قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 07 تشرين1/أكتوير 2015 12:22

"عندهم شباب؟!"

كتبه  د.ديمة طهبوب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"عندهم شباب؟" بهذا السؤال الغريب، كانت أمي تقابلني؛ عندما كنت أطلب منها زيارة إحدى صديقاتي في بيتها، و كنت أجيب دون أن أعرف المغزى من السؤال! فإذا أعجب أمي الجواب، و هو جواب وحيد بعدم وجود إخوة شباب لصديقتي، أكملت أمي بقية مراحل التعارف؛ التي ترضيها عن عائلة صديقتي و أمها حتى تتفضل و تتعطف بالموافقة على زيارة لم تتعدَ في أحسن الحالات ثلاث ساعات!! و أنا صغيرة كنت أظن أن أمي تصلح لتعمل مع الشرطة أو المخابرات، و كانت ستبدع في الأمر؛ فلم تفتها شاردة و لا واردة!

ما كنت أظنه تضييقا و تعسفا في الحرص من أمي، علمت عند الكبر أنه جزء من مهامها كأم في المتابعة الحثيثة، ليس عن عدم ثقة، و لكن عن زيادة تأمين، و إدراك لمخاطر الفترات العمرية المختلفة في حياة الإنسان، و ما تستفزه من نزعات و طيش أحيانا! أمي ذاتها -حفظها الله-، التي كانت تمرمرني و تزهق روحي على زيارة صديقة، كانت تسمح، و لا تسأل عندما كنت أخرج مبكرة، أو أعود متأخرة من الجامعة يوم كنت عضوا في مجلس الطلبة، للآن و أنا في كنفها و كنف والدي لا تسأل؛ أين أذهب إلا بقدر الاطمئنان علي! قاعدتها و قاعدة والدي البسيطة: ازرع رقابة الله، و ارم في البحر؛ فمن لم يخش الله، لن يخشاك و لو كنت في عبّه!

أخذت أمي يوما إلى المول، فعادت مغضبة من كم الفتيات الصغيرات اللواتي رأتهن؛ يسرحن و يمرحن لوحدهن في الطرقات و المحلات، و أطلقت ذلك السؤال المتعجب المستنكر: "وين أهلهم هدول"؟!

و لكن: أتنفع سياسة أمي و أمهاتنا، و قيم جيلنا من القرن الماضي في تربية هذا الجيل الذي انفتح على كل شيء مهما حاولنا إغلاق المنافذ عليه؟! هل ينفع الفصل التام الذي كنا نمارسه بين الذكور و الإناث، و نجح في زماننا بسلبيات قليلة؟! هل نستطيع التعامل مع الموضوعات الحساسة و الشخصية؛ التي تشكل محور حياة الشباب الآن بالتجاهل أو التحريم أو ثقافة العيب؟! هل ما زال كل من الأم و الأب و الأسرة هم مصادر التلقي الأهم؛ التي يعول عليها في إصلاح ما قد يفسده المجتمع الخارجي؟! لماذا أصبح أولاد "الملتزمين" أو "المتدينين" يختلفون تماما عن آبائهم، و يبدون انفصالا غريبا عن ثقافتهم و أخلاقهم تصل إلى درجة التحدي في المخالفة؟!

في تجربة عجيبة ذات دلالات موحية، تستحق الدراسة و البناء عليها قامت إحدى معلمات التربية الإسلامية بإعطاء دروس لمجموعة من الطالبات في سن المراهقة لا تتعلق بالقرآن، و لا بالسيرة، و لا بالفكر الاسلامي بشكل مباشر، و إنما بموضوعات كالحب و العلاقة بين الجنسين، و المسلسلات و الأغاني، و كل ما يشغل فكر الشباب و حياتهم الآن ضمن إطار مضبوط في النقاش؛ يسمح للفتيات بعرض كل ما يشغلهن دون خوف ليصار إلى نقاشه أدبيا و اجتماعيا و دينيا؛ لتخرج منه الفتيات بقناعة و استمتاع و إقبال متزايد على الحضور ! إحدى الفتيات التي كانت تحلف لوالدتها أنها ستخلع الحجاب و لو في آخر يوم في حياتها؛ احتفلت مع صديقاتها بارتدائها طواعية للجلباب، و هي أحد الأمثلة الناجحة في تغيير القناعات بلغة يفهمها و يقبلها جيل الشباب، لا يندرج تحت مصطلحاتها الواجب و الفرض، أو الخوف و العاقبة ! هذا جيل يريد أن يقتنع لينطلق و يتمسك و يبدع من بعد في تقديم ما يؤمن به.

و على المربين أن يتوصلوا إلى قناعة بالمزاوجة بين أصالة المعاني التي ورثوها، و بين فهم التحديات الحديثة التي تجعل من الشباب و الفتوة مرحلة خطيرة، لا يعبرون قنطرتها إلا بفضل الله أولا، و اجتهاد حقيقي من كل حلقات التربية أن تحتضنهم بحق، و تتعلم ما يريدون، و تنخل الخبيث منه، و تستثمر في المفيد، لا أن تنظر عليهم بما كان، و يجب أن يكون!!

لقد تعجب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- من الشاب لا صبوة له تعظيما و إدراكا لخطورة المرحلة في زمن كان أقسى انتهاكاته أن يرى أحدهم عورة امرأة عرضا، أو خطأ من وراء ستار، أو يقبلها فيقبل على النبي -صلى الله عليه و سلم-  و قد شعر بالذنب جبلا ينهد عليه يسأل الفتوى و التوبة و التكفير، فكيف بالأمر الآن و الصبوة و الشهوات تعرض لشبابنا في كل طريق و مرصد مزينة بأجمل زينة تخفي عن العين و القلب الفحشاء و المنكر؟!

أزعم أن تجربة أمي نجحت في زمانها، و لكنها الآن بحاجة إلى تعديل جذري؛ يأخذ بعين البصيرة أن أولادنا مختلفون عنا تماما، و الأخلاق لا تكتسب بالوراثة، و إنما بالتعليم و الممارسة.

بعض الأسر من الجهلة أصبحوا يوجهون بناتهن إلى استثمار وجود الشباب في مراحل كالجامعة و العمل؛ لعلهن يخرجن بصيد ثمين! فكثرت التجاوزات، و العلاقات، و المشكلات الاجتماعية و الأخلاقية إلى حد غير مسبوق!

ربما لن ينفع أن نسأل بناتنا "عندهم شباب" بل يجب أن نحاول أن نربي على وجود الجنسين في حياة الآخر، و التعامل مع ذلك بطهر و إيجابية و حدود؛ تجعل من فسحة المسموح و المباح مجالا للإبداع و العطاء، و تشكيل نفوس سوية لا تدور في فلك غرائزها، بل يسيرها عقل لا ينكر على المرء مشاعره، و إنما يوجهها في قنواتها الصحيحة.

اليوم نعرف أن الشباب و البنات موجودون في محيطات بعضهم بعضا في ساحات القلوب و ساحات واقع الحياة، و المنع الاستباقي لا ينفع.. و يبقى التحدي كيف نوجه هذا نحو قيم عليا من العمل و الفائدة؟!

http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-214678.htm

قراءة 1625 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين1/أكتوير 2015 20:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث