قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2015 05:05

انحراف الأبناء ثمن الأمومة الغائبة

كتبه  مجلة الأسرة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هناك صنف من الأمهات تخلين عن أبنائهنَّ و انصرفن عنهم و تركنهم لمؤثرات ضارة تحيط بهم ،فأضعنهم دون أن يشعرن ، و جنين بسبب ذلك ثمارًا مرة.
و في القريب نشرت قصة صبي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره يتاجر في السلاح الذي يصنعه بنفسه " مسدسات " ، كان قد تم القبض عليه مرارًا ، و لكنه كان يهرب من مؤسسة الأحداث التي يسلم لها ، و كان يستخدم السلاح في تخويف المارة و سرقتهم بالإكراه .

و هذا مما يثير الفزع لدى الجميع ؛ لأن الضحايا أطفال كنا نتوقع منهم خيرًا كثيرًا ، و نعلق عليهم آمالاً كبيرة في أن يصبحوا دروعـًا واقية لأمن المجتمع ، فإذا بهم ينقلبون على رؤوسنا شرًا و إجرامـًا .
و حارت التساؤلات على الشفاه من الملوم ؟ ، و ما السبيل الذي يمكن أن يساعد في مواجهة هذا الخطر ؟ و كيف نحفظ لأمتنا هذه الثروة قبل أن تهدر و تتبخر معها كل آمالنا في غدٍ مشرقٍ ، مستقبل آمن و مزدهر ؟!!

و منذ زمن وأمثال هذه الأخبار تأتي من بعيد ، من شرق أو من غرب ، و كنا نخشى أن تنتقل إلينا العدوى ، و لكنها اليوم تخرج من بيننا ، فالخطر قد اقترب ، و النار في الثياب توشك أن تصيب الجسد ، و لازالت أمامنا فرصة للإنقاذ إذا هب القوم يدًا واحدة للنجدة بجهود صادقة و خطوات مدروسة ، فهل يعود الآباء لأداء دورهم الطبيعي و المهم في عملية التنشئة ؟ ، و هل يراعي التلفاز في مواده و برامجه ذلك فيخلصنا من مشاهد العنف التي تشير إليها أصابع الاتهام لأنها ذات أثر خطير و مباشر في انحراف الأحداث ؟  و هل يرحم المجتمع كله أولئك الصغار فيساعدهم و يأخذ بأيديهم إلى شاطئ السلام ؟  و هل هؤلاء إلا إفراز ذلك المجتمع بما فيه من صراعات و أزمات و أطماع و تجاوزات، حتى فهم كثيرون أنه بالقوة وحدها يحيا الإنسان و يتحقق له ما يريد ؟ و حتى لا يتشعب بنا الحديث سنكتفي بالخلل القائم في الأسرة .

الطفل يردد لغة أمه :
الأسرة هي بداية الطريق في حياة الطفل، فهو يتصل بأمه و أبيه قبل غيرهما، و الأم هي التي تحمل و ترضع و تحب و تسهر و تناغي و تهدهد ، و مع لبن الأم يتلقى الوليد الكثير من الدروس ، و يتعلم قواعد التنشئة الأولى ، حيث يرى بعض الباحثين أن تصرفات الأبناء ترجع في نسبة كبيرة منها تصل إلى " 85% " إلى تصرفات الآباء و الأمهات معهم ، و بخاصة علاقة الأم بطفلها، فإنها وحدها العامل المؤثر ذو القيمة الملحوظة في نشأة تصرفات معينة دون غيرها .

يقول " هبرت مونتاجنر " العالم الفرنسي المهتم بسلوكيات الأطفال : " لقد لاحظت أن الأطفال الذي يتمتعون بروح قيادية هم في معظم الأحوال أطفال من أسر متفاهمة تسودها روح الحب، تقوم الأم دائمـًا بالتحدث مع طفلها بلطف و حنان، و لا تقوم بأي عمل عدواني نحوه إن هو أخطأ، بل تعرف كيف توجهه بحزم، و لا تدلله إلى حد التسيب "، و يوجه نصيحة للأم فيقول : " إن طفلك يردد اللغة التي تعلمها منك، فأي لغة تلقنينه .. ؟ "
فمن الذي علم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ هذه القاعدة منذ أربعة عشر قرنـًا، حتى يحض كل مسلم أراد أن يقيم أسرة على تخير الزوجة الصالحة، فيقول صلى الله عليه و سلم : " فاظفر بذات الدين تربت يداك " (رواه الشيخان) .

إنها الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، و الوحي الذي علم المسلمين أن الصلاح شرط ضروري في ركني الأسرة ( الأب ، والأم )، فالدين هو الذي يضاعف من مسؤولياتهما نحو أولادهما، و به تزداد الأسرة حبـًا و ارتباطـًا بأبنائها، و السهر على تنشئتهم تنشئة صالحة حتى ينتفعوا بهم، و يصبحوا خيرًا و أمنـًا لمجتمعاتهم، و الآباء هنا يشعرون بأن أبناءهم أمانة عندهم إن ضيعوها تعرضوا للحساب الإلهي، و المرأة الصالحة دون غيرها هي التي تعرف حق بيتها، يقول الله تعالى : ( فالصالحات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب بما حفظ الله ) [النساء/34].

أما إذا تنازل الشاب عن هذه المزية، و طلب ما عداها من صفات، فلا يلومن إلا نفسه، إن وجد هذه الزوجة تهتم بمطعمها و ملبسها و زينتها أكثر من اهتمامها بأولادها، و تحرص على عملها خارج المنزل و علاقاتها، أشد من حرصها عليهم و تنشغل بذلك كله عن الغاية التي من أجلها خلقت .

إننا رأينا المرأة في أحيان كثيرة تمسكت بحقها في العمل، و خرجت تبحث عن نفسها و زاحمت فيه الرجال، و بحثت عن أم بديلة لأولادها، و أقنعت نفسها بأنهم في يد أمينة، حتى لا يتكدر صفوها و لا يحول شيء دون خروجها، و أجادت تحسين مظهرها و ضيعت في ذلك كثيرًا من وقتها و مالها، و تباهت بأنها عاملة ناجحة، و أم ناجحة أيضـًا، و انطلى ذلك الكلام عليها و على أمثالها، و ذلك لأنها اعتبرت عملها أسمى غاية و أعظم حق لها لا ينبغي التفريط فيه أو الرجوع عنه .

احتدم النقاش مرة بين أبوين، طالب الرجل زوجته بأن تترك عملها حينـًا من الزمن لأجل الأبناء، فهم في مرحلة حرجة، و هم أشد حاجة إليها، فأبت، و اشتد الزوج في موقفه، و زادت في إبائها ، حتى خيرته بين أن تعمل أو تطلق، فرضخ الأب المسكين حتى لا ينهار البناء كله، و رضي الأبناء بنصف أم ، أو حتى ربع أم ، فذلك أفضل من لا شيء، و سار الركب في طريق - الله وحده يعلم نهايته - ، و ترعرع النبات كله بين غفلة الأبوين و انشغالهما ، قال الشاعر :
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمــــــات
تقوم إذا تعهدها المربـي على ساق الفضيلة مثمــرات
و لم أر للمكارم من محـل يهـذبها كحضن الأمهــــــــات
و هل يرجى لأطفال كمال إذا ارتضعوا ثدي الناقصات؟!

و كان الانحراف هو الثمن :
أجريت في أمريكا دراسة عن انحراف الأحداث، اشترك فيها علماء في التعليم و بعض أعضاء الكونجرس و مسؤولون حكوميون، و قد أشارت هذه الدراسة إلى أن أحد أسباب انحراف المراهقين هو أن الوالدين يقضيان أوقاتـًا طويلة في العمل، كما أشارت أيضاً إلى أن عدد الأسر ذات العائل الواحد أصبح كبيرًا مما يعني قضاء وقت أقل مع الأطفال، و قد أجريت الدراسة على عدد من المراهقين تتراوح أعمارهم بين الثامنة و الرابعة عشرة ، و قال " 25% " منهم بأنهم تناولوا مشروبات كحولية ، كما أن أكثر من " 18% " منهم يدخنون السجائر ، و " 13% " يدخنون الحشيش ، و أثبتت الدراسة أن واحدًا من كل أربعة أشخاص اشترك في نوع ما من الأعمال المؤذية قبل بلوغه السابعة عشرة .
فالأسرة التي يعمل فيها الرجل و المرأة تحطمت لأنها فقدت رباطها العاطفي و الوجداني الذي كان يمسك بالأطفال في ترابط ، و يبذر في قلوبهم الحب و ينشئهم متوازنين .

و نحن نوقن بأن الله سائل كل راعٍ عما استرعى .. حفظ أم ضيع ؟، و نخشى الإثم العظيم المترتب على تضييع أبنائنا و فلذات أكبادنا، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " كفى بالمرء إثمـًا أن يضيع من يقوت " (رواه أحمد والحاكم) .
و أمامنا دائمـًا و في قلوبنا وصية ربنا سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارًا وقودهـا الناس و الحجارة ) [التحريم/6] .
و هذه المسؤولية لا يقدرها إلا الآباء المسلمون، فهم العيون التي تراقب، و القلوب التي تحنو، و العقول التي ترشد، و المثل التي يقتدي بها الصغار .

والوالد في هذه الأسرة قيم على الأسرة كلها ، و هو الذي يصنع زوجته، ثم يصنع أولاده، و قدوة الوالد أعظم من قدوة المدرس و إمام المسجد ، و على المسلمين أن يكوّنوا أنفسهم و لا ينتظروا أن يكوّنهم أحد ، و على الرجال أن يكوّنوا أزواجهم و أولادهم .
و ينشأ ناشئ الفتـيان منَّـــــا على ما كان عـوَّدهُ أبــوهُ
و ما دان الفتى بحجي و لكن يعــوِّده التديـن أقربــــوهُ

فمهما كانت درجة التأثيرات الخارجية، و مهما بلغ مداها فالأسرة الصالحة تعمل جاهدة لتقوية البناء حتى يصمد في مواجهة الأعاصير العاتية، لا شغل لها و لا هم يفوق تلك المهمة السامية، و الطفل الذي نشأ في أسرة تحترم التقاليد الحسنة، و تجل الدين، و تظلل أبناءها بالحب و الرحمة و التسامح و المودة و محبة الخير و البر ، و تهيئ لهم المناخ الذي ينمي فيهم الاستقامة و المسؤولية ، و تحبب إليهم الأهل و الأوطان ، و تربيهم على الشدة في حماية الحقوق و الذود عنها ، لا يمكن لمثل هذا الطفل أن يستوي مع آخر خلّفه أبواه يعاني الغربة و اليتم ، و يقع فريسة سهلة لتأثير عوامل غريبة غير التي تحبها أو تريدها الأسرة، و شيئـًا فشيئـًا ينمو السلوك المنحرف، فإذا كبر الصغار و كبرت معهم ميولهم الجانحة شقوا عصا الطاعة و أصبحوا مصدر خطر على المجتمع كله، اسودت الدنيا في عيون الآباء، و عضوا أناملهم حسرةً على ما كان بعد أن انهدم ما بنوه أو ما ظنوا أنهم بنوه. و إنهم في الحقيقة بنوا قشورًا و صنعوا ثيابـًا زاهية تسر الناظرين، و تخفي تحتها قسوة و غلظة على هذه الأسرة التي لم ترحمهم صغارًا، و حرمتهم أدنى ما لهم من حقوق، العطف، و الرحمة ، و السهر ، و التوجيه ، و حراسة النبت من العواصف التي يمكن أن تجتثه من الجذور .. لأنه عاش بلا جذور .

هل يرحم الآباء أبناءهم ؟
إن التحديات التي تواجهنا خطيرة ، و لن يتصدى لها إلا جيل قوي الجذور ، وثيق الارتباط بعقيدته ، يقدِّر مهمته في الحياة ، و يدرك غايته ، و هذا لن يتأتى من جيل مفرَّغ من المبادئ ، جاهل بعقيدته، تربى في غيبة الأسرة التي تخلت عنه و تركته للرياح تعبث به فانحرف به القصد ، و هوى في دائرة الضياع ، و تلفت الأبناء حولهم فرأوا أنفسهم كاليتامى، بل أشد، فاليتيم قد اشتهر أمره وأحاطه المجتمع برفق ورعاية ، أما هم فالناس عنهم في غفلة و أشدهم غفلة آباؤهم ، و هنا جرى على لساني قول الشاعر الحكيم :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحـياة و خلّـفـاه ذليــلاً
إن اليتـيم هو الذي تلْقــــى لـه أُمّـًا تخلّـت أو أبـًا مشغـولاً

و ذكرت قول الله تعالى لعباده محذرًا من الإعراض عن أمره : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون * و لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا و هم لا يسمعون ) [الأنفال/ 20 ـ 21] .
حمى الله أبناءنا و هداهم إلى الخير و الصواب .

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=183853

قراءة 1569 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 أيار 2017 08:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث