قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 08:42

أمي....أرجوك افهميني

كتبه  د.خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الجفوة بين بعض البنات و أمهاتهن مشكلة فرضت نفسها في كثير من الأسر المعاصرة، و خلفت العديد من الآثار السلبية على بناتنا، و تصدع بسببها ركن هام من أركان الأسرة، تاركا ورائه جرح لا يندمل، و أزمات قد تستعص على الحل في كثير من الأحيان.
لكن ثمة العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها في هذا الموضوع الشائك: ما الدوافع التي تجعل الابنة تفضل عدم التواصل مع والدتها، و تنكفئ على ذاتها، بل و ربما تفضل التواصل مع صديقاتها و زميلاتها؟ .. هل السبب عائد إلى مجرد اختلاف العقليات أو الثقافات بين الطرفين؟ أم أنه بسبب اختلاف الزمن أو الجيل؟ و ما هي المآخذ التي يأخذها الأبناء على آبائهم؟ و كيف هو السبيل للخروج من حالة الجفاف تلك؟

بين الطرفين
رغم أن لكل عصر خصائصه، و كلٌ يرى أن عصره أكثر حساسية من غيره، فإننا نرى أيضا أن عصرنا كذلك، حيث يتمتع بخصوصية فريدة، ساعدت في تباعد الفجوة بين الجيلين، بسبب ما دخل في عصرنا الحديث من تطور اجتماعي و تقني متسارع لم تشهد له الأحقاب الماضية مثيلاً، و ما شهده من تقارب في الزمان و المكان، و إلغاء لحواجز كثيرة ارتبط أساساً بالتكنولوجيا التي حولت العالم إلى قرية صغيرة.
إن الانفتاح الذي حصل في المجتمع هو السبب الجوهري في حدوث تلك الفجوة خاصة بين البنات و الأمهات، فالحياة التي عاشتها الأم قبل ثلاثين أو أربعين سنة لم يكن بها مثل هذا الانفتاح، فالابنة الآن ترى أن هناك فارقا كبيرا بين تفكيرها و تفكير والدتها، خاصة إذا ما كانت الأم محدودة التعليم و كانت الابنة جامعية و تدخل على مواقع الإنترنت و تتواصل مع وسائل الإعلام و التثقيف المعاصرة، بخلاف الوالدة التي لم تعش مثل هذه المجالات، فتحس الابنة بوجود فجوة بين تفكيرها و تفكير والدتها، و قد تراها من أصحاب «العقليات القديمة»، و يتسرب بداخلها إحساس أنه لا يمكن أن تتفاهم معها اعتقادا بأن الأمهات لا يفعلن شيئا سوى إصدار الأوامر و على الأبناء التنفيذ.
و على صعيد آخر نجد الكثير من الأمهات – إلا من رحم ربي- يقدمن الحب و العناية و الرعاية لكن نادرا ما يتفهمن بناتهن أو يحرصن على تكوين صداقة معهن كي تبث لهن البنات أفكارهن و مشاكلهن بل و مخاوفهن و أحزانهن، و كي تجد في أمهاتهن الصديقات اللاتي يشاركهن الأفراح و الأتراح، و يقدمن لهن المشورة النافعة و النصيحة المخلصة .. طبعا كل هذا تحت دعوى أن البنت مهما كبرت فهي صغيرة في عين أمها، قليلة التجربة، لم تعركها أحداث الأيام و صروف الليالي، و بالتالي فرأيها لا يهم لسطحيته، و مشاعرها ليست في الحسبان لأنها في طور النضج لم تكتمل بعد!.

و المحصلة أن تجهيل كل طرف للآخر، و عدم احترام عقليته و ثقافته و رغباته يمثل حلقة مفرغة يدور فيها الطرفان دون الوصول إلى خروج عملي من هذا المأزق.
أضف إلى هذا جهل الأمهات بمنهج التربية السليم، و غياب الوعي التربوي داخل البيت، من العوامل المؤثرة في اتساع هذا الخرق. فالآباء و الأمهات غالبا ما يربون الأبناء بطريقة تقليدية موروثة، ليست ممنهجة، و لا تتمتع بأي مرحلية، و لا تأخذ في الاعتبار أسسا تربوية لا غنى عنها، كمراعاة الفروق الفردية، و التدرج في العقاب، و التوازن بين الترغيب و الترهيب، و الفهم الجيد لمرحلة المراهقة... إلى آخر هذه الأسس التي يجهلها كثيرٌ من الآباء و الأمهات.

الآثار و العواقب
العلاقة بين الأم و البنت شيء مميز يجب الاهتمام به و إلا حصل ما لا تحمد عقباه، فالجفاء يتعارض مطلقا مع مشاعر الأنوثة الرقيقة، و العاطفة الفياضة القابعة في كينونة كل امرأة سواء صغرت أم كبرت، لذلك لا نستغرب ردة فعل قاسية قد تأخذ أحد المظاهر التالية:
جفاف العلاقة بين الأم وابنتها، وإذا جمع بينهما حوار غلب عليه الطابع الانتقادي من كلتيهما للأخرى، و قد تتمرد البنت على طلبات أمها غير مقتنعة بآرائها، و إذا كانت لا تصرح بذلك علانية.

الفراغ العاطفي الذي يدفع الفتاة لأن تبحث عن صدر حنون في مكان غير المناسب فتقع ضحية، فغالبا ما تلجا البنت لخارج البيت تبحث عن من يسمعها و يتفهم مشاعرها (الصديقة، الجيران، زملاء العمل) و الخطير أن تقع فريسة لعديمي الضمير أو قليلي الخبرة الذين يقدمون لها حلولا قد تكون مأساوية.

جسور التواصل
من المهم أن تحرص كل أم على أن تطور نفسها و ثقافتها حتى إذا لم تمكنها ظروفها من إكمال دراستها، فالثقافة لا علاقة لها بالشهادات، و هناك الكثير من دورات تطوير الذات و كيفية التعامل مع الآخرين، و تلك الدورات المنتشرة و الحمد لله في بلادنا العربية و الإسلامية على نحو جيد و على أعلى المستويات. ثم ما المانع من تبني سياسة التثقيف الذاتي و جني أرباح التكنولوجيا العصرية بتعلم مهارات الكمبيوتر و الإنترنت، و مواكبة ثقافة و روح العصر، لكي نتفهم طبيعة هذا الجيل و نتقن فن التعامل معه.

عبارات التجهيل و التصغير و ربما التحقير تسد منافذ الفكر، و تغلق النفس، و تحكم على أي علاقة بالفشل حتى من قبل بدايتها .. ليلين كل منكما في يد الآخر، و يحترم حقه في الفكر و الرأي و الميول، فليس كل «قديم» عقيم لا فائدة فيه، و ليس كل «حديث» غني و ثري بمنافعه، فتجارب و خبرات الماضي ثروة لا يستهان بها، و جيل اليوم بلا شك يختلف في متطلباته و تطلعاته، و لو أفسح كل طرف صدره للطرف الآخر لوجد عنده كنوزا ربما لا يدركها من الوهلة الأولى .. إن الحب المشروط أول بدايات الكره الممقوت.

عزيزتي الأم .. يا من أنت أكبر سنا و مقاما و خبرة، يقول الإمام الثوري رحمه الله: «لاعب ابنك سبعاً، و أدبه سبعاً، و صاحبه سبعاً، ثم اتركه و التجارب».. تذكري دائما أن ابنتك تكبر كل يوم .. و تحتاج منك الدعم و المساعدة إلى جانب منحها الصلاحية لإدارة حياتها كما تحب ما لم تقع في زلل .. من الخطأ أن ترسمي لها الطريق كاملا كي تجنبيها الخوض في متاعب الحياة، متناسية أهمية أن تخوض ابنتك تلك التجارب كي تعي أهمية النتيجة الصحيحة في النهاية، و بذلك تكبر قيمة الشيء و تحافظ عليه أكثر .. إنها للأسف محاولة الأمومة الجارفة في أن تلغي مرحلة من مراحل حياة ابنتها (فترة المراهقة)، و تريدها أن تقفز بها من كونها طفلة إلى إنسانة ناضجة بدون متاعب .. يجب إعطاء الفتيات فرصة المرور بكل المراحل مع الوضع في الاعتبار أن تمرد الأبناء يدور بين الرقابة المفرطة و الحرية المفرطة.

من المهم أيضا مراعاة الأم لطبيعة و شخصية الابنة ، فضلا عن مستواها الفكري، من أجل تحديد الهدف من الحوار .. فما أجمل أن نستعيض عن القوانين الصارمة بالحوار البناء المثمر.
من المسلمات التربوية أن حرص الأم على حكاية بعض أسرارها لابنتها يكسر حواجز الرهبة و يدعم جسور التواصل الفكري، و بالتالي يشجع البنت على حكاية أسرارها لأمها، و اعتدادها برأيها، واللجوء إلي مشورتها في الأزمات التي قد تواجهها خارج المنزل.

بنيتي الغالية .. إن ما ينبغي أن تضعيه في اعتبارك أن كل واحدة منكما لها وظيفة تختلف عن الأخرى. فعليك كبِنت أن تخاطري و تخوضي التجارب، و على والدتك أن تشرف و تراقب. و بينما تحتاجين للخصوصية في المشاعر, تحتاج الأم إلى أن تشعر بأنها تسيطر على الوضع, و لا يتحقق هذا إلا إذا اطلعت أمك على ما بداخلك من أسرار.

بعض الفتيات يفضلن العزلة و الانطواء في غرفهنّ، و يردن أماً تفهمهنّ بدون أن يتحدّثن .. إنّهنّ يعشن خيالات و أوهام، فالأم مشغولة في معظم الأحيان، و هي التي تحتاج لابنتها .. تريد أن تبادرها ابنتها بالحديث عن همومها و تخفف عنها، فقلب الأم كبير، لكن الكثير من الفتيات لا يدركن حقيقته.

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=201388

قراءة 1566 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث