قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 19 تشرين2/نوفمبر 2017 18:24

قلوب بريئة

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قالت الأم : كثيرا ما أقف مع نفسي لحظات أستشعر فيها نعم الله علي، و كنت أعدّ حب أبنائي الصغار لي و تقديرهم و احترامهم من أكبر النعم فأشكر المولى عز و جل كثيرا. و كانت أصغرهم في الخامسة من عمرها في طور التحضيري تشاغب قلبي بحبها الطفولي البريء، و كنت إذا غضبت منها لتصرف ما تسارع لإرضائي بأي شكل، فتحوز رضائي بعدما أعرفها بخطئها و أنهاها عن تصرفها المرفوض.

و في هذا اليوم بالذات – تقول الأم – غضبت من ابنتي لتصرف بدر منها و أحست بخطئها فجاءت تعتذر كعادتها و قبلت اعتذارها و سامحتها بعدما بينت لها كالعادة بأن هذا التصرف سيء و لا يليق بطفلة مهذبة مثلها أن تفعله. و عدت لأشغال البيت و عادت هي للعبها و لهوها و مشاغباتها. ثم جاءتني تسوق الدلال في ابتسامتها المفعمة حبا كأنها تخفي شيئا وراء بريق ابتسامتها تلك .. ثمّ طلبت مني أن أغلق عينيّ لتفاجئني بورقة أهدتني إياها، ففتحتها فإذا مرسوم بها قلب.

تقول الأم : فاحتضنت ابنتي و قبلتها و شكرتها على هديتها الرائعة. ثمّ سرعان ما دخلت الوساوس قلبي و ساورني الشك و تسارعت الأسئلة المتعبة في خلدي .. كيف لطفلة ابنة الخمس سنوات تهدي لي قلبا، و متى تعلمت رسمه و من علمها ذلك، ثمّ ماذا تعني بهذا القلب و إلى ماذا تلمح، هل هي بوادر مراهقة مبكرة أم ماذا ؟؟ .. أسئلة كثيرة ازدحمت في ذهني و بدأت تؤرقني و تغيرت ملامح الفرحة بهدية ابنتي إلى ملامح شكوك و مخاوف لم أجد لها تفسيرا و لا حتى مبررا .. ثمّ سألتها – تضيف الأم - : ماذا يعني هذا القلب حبيبتي؟ .. فأجابتني بسرعة و تلقائية بددت كل الشكوك و أخمدت كل المخاوف .. ( معناه اسمحي لي أمي )..

هكذا بهذه البساطة بعيدا عن كل ما بدر لذهن الأم من وساوس، و كل ما استقر بقلبها من مخاوف ، هكذا بكل هذه البراءة قلب طفلة محبة لأمها تأثرت بغضب أمها عليها فأرادت أن تعتذر لها و تبالغ في الاعتذار بطريقتها الخاصة، رأت من حولها يعبرون عن الأشياء الجميلة برسم قلب فرسمت لها قلبا.

و رسالتي للأولياء و الأمهات خاصة أن يفهموا أن بداخل أطفالهم قلوبا بريئة نقية على فطرتها لم تدنسها شرور الكبار و لا خبثهم، و أنهم كثيرا ما يعبرون عن مشاعرهم و عن احتياجاتهم و عن شغفهم لاكتشاف ما حولهم ببراءة كبيرة و تلقائية مطلقة، و لا يقصدون أبدا ما قد يتبادر لأذهان أمهاتهم من وساوس و مخاوف لذلك على الأولياء أن يتعاملوا مع هذه المواقف في حدود طبيعتها و لا يعطونها حجما أكبر من حجمها و لا تفسيرا أكبر مما يتحمله سنهم، في نفس الوقت يربونهم على كل خلق نبيل و تصرف صحيح و سلوك سليم، و يبعدونهم عن كل ما قد يتعلمونه في محيطهم من سلوكات غير لائقة أو ما يقلدون أقرانهم و من حولهم فيه، و ما يشاهدونه في شاشات التلفاز أو حتى على الانترنت .. فالطفل شغوف بطبعه بحب الاستكشاف ميال لتقليد ما يراه كثيرا فلتحذر الأمهات من هذه الجزئية فحسب ثمّ يطلقوا العنان لمشاعر أبنائهم بعدها تعبر عن نفسها ببراءتها و تلقائيتها دون تهويل للأمر أو تأويله على غير ما يحتمله.

و ليت الأولياء يستمتعوا بقلوب أبنائهم العامرة بالحب البريء و لا يكسرونها بشكوكهم و لا يشوهوا براءتها بمخاوفهم و يحفظونها من كل ما قد يخالط نقاءها فيلوثه مما قد يتعلمونه أو يقلدونه، فقلوبهم البريئة كنز.

قراءة 1825 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 تشرين2/نوفمبر 2017 21:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث