان إليتش صاحب كتاب "مجتمع من غير مدرسة"، بقوله: "المدرسة مؤسسة تربوية تعمل على تطويع الإنسان و تجعل منه كائنًا مسلوب الإرادة مستلب الحرية، فهي أداة العبودية و القهر في المجتمعات الإنسانية المعاصرة"، و يضيف" تحولت المدرسة إلى رمز للسلطة السياسية و أداة أيديولوجية تغرس في الأطفال وعيًا مشوهًا و فكرًا معتوهًا يخدم الطبقات المستغلة في المجتمع".

مكملًا "عندما يدخل الأطفال اليوم إلى المدرسة يجدون أنهم أصبحوا جزءًا من بنية تنظيمية ذات معايير أساسية ثابتة لا تكاد تتغير، و تتلخص في فصل يقوده مدرس بالغ  وعدد من التابعين الصغار الذي يجلسون عادة في صفوف ثابتة تتجه إلى الأمام و يمثلون معًا الوحدة الأساسية لمدرسة عصر التصنيع، و عندما ينتقلون بعد عام آخر من فصل إلى فصل يظلون ثابتين داخل نفس الإطار التنظيمي".

فكما جرت العادة بالمدارس، يتم تجاهل الاتجاهات و الميول الشخصية و المحاولات الخلاقة الإبداعية، في مقابل إرضاء و طاعة مصالح و اهتمامات ذوي السلطة الأقوياء، إضافة إلى المعلمين الذين يعملون ضمن هذا السياق السلطوي و القائم على الانصياع لغاياته، و نهايةً يشبهها بالبديل الجديد عن سلطة الكنسية الذي يمتد لخدمة سلطة و نفوذ الرأسماليين.

الرابط : https://www.noonpost.com/content/23328

قراءة 1596 مرات آخر تعديل على الخميس, 18 تموز/يوليو 2019 06:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث