قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 تشرين1/أكتوير 2015 09:51

إنها الأخلاق!

كتبه  مجلة الزهور
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ماذا لو طرق الرسول (صلى الله عليه و سلم) باب قلبك؟ طرقه الآن، و ليس بعد لحظة، ماذا سيجد في هذا القلب؟ و هل سينظر إليك قرير العين مغتبطًا؟ أم سيدير وجهه الكريم عنك و علامات الغضب تكسو ملامحه الوضيئة؟!

و هل ستفتح باب قلبك مزهوًا بحاله، مطمئنًا إلى ما يحويه من قيم و مبادئ و أخلاق، أم سترتبك، و تتصبب عرقًا، و يغرقك الخجل، لأن قلبك غير مستعد لاستقبال سيد الخلق؟

لنتخيل جميعًا هذا الموقف، و نسأل أنفسنا: ماذا سيكون رد فعلنا؟ هل سنرحب بالزيارة الكريمة، أم سنتعلل ليبقى الباب موصدًا يخفي عورات القلب، و ما ران عليه من سواد و ظلمة!

لنتخيل، و لتكن ذكرى ميلاد النبي (صلى الله عليه و سلم) فرحتنا الذهبية السانحة لمراجعة أحوال قلوبنا و جميع جوارحنا، و التحقق من مدى اتفاقها مع مراد الإسلام و هوى الحبيب المصطفى (عليه الصلاة و السلام).

و لنسأل أنفسنا كل لحظة، بل كل هنيهة: هل تحقق فينا هدف نبوة محمد (صلى الله عليه و سلم)؟ و هل تجسدت فينا غاية بعثته التي حددها في قوله الجامع الموجز البليغ «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؟

إن الإجابة الصادقة - عن هذا السؤال - مهما كانت صادمة هي خير احتفاء بهذه الذكرى الطيبة.

إذا كانت تلك الإجابة بداية و مقدمة للإصلاح و التغيير، و استحضار البعد الأخلاقي للإسلام في جميع تعاملاتنا مع النفس و الآخرين، و في كل حركاتنا و سكناتنا ليكون هذا الاستحضار استدعاءً أيضًا لأيامنا الزاهرة، حيث ساد الإسلام بأخلاق أهله، و انتشر في آفاق الدنيا بقيمهم التي تربوا عليها في رحاب عقيدتهم، و التي جذَّرها و ثبتها الإسلام في نفوسهم، فكانوا خيار الناس في ظلاله، كما كانوا في الجاهلية.

و تنفرد الأخلاق الإسلامية - دون غيرها من القيم و المبادئ التي تنتمي إلى عقائد و مذاهب وضعية أخرى - بثباتها و مبدئيتها، و في الوقت نفسه مرونتها و قدرتها على التكيف مع متغيرات الواقع دون المساس بالمبدأ، فالصدق صدق، و لكن هناك التورية، و التعريض، و الكذب للإصلاح، و الخدعة في الحروب، و الإخلاص إخلاص، و لكن هناك الجهر بالعمل الصالح، و إظهاره لضرب المثل، و استنفار طاقات العطاء و الخير في النفوس، و الشجاعة شجاعة، و لكن هناك النهي عن تمني لقاء العدو، و التحذير من إلقاء الأيدي إلى التهلكة، و التنفير من إظهار القوة لإرهاب المؤمنين و ترويعهم!

و يعبر الأديب الكبير الراحل مصطفى صادق الرافعي عن هذه الحقيقة في وحي القلم قائلاً: "لو أنني سئلت أن أجمل فلسفة الدين الإسلامي كلها في لفظين، لقلت: إنها ثبات الأخلاق، و لو سئل أكبر فلاسفة الدنيا أن يوجز علاج الإنسانية كله في حرفين لما زاد على القول: إنه ثبات الأخلاق".

نعم هي الأخلاق، سر سعادة الفرد، و تماسك المجتمع، و نهضة الأمة، و سر تفرد العقيدة الإسلامية التي تمتد ظلال جوانبها العبادية أيضًا إلى مجال الأخلاق، و لهذا حرص الإسلام شَرْطَي الدين و الخلق في اختيار الزوج حتى تنبني الأسرة - و من ثم المجتمع، ثم الدولة الشاهدة - على أسس أخلاقية راسخة.

إنها الأخلاق، سلعتنا الرائجة في أسواق غيرنا، و بضاعتنا الثمينة على رفوف الآخرين، و حكمتنا التي وجد فيها سوانا ضالتهم، و إرثنا الذي لم نحسن استثماره و الحفاظ عليه، و ثروتنا الثمينة التي لم ندرك قيمتها حق الإدراك.

فهل نبدأ الآن، و فورًا دون إبطاء في بذل كل الوسع و الجهد للترويج لسلعتنا، و استرداد بضاعتنا، و التشبث بحكمتنا، و الحفاظ على إرثنا و تنمية ثرواتنا، أم سنظل نفتت و نهدم في بنيان عقيدتنا حجرًا حجرًا حتى نصل إلى الأساس.. إلى الأخلاق؟!

http://alzhour.com/essaydetails.asp?EssayId=1345&CatId=89

قراءة 1853 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 16:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث