قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 11:31

سلسلة نماذج من تعامل "المتحضرين" مع جرائمهم (1) حول مكانة “الآخر” في الحضارة الغربية

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

كتبت مجلة تايم : "مهما كان حجم الدمار و القتل الجماعي الذي يتحدث عنه السكان الأصليون فإنه مبرر، ففي خضم القضاء على مثل هؤلاء البرابرة نال العالم ثقافة الحرية التي أعطت الكرامة و السيادة للإنسانية"

و قال وزير التعليم الأمريكي السابق وليم بينيت : " إن الحديث عن مثل هذا التحريف التاريخي (أي اضطهاد الهنود) يعني نسف التقليد الثقافي الغربي الذي صنع هذه الأمة العظيمة و ما هي عليه اليوم".

و أما الكاتب الصحفي الأمريكي كريستوفر هيتشنز الذي كان يسارياً و ناقدا لحرب فيتنام و احتفى به المفكر الراحل إدوارد سعيد و ألف بالاشتراك معه كتابا ينقد الصهيونية (لوم الضحية) و ذلك قبل تحوله إلى اليمين المتطرف و تأييده غزو العراق، فإنه كتب عن الإبادة الهندية :" من لا يحتفل بإبادة سكان أمريكا الأصليين إنسان يكره إنسانيته، إنه مخبل، جاهل، بليد، أما الذين ينظرون إلى الإبادة نظرة نقدية فهم رجعيون متخلفون لأن التاريخ لا يصنع إلا بمثل هذه الفظاعات، و لهذا فإن التذمر من ذلك لا معنى له لأنه كالتذمر من تحول في المناخ....ثم إن هذه الإبادة تستأهل التمجيد و الافتخار لأنها كانت سببا في تحسين الوضع الإنساني" ص 147 -148 من كتاب أميركا و الإبادات الجماعية للأستاذ منير العكش.

و خلال مناقشة في الكونغرس وقف جيمس ميكائيل كافانو ليعلن أمام زملائه أعضاء المجلس الموقر بلسان حال المستوطنين في ولايته مينسوتا المنضمة حديثاً إلى الإتحاد :

نعم إنني أفضل موت الهندي على حياته، لقد التقيت بالآلاف من الهنود، لكنني لم أر في حياتي هندياً طيباً.. الهندي الطيب هو الهندي الميت " ثم تابع قائلاً " إنني أومن بالسياسة التي أرساها مايلس ستانديش.. إنني أؤمن بالسياسة التي تبيد الهنود ! ( مايلس ستانديش : و هو قائد عسكري كان يشبه حرق الهنود أحياء بحفلات الباربكيو!!)

و كتب قبل أيام قليلة من مذبحة الركبة الجريحة " ووندد ني " الكاتب فرانك باوم في صحيفته the aberdeen saturday pioneer يدعوا فيها إلى الإبادة الشاملة للهنود و لمن تبقى منهم قائلاً :

" إن أصحاب البشرء الحمراء قد أبيدوا ـ و لم يتبق منهم إلا مجموعة صغيرة من كلاب هجينة تعض اليد التي تطعمها و لا تتوقف عن النباح، أما البيض فإنهم بحكم الغلبة و بقضاء الحضارة أسياد القارة الأمريكية، و إن أفضل أمن لمستوطنات الثغور يجب أن يتحقق بالإبادة الكاملة لهذه البقية من الهنود ... إن موت هؤلاء الأشقياء خير لهم من الحياة"ص 78 من كتاب أميركا و الإبادات الثقافية و ص 61 و62 من كتاب أميركا و الإبادات الجماعية للأستاذ منير العكش.

و يتابع تشارلز فرانسيس آدامس و يكتب عن سياسة " التطهير العرقي " بكل صراحة قائلاً :-

" إن الإبادة الأميركية للهنود الحمر درس يجب الأعتبار به و تذكره في مثل هذه المناسبات فهذه الإبادة برغم قسوتها أنقذت العرق الإنكلوسكسوني من التلوث "

و هذه الكلمات قائلها يكون ابن الديبلوماسي الأمريكي ابن الرئيس جون كوينسي آدامس

و كتب أشهر مؤرخ أميركي في عصره فرانسيس باركمن :

" أن الهنود و الذين هم بشر و ذئاب و شياطين في آن واحد قدر عليهم أن يتلاشوا قبل أن تتقدم موجات الحضارة الأنكلوسكسونية "

و يتابع قائلا : " إن الهندي في الواقع هو المسؤول عن الدمار الذي لحق به لأنه لم يتعلم فن الحضارة و لا بد له هو و غابته من الزوال و الأمر يستأهل "ص 98 من كتاب أميركا و الإبادات الجماعية للأستاذ منير العكش

و هذه الفقرات مهداة إلى مثقفينا الذين لا يرون الثقافة إلا بالبكاء على المحرقة النازية و بنبش تاريخ الإسلام لاكتشاف جريمة هنا أو هناك أو باختلاقها إذا لزم الأمر في سبيل الخضوع لإنسانية الغرب المرهفة ..

و لكي نضع حد للذين ينقبون في كتب التاريخ و التراث الإسلامي لإيجاد هفوة هنا أو ممسكاً هناك لجعله ذريعة لشطب هوية أمة كاملة، و أنا أعتقد أننا يجب أن نضع الأمور في نصابها لنعلّم هؤلاء المنقبين كيف يقلدون الغرب تقليداً صحيحاً و ليس انبهاراً أعمى، و بدلاً من إنكار الحوادث المذكورة في عناوينهم الضخمة أو استنفار أحد للرد عليها تأتي هذه السلسلة لتعلم المقلدين و المبهورين كيف يحتفي المتحضر بجرائمه و هي أشبه بالقضايا المتحفية يبكي عليها بعد زوالها و قد تكرر فصول هذه الخديعة على طول تاريخ الحضارة الغربية.

و أوجه كلمة أخيرة قبل العودة لإستكمال هذه السلسلة

إن الإعجاب و الانبهار بالإنجازات الغربية لن يؤدي إلى الانضمام إلى جنة الغربيين، و لن يؤدي إلى تجنب المصير الذي لاقاه من قبلنا، كما أن توجيه النقد لجرائم الغرب ليس هو السبب في استثنائنا من دخول هذه الجنة لأن الغرب لم يؤسس موقفه من الآخرين يوماً بناء على مسالمتهم إياه أو عداوتهم له، بل على برنامجه القاضي باحتكار مواردهم سواء كانوا أصدقاء أم أعداء، فلا تقربهم صداقتهم منه و لا تبعدهم عداوتهم عنه، و برنامجه هو الذي يحدد له من يسترضي و لو كان عدواً و من يستبعد و لو كان صديقاً، و الفائدة من التحذير من ذلك و ذكر الموقف الغربي من الآخرين هو حمايتنا من أن نكون سلماً يصعد الغربيون عليه للوصول إلى مصالحهم قبل أن يلقوا بنا في سلة المهملات، حيث لا مكان لنا بينهم كما أكدت التجارب التاريخية الطويلة المتكررة، و ساعتها لن يفيدنا أي إعجاب أو انبهار بالغرب و إنجازاته، و لن يجدينا الاعتراف بتقدمه و قوته، و الأجدى لنا بدلاً من الوقوف على أعتاب الآخرين و الانبهار بإنجازاتهم دون أن ننالها إلا على سبيل الاستهلاك الكسول، هو أن (نصنع) طريقنا الخاص الذي يوصلنا إلى إنجازاتنا التي تفيدنا أكثر من إنجازات الآخرين، أي أن الانبهار أو حتى الاعتراف لا يغني عن المقاومة و لن يفيد صاحبه كما يفيد الغربيين أنفسهم.

قراءة 2250 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 18 نيسان/أبريل 2018 09:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث