قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 29 نيسان/أبريل 2015 08:35

التربية الاجتماعية والتطرف

كتبه  د.طارق الحبيب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في هذه الأسطر سنعرض بشكل أساسي، الجوانب السلبية لهذا اللون من التربية التي تتصف بما يلي:

• عدم التربية على الاستقلالية، و إنما تفعيل روح التبعية؛ و هذا و إن بدى للناظر أنها تضبط روح التمرد لدى المتلقي، إلا أنها حقيقة لا تحقق الحاجة النفسية لدى الفرد إلى الاستقلال عن غيره، التي هي جزء من النمو النفسي السوي لنفس المراهق، و التي إن لم يتم إشباعها بدرجة كافية فسيجتهد المراهق بذاته في البحث عن وسائل الإشباع، منطلقًا من تصوره الشخصي للصواب و الخطأ، أو مما يرده من مصادر أخرى قد تكون غير آمنة. و من المعلوم أن مَن تمت تربيته على الاتباع دون الإدراك الواعي، فإنه أيضًا عرضة لاستباق الغير إليه و تربيته على اتباعه، مثلما فعل قادة التطرف مع الناشئة من الشباب، خصوصًا إذا وفروا له ما يحتاجه من احترام أو شهوات، على عكس التربية على المسؤولية التي تنتج لنا أفرادًا قادرين على الإدراك و اتباع الصواب و تجنب الخطأ، مما يراه نابعًا من ذاته من فكر آمن.

• التربية على التفكير الحدي (أي إما معي أو ضدي، إما صديقي أو عدوي)، و هو أحد آثار التفكير القبلي. و تكمن خطورة هذا النوع من التفكير عند التعامل مع الآخر بأنه شر محض أو خير محض، و بالتالي يكون سهل الانقياد من قبل الآخرين من خلال كشف خطأ في الشخصية المراد إسقاطها، أو تلميع ميزة في الشخصية المراد إبرازها لدى المتلقي، فيُسقط هذا، و يقدس ذاك. و لكي لا يشعر ذلك الفرد بالازدواج النفسي، فقد يرفض المراجعة لأفكاره، أو ينطلق من روح الشك في التعامل مع الآخر.

يجب بث روح الوعي التربوي لدى جيل الآباء، فيجب تربية الشباب على غير الطريقة التي تربوا عليها. و المؤلم في حال جيل الشباب المعاصر، أنه لا يعاني من الصراع مع الجيل السابق فحسب، بل أيضًا يعاني من صراع الذات الذي هو بذاته مرحلة مؤلمة من نمو الإنسان السوي.

• تفعيل ثقافة الخوف؛ مما يؤدي إلى نشوء ثقافة الصمت فلا يتم التعبير عن الرأي، و لذا يخسر المربي من حيث يظن أنه قد نجح في أن المتلقي لا يشتكي من شيء، رغم أن الذي منع المتلقي حقيقة من التعبير، هو خوفه الذي أظهره بشكل مقبول من خلال الصمت الذي هو أحد علامات القبول و الرضا في الحس الاجتماعي، إنه الالتزام الخائف.

هذا اللون من التربية يؤدي إلى ظهور السلوك الانتهازي و النفاق، و لذلك كلما ازداد رفعة اجتماعية كلما ازداد خوفه و نفاقه، مما يؤدي إلى عيش الجميع في وهم أن الأمور على خير ما يرام، و لكن الواقع غير ذلك.

• بث ثقافة (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ)(الزخرف:22) في نفوس النشء، مما يقلل روح الإبداع في نفوسهم، و يفعل روح المحافظة على ما هو موجود و الخوف عليه. و لقد أدى هذا بدوره إلى عدائية الجديد و عدم مراجعة القديم، بل و المحافظة عليه صالحه و طالحه، بل و أحيانًا وصف الجديد بالبدعية و المجدد بسوء النية، دون نظرة فاحصة تحليلية قد تصل -إنْ وظفت إيجابيًّا- إلى التوافق الكامل أو الجزئي، أو الرفض على بينة.

و لعل خوف البعض من الحوار حول جواز وجود يوم وطني للدولة، يعكس لنا شيئًا من هذا الفكر. و رغم علمي بفتوى العلماء بحرمة الاحتفال بعيد غير عيد الفطر و عيد الأضحى، و منها الاحتفال باليوم الوطني، إلا أنني لا أرى غضاضة من جعل هذا اليوم يوم مراجعة لماضي هذا الوطن و استشراق للمستقبل.

• تقديم المفهوم الاختزالي للدين من حيث التربية على السلوك أكثر من الفكر و المشاعر، و نسيان الناس أن الدين ما وقر في القلب و صدّقه العمل. و لذا تجد عدم التركيز على القيم و المبادئ -في بعض الأحيان- كما يجب، و إنما تقديم الوصف السلوكي لأوامر الدين و جعله طقوسًا خالية من القيم و المعاني.

• عدم تفعيل الموضوعية في علاقة الفرد بالآخر، و إنما الشخصانية هي التي تحكم فكر المتحاورين في أكثر الأحوال. بل أصبحت العلاقة الشخصية تؤثر في القرار الإداري أكثر من الأنظمة التي تعاني من عدم الوضوح و من إمكانية التحايل عليها. بل إن تلك الأنظمة قد تشربت فكر الشك بالآخر، و لذا جاء كثير منها معيقًا لحركة التقدم في المجتمع، حيث التضييق أكثر من التيسير، و إذا حدث التيسير فهو من شخص المسؤول لا من طبيعة النظام.

• عدم التجديد في أساليب التربية، و افتراض الستاتيكية (الجمود) في مجتمع ديناميكي (متغير) و عالم متسارع التغير و التطور.

تفعيل ثقافة الخوف؛  يؤدي إلى نشوء ثقافة الصمت فلا يتم التعبير عن الرأي، و يؤدي إلى ظهور السلوك الانتهازي و النفاق، و لذلك كلما ازداد الفرد اجتماعية كلما ازداد خوفه و نفاقه، مما يؤدي إلى عيش الجميع في وهم أن الأمور على خير ما يرام، و لكن الواقع غير ذلك

• تشير بعض الدراسات النفسانية، أن الفرد يسلك ما يتوقعه غيره منه. و لذا فإن افتراض الشيطانية و المخادعة في نفس المتلقي، التي ينتهجها البعض في تربية الأبناء، أكثر من افتراض الخير و الصدق، تؤثر تأثيرًا بالغًا في سلوك الناشئة.

• تدريب الابن و تشجيعه على ممارسة ما يجب من مثله أن يمارسه في تعريف المجتمع، أكثر من ممارسة ما يحب و يريد من المباحات. و الإشكال في هذا يكمن في نشوء فكر القولبة (النمطية)، أي وجود قالب واحد هو المرجعية في التصوبة و التخطئة في أمور يفترض فيها تعدد الميولات و التوجهات، مما يؤدي بدوره إلى إضعاف القدرة على تأمل الصواب و الخطأ، و إنما افتراض المثالية في شيء ما و الاحتكام إليه. إن هذا اللون من التربية النفسية يعني إهمال نمو فردية الإنسان، مما قد يدفع المجتمع إلى السير ضمن تقاليد تجعل الفرد صورة كربونية من الآخر.

• عدم الانطلاق في التربية من المفاهيم الصحيحة و إنما من الانطباعات و الظنون، و تغليف ذلك بما يناسب المتلقي لكي ينال القبول مع الأيام باعتياد الناس عليه.

• استخدام المنهج التوفيقي غير المقنع عادة و الحلول المؤقتة لأزمات و مشكلات طويلة المدى.

• تركيز الرقابة الأسرية على سلوك النشء أكثر من بناء الفكر و تقييم الشخصية و البنية النفسية لديهم.

• عدم تفعيل روح الاعتذار كما ينبغي، و عدم قبول احتمال حدوث الخطأ من الناشئ بالدرجة الكافية.

• أصبح المتلقي -ربما بسبب الطفرة التنموية المتسارعة جدًّا- أكثر تأهيلاً نفسيًّا و حضاريًّا من الموجه، مما سبب شيئًا من صراع الأجيال، لكنه لم يظهر على السطح جليًّا بسبب درجة الضبط الأخلاقي الديني، كبرّ الوالدين مثلاً. و لذا كان لزامًا بث روح الوعي التربوي لدى جيل الآباء، و إدراك أن زمان الأبناء غير زمانهم، و لذا فيجب تربية الشباب على غير الطريقة التي تربوا عليها. و المؤلم في حال جيل الشباب المعاصر، أنه لا يعاني من الصراع مع الجيل السابق فحسب، بل أيضًا يعاني من صراع الذات الذي هو بذاته مرحلة مؤلمة من نمو الإنسان السوي.

• وجود العلاقة السلطوية لا التفاعلية المفتوحة بين الموجه و المتلقي، بين المدرس و الطالب، و كذلك بين الأب و الابن، هذا النوع من العلاقة يحد من درجة التواصل، و يقتل روح الحوار، و لذا ربما بحث المتلقي عن حل لتساؤلاته عند من يستمع له، و هو ما حدث تمامًا لشباب التكفير الذين اتجهوا إلى بعض علماء الشريعة المميزين ابتداءً، لكنهم كانوا في الغالب يقابلون بالطرد أو رفض الحوار لأنهم في نظرهم صبيان أغرار، و التي هي في نظري امتداد لهذا النوع من العلاقة الاجتماعية (البنية الأبوية السلطوية)، مما حدا بأولئك الشباب إلى البحث عن رموز دينية خارجية لم تعرف بالعلم الشرعي الواسع، أو رموز داخلية أقل علمًا لكنها أوسع صدرًا، تقبلتهم، و كسبت ثقتهم، و استطاعت أن تبذر في صدورهم حقيقة الولاء لهم.

إن ما نريده هو الأسرة المفتوحة ذات العلاقة التفاعلية التي تتصف بما يلي:

1- السلطة فيها ليست سلطة بمقدار ما هي قيادة وتوجيه.

2- فيها يتربى الأفراد على احترام الذات و التفكير الإيجابي، بمعنى أنه يفعل الخير لأنه جيد له، و يترك الشر لأنه يهينه و يضعه في موقف المساءلة.

3- داخل هذا النوع من الأسر تتوزع الأدوار، فالأب له دور، و الأم كذلك، و الابن والبنت، فتتفاعل هذه الأدوار فيما بينها بشكل تعاوني فيه الخير للجميع.

4- فيها علاقة الحب و احترام الآخر. 

http://www.hiramagazine.com

قراءة 1598 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث