قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 22 تموز/يوليو 2017 10:21

في ذكري أزمة الخليج (1990) و فوقية الغرب و تبعية العرب : أين السبب وأين النتائج في الأزمات المتلاحقة في المنطقة؟ 1/2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

استحضار هذه الذكرى ليس ضد أي بلد من بلادنا و لا هو تجاوز على جراح أي شعب من شعوب أمتنا لسبب بسيط هو أن كل هذه الآلام كان السبب وراءها هو السياسة الأمريكية الأنانية التي لم تحسب لغير مصالحها الحصرية حساباً في معالجة ظواهر الأزمة و لهذا فإن استرجاع العبرة هو ضد الأسلوب الاستعماري الفوقي الذي تعاملت به الولايات المتحدة في أزمة تخص أمتنا ففعّلت، كما تفعل اليوم تماماً، برنامج مصالحها وحدها دون الوضع في اهتمامها مصالح المنطقة و أبنائها فنتج عن ذلك سد كل طرق الحلول الدبلوماسية و قيادة المنطقة إلى الدمار الهائل الذي لحق بكل البلاد المعنية بتلك الأزمة في المشرق العربي و الإسلامي و كانت الولايات المتحدة هي الرابح الوحيد على حسابنا، و ذلك رغم مواقف الحكومات المؤيدة لها و التي خرجت خاسرة بمجموعها سواء على المدى القصير أو البعيد، و ليس المقصود من هذه الذكرى سوى العظة و العبرة لأن تبعات تلك الكارثة مازالت مستمرة و متفاقمة إلى اليوم على الجميع بلا استثناء و إذا كان علينا ألا نلقي اللوم على الآخرين فإن الملوم هو سذاجتنا في تسليم قيادنا لأعدائنا و تفضيل الإصغاء إلى نميمتهم بدلاً من تفاهمنا الداخلي، و لعل الأزمات المتلاحقة التي دخلت فيها المنطقة نتيجة الحضور الأجنبي تزيدنا يقيناً مع مرور الزمن أن هذا الحضور هو منبع المشاكل و ليس إحدى نتائجه هو المنبع، و ذلك منذ حرب العراق و إيران مروراً باحتلال الكويت و تأكد ذلك باحتلال العراق و ها نحن اليوم نعاني من أزمة جديدة أرجو ألا يلوم أحدهم النظام العراقي السابق عليها حيث صور بعض المتغربين اللائذين بالحماية الأجنبية أزمة التسعين نبعاً فياضاً من المشاكل و بالغوا في أثرها الأخطبوطي حتى تأكد اليوم أن ما ظنه التغريب آنذاك نتيجة (الحضور الأجنبي) لسبب (احتلال الكويت) كان هو السبب لكل المشاكل التي عصفت و مازالت تعصف بالمنطقة التي زال منها النظام العراقي السابق و رأسه و أركانه، و العراق نفسه سقط من الجغرافيا السياسية و مع ذلك بقيت الأزمات لأن السبب مستمر و هو الحضور الأجنبي ثقيل الظل، و يجب ألا يظن حالم أن الأزمات ستتوقف مادام السبب قائماً.

بعد إثارة مختلف الأطراف ضد بعضها البعض[1] ليستفز أحدهم جاره و يرد الثاني بانفعال تم غزو الكويت في الثاني من أغسطس / آب / أوت 1990، و بعدها بعشرة أيام طرح الرئيس العراقي صدام حسين مبادرة لحل الأزمة، و تخلو وسائل الإعلام المرئي العربي اليوم من أية إشارة للحدث رغم أهميته التاريخية في كشف الخداع الأمريكي للأجيال المعاصرة كما بينت الحوادث المتتالية منذ ذلك الوقت، و ربما كان استحضار الحدث حتى في سبيل العبرة التاريخية مازال يجر الاتهامات الانفعالية التي تنسى أنه لم يعد هناك من يمول مثل هذه "الدعاية" و أن كوبونات النفط نفدت بعدما تمت سرقة النفط نفسه بأيدي لصوص الاحتلال الأمريكي.

 جاء العرض العراقي في المبادرة وفق البنود التالية التي عرضت الحل الشامل في المنطقة وفقاً للقرارات الدولية، رغم كون هذه القرارات ظالمة عادة، و الانسحاب من كل البلاد المحتلة وفقاً للشرعية الدولية التي يلوح بها الغرب ضدنا صباح مساء:

  1. انسحاب الكيان الصهيوني فوراً و بلا شروط من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين و سوريا و لبنان.
  2. انسحاب سوريا من لبنان و الانسحاب بين العراق و إيران.
  3. وضع ترتيبات للانسحاب من الكويت مع الأخذ في الحسبان الحقوق التاريخية للعراق في أرضه (معضلة المنفذ البحري التي لم تحل إلى اليوم و ستظل تؤرق أي حكم قادم في العراق[2] و يتوجس منها حكام الخليج على شاكلة كل مشاكل الحدود التي ورثتها التجزئة من عهد الاستعمار).
  4. انسحاب القوات الأمريكية و القوات الأخرى و حلول قوات عربية محلها لا يكون من بينها قوات مصرية (بسبب انحياز نظام حسني مبارك آنذاك الذي تبنى موقف الولايات المتحدة بحذافيره و دوره في تمرير هذا الموقف بالبيان المعد في أمريكا بقمة القاهرة[3]، و هو دور اعترف به بوش و بيكر و جعلا ثمنه إعفاء النظام من الديون[4]).
  5. تجميد كل قرارات المقاطعة و الحصار و عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في التعامل[5].

تم رفض المبادرة فوراً، و تصدرت الولايات المتحدة و بريطانيا و الكيان الصهيوني قائمة الرافضين[6]، تحت نفس الذريعة التي ظلت تتردد طوال فترة الأزمة (لا شروط مسبقة)، و وصف الأمريكيون و الصهاينة المبادرة بأنها "دعاية رخيصة"[7] (فهم لا يلجئون للدعاية مطلقاً ! و يلاحظ أن كل الذين نعتوا المبادرة بالدعاية، غير الجادة بالانسحاب، كانوا يستمدون ذخيرتهم من واقع قبولهم بازدواجية المعايير كأمر طبيعي اكتسب الشرعية بالتقادم، و فرضهم هذا الواقع على العالم المستسلم للقوي، فعندما قالوا إن القيادة العراقية لا تريد الانسحاب و تمارس الدعاية لأن مطالبها "مستحيلة"، هم كانوا يؤكدون بذلك إدانة أنفسهم من حيث لا يعرفون لأنهم يقرون ادعاءات الطرف الآخر الفوقية و كونه غير مستعد مطلقاً لتطبيق المعايير نفسها التي يراد تطبيقها على العراق (الجدار المنخفض) بشكل أحادي و متسرع رغم أن غيره سدر في غيه لعقود طويلة، و متهمو العراق، و العرب منهم، يؤيدون استمرار هذا الاعوجاج بدلاً من انتهاز الفرصة و المطالبة الجماعية بتعديل كل المسارات).

لن نتوقف عند رفضهم طلب العدالة و المساواة في المعاملة بين قضايا البشر.

و لن نذكر أن الكويت لم تستثن من الحل و ما طلبته المبادرة لا يخرج عن تصريح الأمير سلطان بن عبد العزيز نفسه في 21 أكتوبر من نفس العام بتقديم العربي لأخيه بعض التنازلات التي لا تخرم مروءته عندما يقدمها له بلا لجوء للقوة[8]، و لن نلاحظ إهمال الاستعداد لتحقيق الهدف المعلن و هو الانسحاب من الكويت بلا حرب و خروجها من دائرة الأزمة حال الموافقة على الترتيبات المذكورة، و هذا الإهمال إشارة إضافية لسذاجة من يظن أن مصير الكويت و سلامتها كانا أولوية أمريكية لاسيما بعدما غض الأمريكيون الطرف عن توجيه الأحداث منذ البداية و قبل تفاقمها لصيانة الإمارة من الأخطار التي كان العالم كله يراها و يراقبها عن كثب، و فضلوا استخدامها طعماً في فخ كبير لتحقيق مصالح دنيئة لم يربح منها أي عربي و من الأرجح أن خسائرها لم تخطر على بال الكويتيين أنفسهم عندما عرض عليهم الدعم الغربي في بداية الأزمة و قبل وقوع الغزو[9].

و لن نتوقف عند تقويم موظفين أمريكيين كبار لتكرار عرض المبادرة بشكل أكثر تساهلاً في بداية عام 1991 (الانسحاب من الكويت إذا قدمت أمريكا تعهداً بعدم مهاجمة الجيش المنسحب، و إذا غادرت الجيوش الأجنبية المنطقة، و العمل على الاتفاق بشأن فلسطين، و حظر كل أسلحة الدمار الشامل في المنطقة) بأنه "هام" و"يدلل على الاهتمام العراقي بالوصول إلى حل تفاوضي" و كونه موقفاً جدياً يسبق التفاوض، و مع ذلك رفضت الولايات المتحدة كل ذلك فوراً[10] و هي العروض التي كان من الممكن على الأقل منحها زمن اختبار لو كان الغرض هو تطبيق العدالة على الجميع في النظام العالمي الجديد كما زعموا.

و لن نعترض على الرد على المبادرة بالتعلق بأكاذيب تهديد السعودية[11]، لتبرير استمرار الحشد العسكري و الذي كان مدخل البلبلة التي وقعت في المنطقة منذ استقر هذا الحشد، مع أن مستندات هذا الحشد كانت أو هى بكثير من مستندات الحشد العراقي على الحدود الكويتية و الذي لم ينل التحذير اللازم من الحكومة الأمريكية إلا إيحاء لطيفاً بطلب الحماية الأمريكية[12]، و لما وقع الاجتياح لم تحاول أمريكا منعه في لحظاته الأولى و هي تراقبه بل انتظرت ساعات طويلة إلى أن استتب الأمر للعراق داخل الكويت، و ذلك رغم محاولة رئيس الأركان و وزير الدفاع الأمريكيين إطلاق تحذير رئاسي إلى الرئيس صدام عبر قنوات الدبلوماسية السرية و لكن رفض بوش ذلك ليغوص العراق في الأزمة[13]، أي أن الأحداث كلها استغلت لتحقيق مصالح أمريكا الحصرية دون مصلحة أي شريك أو تابع بل و لو تطلب الأمر استخدام الصديق طعماً و ضحية لإيقاع العدو في الفخ.

و لن نتكلم عن استقبال مبادرة إطلاق الرهائن (الذين كانوا نصف الأزمة حسب التصريحات الغربية في ذلك الوقت[14]) و غيرها من المبادرات بعنجهية راعي البقر[15] الذي يؤكد باستكبار صحة مسلكه وحده[16] و أنه سيستعمل القوة "و لو رفض الآخرون"[17] بمن فيهم الكونجرس الأمريكي نفسه[18]، و يرفض مجرد الحوار بشأن إنهاء الاحتلال الصهيوني بعد هذه المبادرة، و يستمر في رفع الشعار المتشدد "لا للمفاوضات، لا للتنازلات، و لا للحلول الوسط، و لا لمحاولات حفظ ماء الوجه، و لا لمكافأة العدوان"[19]، و نعم "للإذعان بلا شروط"[20] و هو شعار لا يحل أية مشكلة دولية، و لا ترفعه الولايات المتحدة نفسها ضد ربيبتها الصهيونية المحتلة.

و لكن نلفت الأنظار إلى الحقائق التالية التي لا يمكن فهم الحدث خارج سياقها:

  1. لم ترفض هذه المبادرة وحدها، بل تم إفشال كل المبادرات حتى التي تقدم بها الكبار كالاتحاد السوفييتي و فرنسا أو التي وافق عليها الإنجليز و الصينيون، و حتى مجرد التصريحات المرطبة التي كان يدلي بها مسئولون عرب كبار كالأمير سلطان، و تقلص المطالب و تنقلها من سعر النفط إلى المنفذ على الخليج إلى حل القضية الفلسطينية[21] أو حتى مجرد الوعد بذلك إلى مجرد الضمانات بسلامة الانسحاب[22]، و دائماً نفس الرد (رفض الشروط المسبقة) أو في الحقيقة طلب الاستسلام المطلق[23]، و لهذا كان رد بوش المتغطرس في اليوم التالي للمبادرة: "لا بديل عن الزعامة الأميركية، و إن الزعامة الأميركية لا يمكن أن تكون فعالة في غياب القوة الأميركية"[24]، و هو ما ردده وزيره بيكر[25]، و رفض الحلول الجزئية[26]، و رفض "مكافأة المعتدي"[27]، و عقد النية على الاستفراد باستخدام القوة و لو رفض الآخرون[28]، و رفض أي بديل عن قرارات الأمم المتحدة، و وجوب تطبيق كل قرارات مجلس الأمن[29]، و رفض أي تنازلات (و لا بوصة واحدة)[30] و هي كلها عبارات تاق العرب إلى سماعها في صراعهم مع الصهاينة.
  2. ماذا كان مصير قضية فلسطين التي كان الحلفاء العرب حريصين على عدم دحض حجتها عالمياً لو قبلنا بفكرة الاحتلال؟ ثم زعموا أن القضية انتكست بفعل الغزو العراقي كما لم يحدث في تاريخها[31]، و هل نال العرب المصدقون الذين تسولوا إعلان النوايا بشأن تسوية القضية أي مكافأة أو وفاء بالوعد؟ و على فرض رفض الأمريكيين الخضوع للعدو، فماذا قدموا للقضايا الأخرى التي تعهدوا بها بعد تطبيق قرارات الأمم المتحدة على العراق[32] فلم يؤد مؤتمر مدريد 1991 سوى امتصاص نقمة عارمة و استمر التعامل الرخو مع الاحتلال الصهيوني؟ و إذا كان "المجتمع الدولي" رافضاً "مكافأة المعتدي" أو حتى الإصغاء إليه، فماذا فعل توسل "الأصدقاء" للولايات المتحدة و أوروبا بإصدار "التزام ما" من أمريكا أو الدول الغربية أو مجلس الأمن (أو بابا نويل!) "بتحريك" القضية الفلسطينية[33] (و كأننا لم نجرب التحريك منذ 1973!) و تسوية الصراع، و مازال التحريك جارياً و قطار التسوية متحركاً إلى اليوم باحثاً عن محطة و هو ما يؤكد ألا قيمة للعربي في الميزان الأمريكي و هذا ما على أنصار التدخل الأمريكي أن يعرفوه جيداً حتى لو خدعتهم الحظوة الظاهرية مؤقتاً، فمخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً و مصير كل العملاء الذين سقطوا بعدما ارتفعوا إلى قمم الطاووس أبلغ درس للواهمين.
  3. هل أفادت (1-الكويت) من إبقائها مدة أطول في طور الأزمة؟ و هل يمكننا أن نتصور مكسباً في وضع مصيرها كطعم منذ البداية في الفخ الذي حاكته السفيرة الأمريكية في العراق بتصريح مهما قيل في تبريره فلا يمكن أن نعده مناسباً لحفظ أمن الكويت في ظل حشود عراقية ترصدها كل الأقمار الصناعية الأمريكية[34] القادرة على رصد دبيب الحشرات على الأرض؟ و قد كانت الولايات المتحدة على يقين من النوايا العراقية[35]، و مع ذلك لاذت بالصمت تجاه العراق أو أعربت عن "القلق" الخجول[36] و حذرت الكويت بخجل لا يناسب حجم الواقع المرئي من جهة و لكنه يترك الانطباع لدى الضحية المرتقبة بأن التحذير وقع و لو كان همساً، حتى لا يقع اللوم مستقبلاً، و ذلك مثل كل السياسات الأمريكية المتبعة في الأزمة حيث تم إمساك العصى من المنتصف للحفاظ على المصالح الأمريكية بتوازن دقيق و حذر (فالدعم لجهة يحفزها على التحدي و لكنه لا يكفي لردع الجهة المقابلة، و التصريح بدعم جهة يقابله تصريح بإطلاق يد الجهة الأخرى، و تحذير جهة من نوايا الجهة الأخرى يقابله الصمت عن تحذير الأخرى عن الإقدام بشكل حازم)، و قد تبين من الأحداث أن الغرض لم يكن تحرير الكويت في حد ذاته بل القضاء على القوة العراقية و هو ما لم يخجل منه بوش و تاتشر و بيكر و وزير الدفاع تشيني و وزيرا خارجية سابقين هما جورج شولتز و هنري كيسنجر و شاركهم الصهيوني شامير في عز الأزمة[37]، و قد حذر كيسنجر العاملين في المصارف الأمريكية في حينها من أن عدم تحقيق الهدف من وجود القوة الأمريكية في الخليج سيدفع الأحداث باتجاه التطرف و يزيد احتمال حرب عربية-صهيونية و ستتحطم إمكانات السلام بين العرب و الصهاينة إذا نجح صدام كما قال بوش أيضاً[38] (فهل زال التطرف بوجود الأمريكيين و هل حل السلام فعلاً و ما هي الإجابة عن اندلاع عدة حروب مع الكيان الصهيوني منذ ذلك الوقت؟)، و كان انكشاف الهدف أنه تدمير العراق و ليس تحرير الكويت هو السبب في استقالة وزير الدفاع الفرنسي الذي لاحظ البون الشاسع بين متطلبات تحرير الكويت و واقع تدمير العراق في الحرب[39]، و هذا ما أدركه الزعيم السوفييتي غورباتشوف في نهاية الحرب بعدما ساير السياسة الأمريكية إلى منتهاها بل كثيراً ما كان أداة لها[40] ثم وقف على الحياد[41] يراقب المذبحة كما وصفها مستشاره العسكري و رئيس أركان الجيش السوفييتي السابق[42] و لكن غورباتشوف قال في النهاية إن التدمير الكامل للعراق هو هدف الحلفاء الغربيين الحقيقي بهدف تنشيط اقتصادياتهم المتداعية[43]، و قد استمر العدوان بعد خروج الجيش العراقي في طريق الموت و استمر الحصار القاتل لمدة 12 عاماً بعد ذلك حيث وصل حدوداً إجرامية من الحظر و المنع لمواد غذائية و دوائية حيوية مما أوقع ملايين الضحايا بالإضافة إلى إصرار مضحك و مجرم على منع حتى أقلام الرصاص من دخول العراق بحجة استخدامها في أسلحة الدمار الشامل التي تبين عدم وجودها و كذب ادعاءات توفرها، مع العلم الأمريكي الأكيد بذلك (كعلم أمريكا المؤكد بإمكان الانسحاب العراقي من الكويت و لهذا أجهضت كل المبادرات و اتخذت من الأساليب ما يحول دون تحقق ذلك لاسيما الإصرار العنيد على الاستسلام العراقي المطلق دون قيد و لا شرط)، حيث أن أجهزة حساسة في رصدها للقيام بأنشطة الدمار الشامل تكشف حقيقة وجودها دون وجوب انتظار التصريحات العراقية التي قد يكون الهدف إعلامياً منها (تماماً كتصريحات عدم الانسحاب من الكويت قبل ذلك و قد أكد كثير من السياسيين آنذاك إمكان الانسحاب[44]) و في حالة أسلحة الدمار، كان الهدف الإعلامي ردع محاولات العدوان الخارجي في ظل التربص الإيراني كما قال الرئيس العراقي بنفسه فيما بعد[45] و كانت إيران قد رفضت عروض التقارب العراقية منذ 1990حتى حازت على الثناء الأمريكي[46] و ثبت عملياً بعد ذلك معاداتها للنظام حتى و لو بالتحالف مع الشيطان الأكبر، و انتهى الأمر بارتكاب جريمة احتلال أمريكي أكبر من أزمة 1990 بذريعة احتلال الكويت في زمن أصبح هذا الاحتلال ماضياً غابراً آنذاك و مع ذلك ظل الرئيس مبارك ينفخ في رماده لتسويق الجرائم الأمريكية المتجددة و يدعي أن احتلال العراق الكويت سنة 1990 هو سبب تواجد القوات الأجنبية التي تتأهب لاحتلال العراق سنة 2003، و كأن هذه القوات حمم بركانية فجرها العراق و ليست دولاً كبرى تحركها سياسات بشرية و مصالح غربية يختارها الناس المعنيون، و هل يمكننا الادعاء أن الجوار العراقي للكويت أصبح مسالماً حتى قد تغير كل شيء فيه؟ ألا نلحظ الأزمات المتفرقة و التصريحات المتشككة و الاتهامات المتبادلة التي تتفجر بين الحين و الآخر و لا يمكن التنبؤ بمستقبلها كما لم يكن من الممكن توقع ما حدث في الماضي بسبب حرمان العراق من رئة التنفس البحرية في الوقت الذي يرى العراقيون جارهم الجنوبي كله شريط ساحلي و هم يرون الخرائط القديمة التي تؤكد لهم أن الرئة كانت جزءاً من كيانهم؟ أليس هذا ما حذر منه العقلاء كون الجرح الذي غرسه الاستعمار البريطاني سيظل نازفاً ما لم تحل هذه المشكلة المرتبطة بالوجود و الحياة اليومية بتنازلات متبادلة تم عرضها في مبادرة الأمير سلطان بن عبد العزيز أثناء أزمة 1990 و لكن السادة الاستعماريين و أدوها في المهد لأجل مصالحهم الذاتية و ليس لأجل مصالح العرب؟ كيف يمكننا تحقيق الأمن العربي في ظل هذا الخلل الذي يغذيه التحريض الاستعماري المستمر؟ و هل أدرك العقلاء أن الحضور الأجنبي على ضخامته لم يحل المشكلة رغم المليارات التي أنفقت و الأسلحة التي قصفت و الدماء التي نزفت و الأرواح التي أزهقت؟ و أن السياسة العنيفة التي اتبعتها الولايات المتحدة في الأزمة لم تكن لصالح أبناء المنطقة و هم يرون أنه قد أصبح عليهم دفع أتاوة باهظة و دائمة لا يعلم بشر حتى اللص نفسه مقدارها و مداها و قد وصلت حتى الآن مئات المليارات و هي مرشحة لبلوغ الأرقام التريليونية و هو ما يجب أن نقارنه بالأرقام الضئيلة جداً التي كانت سبب الخلافات التي أشعلت أزمة الخليج سنة 1990 (إلغاء دين بمقدار عشرة مليارات دولار و تقديم منحة مقدارها عشرة مليارات اختلف بشكل محير على المليار الأخير منها بالإضافة إلى أقل من مليارين و نصف تعويضاً عن نفط الرميلة، أي أن المجموع حوالي 22.5  مليار  من الدولارات أي حوالي 7 مليارات دينار كويتي و ذلك بعد حرب طاحنة خاضها العراق ضد إيران للدفاع عن هذه الدول العربية خسر فيها أضعاف هذا المبلغ، و لكن كما نرى اليوم فإن الدفع للأجنبي أضعاف هذا المبلغ أحلى من الدفع للعربي، و لا بأس بخسارة الأموال في سبيل المشاريع الأجنبية كما حصل في الإغراق النفطي قبل اندلاع الأزمة حيث كانت دول نفطية تخسر مواردها في سبيل الإضرار بجيرانها[47])، أليس من الأجدى النظر في خيارات أخرى تتعلق بضرورة حسن الجوار المستمدة من حتمية الجغرافيا بدلاً من الاعتقاد الساذج بدوام الحماية الاستعمارية التي "سخرتها" العناية الإلهية؟
  4. و ماذا كان مصير (2-سوريا) التي فرحت بالحفاوة الأمريكية و الرسائل المتبادلة و المكالمات الهاتفية و الزيارات المكوكية و العلاقات الدبلوماسية و لقاءات قمة جنيف في منتصف الطريق[48]؟ و أين أصبحت من التجمع الذي حمل اسم عاصمتها (دول إعلان دمشق) بعدما تجمعوا في ظل الموقف الأمريكي من أزمة الخليج ثم صار أعضاؤه هم المعادين لها بكل عنف؟ و هل أفادت أي شيء من سيرها في ركاب الولايات المتحدة على أمل النظر في قضية العرب في الوقت الذي كان الصهاينة على أعلى المستويات يلوحون بتهديدها غم كونها في معسكر التحالف[49]؟ و هل اندثرت ديون (3-مصر) التي صُور الإعفاء منها و المساعدات السخية التي قدمت في زمن الأزمة نصراً مؤزراً[50] و ذلك بعدما كان السلام الصهيوني هو الفردوس الموعود الذي سيعفي مصر من كل نفقات الحرب الباهظة لتتفرغ بعدها للتنمية، فهل تحقق أي شيء من هذا؟ و هل يمكننا أن نعد مكسباً، بأي شكل من الأشكال، تحول (4-الخليج) إلى مستعمرة أمريكية ترابط فيها جيوش الاحتلال و يتنافس المتنافسون فيها لاحتضان قواعد الاحتلال و يتطاول بعضهم على بعض أيهم أكثر جدارة بارتداء قيود هذا الاحتلال في الوقت الذي تتطاحن فيه أنظمة الأهالي الأصليين و تُستنزف مواردها المالية حتى الفلس الأخير بصفقات ذات مبالغ فلكية للأسلحة الصدئة و الاستثمارات البليونية في اقتصاديات الآخرين و مشاريع الحروب العبثية مع الأعداء الوهميين، و مازالت المنطقة تخرج من صراع لتدخل في صراع يليه بفعل هذا التحريض الاستعماري الاستنزافي الذي يوهمنا بأن إرادته هي إرادتنا و حروبه هي حروبنا، و المنطقة يرتع فيها الأعداء الحقيقيون من الصهاينة و يناورون مع جيوشها و يرقصون على أنغام هدم الأقصى في عواصمها؟ و بعد عقود من الإنشاد المستمر بوحدة الخليج و شعبه انقلبت الأنظمة على نفسها و أصبح المطلوب من الخليجيين أن يعادوا بعضهم بعضاً و أصبحت محبة الخليجي لدى أنظمة خليجية جريمة يعاقب عليها القانون في الوقت الذي تفتح فيه الأذرع للصهيوني بكل مودة و ترحيب، فهل هذه هي مصالح الخليج التي حققها الحضور الأجنبي؟ ثم ماذا أفاد (5-العراق) الذي دارت كل دعاية العدوان الأمريكي على تخليصه من الاستبداد و الدموية؟ فهل تم القضاء فعلاً على الاستبداد و الحكم الدموي أم أنهما تضخما و تلاشت أحلام الديمقراطية؟ و باختصار من هو الطرف العربي الذي خرج رابحاً من الأزمة نتيجة السياسات التي اتبعها ملوك الطوائف من الأندلسيين الجدد بعدما رأينا أننا قد أصبحنا مجرد أدوات لتطبيق الخطة التي أعلنها الكيان الصهيوني لتفتيت المنطقة منذ بداية الثمانينيات[51] و ها هي تنفذ اليوم بالحرف على بلادنا و منها نفس الدول التي مر ذكرها؟ هذا مع العلم أن عمر هذه الخطة التي أصبحت حديث الإعلام أطول من بداية الثمانينيات لأنها استمرار لخطة صهيونية أخرى وضعت بعد العدوان الثلاثي (1957) و نشرها الصحفي الهندي كارانجيا بعنوان "خنجر إسرائيل"[52] و طبقت عملياً في حرب النكسة (1967) و استمر تطبيقها مع بعض التعديلات التي تلائم الظروف المستجدة و لكن دون التخلي عن الجوهر الذي هو تفتيت العرب و الاستيلاء على أراضيهم، و مع كل ذلك مازال العرب يقعون في الفخاخ المكشوفة و من المستبعد أن يكون ذلك لأنهم لا يقرءون كما ظن يوماً موشيه دايان، بل لأنهم استمرئوا المذلة لأعدائهم.
  5. لقد حمّل كثيرون القيادة العراقية مسئولية الحرب و الدمار لعدم الاستجابة المطلقة و غير المشروطة لطلب الانسحاب، مع أن هذه القيادة وصلت في النهاية إلى مجرد طلب الضمانة بعدم العدوان على العراق في حال الانسحاب و كان الجواب يأتي دائماً بالرفض الأمريكي المتغطرس و المطلق لأي "شروط مسبقة"[53]، حتى لو كان هذا "الشرط" هو البقاء على قيد الحياة فقط، و أغلق الأمريكيون الباب في وجه أي استحسان دولي أو حتى استعداد لمنح هذه الضمانة البسيطة مادام الانسحاب سيتم[54]، مما أوصل العراقيين إلى استنتاج قطعي بأن المعركة حتمية سواء انسحبوا أم لم ينسحبوا، و مع ذلك أثّر تحميل القيادة العراقية المسئولية على سلوكها في غزو 2003 عندما كانت تدمر أسلحة العراق و العدو يحتشد على الأبواب، فماذا كانت النتيجة؟ طلب راعي البقر الأمريكي بغطرسته المعروفة، تنحي القيادة و استسلامها المطلق و لكن أيضاً دون التنازل عن نية الغزو و العدوان، أي أن المطلوب هو الإذلال لأجل الإذلال و ليس كثمن للنجاة، و ظل هناك من يبرر العدوان الصريح هذه المرة بأنه بسبب "وجود" القيادة العراقية في بغداد، كما صرحت بذلك إذاعة خليجية آنذاك، مع أن الأمريكي نفسه أعلن أنه سيدخل حتى لو غادرت هذه القيادة بغداد، و هو نفس ما حدث في الأزمة الأولى عندما قال بوش الأب إنه حتى لو انسحب العراق من الكويت فسيبقى الهدف هو إزاحة القوة والإمكانات العراقية، فهل يشك أحد بعد ذلك في الهدف الحقيقي للأزمة و هامشية مصير الكويت عند من ادعى حمايتها و كونها مجرد أداة في نظر مآربه دون أي اعتبار لأمنها؟ فإلى أي مدى وصل الاستكبار الأمريكي و إلى أي هوة نزلت الكرامة العربية؟ فهل أدرك المدركون أن سلوك الأعداء و عدوانهم ليس متوقفاً على ميولنا سلمية كانت أم مقاومة؟ و أن استمرار تقديم شهادات حسن السلوك لا علاقة له بالموضوع؟ و أن الحديد لا يفله إلا الحديد، و إذا كان زعيم كوريا الشمالية غريب الأطوار كما يصوره الإعلام الأمريكي فإنه على الأقل أكثر حصافة من القيادات العربية إذ أوقف العنجهية الأمريكية عند حدها و رفض أن يكون حاله كاستسلام العرب.
  6. استند رفض المبادرة عربياً[55] إلى آراء عجيبة جداً و مع ذلك كانت النتيجة وخيمة على الجميع:
  1. "لا يمكن تبرئة احتلال الكويت بأي نية مهما كانت نقية"، مع أن العراق نفسه لم يطلب إليهم هذه البراءة و المباحثات السياسية لا تستند إلى المثاليات أصلاً.
  2. "فكرة الربط بين القضيتين مجرد دعاية لتبرئة احتلال الكويت"، و هل كانت الأطراف الأخرى بريئة من ممارسة الدعاية؟ أليست السياسة كلها دعاية في دعاية؟ ألم تبدأ الدعاية الأمريكية ضد العراق منذ ما قبل غزو الكويت[56] و لم تتوقف حتى بعد غزو العراق؟ من الذي استخدم الأكاذيب التي فضحها العالم ككذبات الحشود العراقية على الحدود السعودية و كذبة حاضنات الأطفال و كذبة تلوث طيور لا تعيش في الخليج أصلاً و مئات التقارير الكاذبة قبل الغزو الأمريكي و كذبة أسلحة الدمار الشامل و كذبة العلاقة بين العراق و القاعدة....إلخ، و وفقاً لكل هذا استخدمت دعاية التشبيه الانفعالي بهتلر الذي اجتاح أوروبا كلها و الاستحضار العاطفي لكوارث الحرب الكبرى الثانية ليطبق على اجتياح بلد صغير و يصبح الرئيس العراقي أسوأ من هتلر في مجاز يستخف بقراء التاريخ[57]؟ هذا فضلاً عن إخفاء الأخبار التي لا تناسب السياسة الأمريكية في الأزمة منذ بدايتها[58]، ألم يتم حشد الجيوش الأجنبية في المنطقة تحت ستار دعائي و هو المهمة الدفاعية؟ و ضمان أعلى المستويات السياسية عدم القيام بالهجوم و التأكيد على عدم وجود أي التزامات تجاه الحضور الأجنبي الذي زعموا أنه سيغادر فور إتمام المهمة[59]؟ و هل كان ذلك جزءاً من الدعاية أم أن العرب لم يكونوا يملكون من أمرهم شيئاً إذ يتحدثون فيلغي الأجانب كل ما يقولونه كما حدث في مبادرة التنازلات المتبادلة؟ و ماذا كان يقصد الذين يعارضون الغزو العراقي من العرب حين قالوا إن مصادقتهم على الغزو سيدحض حجتهم أمام العالم بمناوأة الاحتلال الصهيوني[60]؟ فهل كانوا صادقين فعلاً و هم حلفاء الصهاينة فعلياً و يرون حقيقة الموقف الأمريكي الذي لا يخفى عليهم حمايته العلنية للكيان الصهيوني في الأزمة[61]؟ و ماذا فعلوا لقضيتهم المزعومة بعد انتهاء احتلال الكويت و هم يزعمون التزام المجتمع الدولي بحل القضية الفلسطينية[62]؟ ألم يكشف ذلك أن حديثهم كان مجرد دعاية أيضاً؟ ثم ماذا نسمي من دعموا الحرب ضد إيران بكل قواهم ثم زعموا أنهم نهوا القيادة العراقية عن التحرش بإيران[63]؟ و ماذا نسمي إلباس الحضور العسكري الغربي في سبيل المصالح الأمريكية في المنطقة صفة الإرادة الإلهية[64]؟ ألم تكن حرب الخليج كلها دعايات من كافة الأطراف؟ كيف نصف الذين دغدغوا مشاعر شعوبهم بشعارات التنمية و إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار بعد الحرب[65] إلى أن خلعتهم شعوبهم و هم ينهبون؟ و ماذا نسمي خطب بوش التي أخفت وقائع الأزمة الكاملة و الاستفزازات التي سبقتها من جهات عديدة ضد العراق؟ ثم صُورت الأزمة بصفتها صراعاً بين الملائكة و الشياطين و أنها انقضاض وحش على حمامة سلام دون أي استفزاز؟[66] و كيف نصف الخطب الرنانة بعدم معاداة الولايات المتحدة للشعب العراقي[67] رغم أنه المتضرر الأكبر من السياسات الأمريكية؟ و أن العقوبات سترفع عند الانسحاب من الكويت و عودة الحكومة الشرعية و إطلاق الرهائن، و لم ترفع العقوبات رغم تطبيق كل ما سبق؟ و ماذا نصف خطبة بوش عن عدم استهداف البنية التحتية العراقية[68] فيما كان وزير خارجيته يتحدث عن إعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة؟ و فيما يقوم التحالف الأمريكي بتدمير العراق يعلن بيكر لوزير الخارجية السوفييتي أن الهدف من الحرب تحرير الكويت لا تدمير العراق[69]، و ماذا عن الحديث عن عدم استهداف الشعب العراقي بل العمل على تخفيف معاناته[70] ثم تضييق الحصار القاتل عليه 12 سنة بعد ذلك مما قتل الملايين؟ ألم يكن الرئيس الأمريكي يمارس دعاية رخيصة و هو يكذب على الملايين و يستغبيهم و يستخف بإدراك أي عاقل و قارئ للتاريخ عندما قال "إن الولايات المتحدة لم تسع في تاريخها إلى الحرب"[71]؟!؟ ثم ألم يكن من الدعاية الهابطة أن يدخل الصهاينة المزاد أيضاً فيدعي المجرم شامير أن كيانه "مولع بالسلام" بل إن هذا هو الثابت الوحيد في الشرق الأوسط[72] (!) ثم ألم يكن إلقاء الأمريكيين و البريطانيين دروساً أخلاقية[73] نكتة تضحك الثكلى بالنظر إلى الدمار غير الأخلاقي العظيم الذي نتج عن سياسة الحلفاء؟ أليس ملف الأزمة كله سجلاً للدعاية الرخيصة كهذه غالباً؟
  3. و من الردود التي بررت رفض المبادرة أيضاً أنه "لو قبلت الولايات المتحدة بغزو الكويت لما طرح صدام حسين مسألة حقوق الفلسطينيين، فقد طمأن السفيرة الأمريكية على مصالح الولايات المتحدة"، و ماذا كان يعمل المحتشدون خلف الولايات المتحدة؟ هل كانوا يحاربون مصالحها؟ و هل اهتموا بحقوق الفلسطينيين؟ و ماذا فعل استجداء الحلول السلمية منذ ذلك الوقت؟ و أيهما أفضل إذن من يطرح الحقوق للنقاش بندية أم الذي يستسلم لإرادة من سلمه طعماً كما كان عليهم أن يدركوا من حديث السفيرة مع الرئيس، و هو الحديث الذي أشاروا إليه.
  4. "لا يمكن جعل الكويت رهينة في يد عربية مقابل رهينة في يد إسرائيلية"، و من الذي جعل الكويت رهينة لمصالحه أصلاً؟ ألم تسمعوا حديث السفيرة الذي أشرتم إليه؟ و هل لدى المتحدث فعلاً فرق بين العربي، الذي حاربه، و الصهيوني الذي صادقه و حالفه و استسلم له ومازال؟
  5. "لن تقبل إسرائيل بالإفراج عن رهينتها من أجل تحرير الكويت حتى لو بذلت الولايات المتحدة أقصى الضغوط عليها"، فهل كان الكيان الصهيوني سيرفض حتى لو شنت عليه أمريكا الحرب؟ فلماذا شنت الحرب على العراق وحده؟ و هل علم العرب من ذلك قيمتهم عند الصهاينة الذين يتسابقون اليوم على ودهم و هم لا يقدمون شيئاً للشرعية الدولية المطلوبة منا وحدنا؟ و هنا عدنا إلى وجوب التعامل بالعدل و المساواة مع الجميع و هي المعضلة التي لم تحل إلى اليوم.

قراءة 1972 مرات آخر تعديل على الجمعة, 28 تموز/يوليو 2017 10:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث