قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 05 أيار 2018 09:48

قبر اليراعات

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

قصة الكاتب الياباني أكيوكي نوساكا التي كتبها مطلع الستينات، كانت مثل سكب الملح علی جرح ياباني لا أحد يريد أن يتذكره، حيث أعاد ذكريات القصف الأمريكي الذي أحرق المدن اليابانية بالعائلات.
في حاوية محطة سانومييا المهجورة، بالقرب من مدينة كوبي كان يجلس المتشرد الشاب ذا الخمسة عشر عاماً "سيتا " ينتظر موته حيث يجتمع الكثير من المتسولين الذين فقدوا أي ملجأ بعد الحرب...
يبدأ الفيلم بعرض ذاكرة لما قبل مشهد الحاوية ليرينا كيف بدأت القصة عبر خيال لصورة الطفلين "سيتا" شقيقته الصغری "سيتسوكو" .. حيث بدأ القصف في بلدتهم كوبي يحترق بيتهم مع بيوت البلدة قبل أن تصبح كلها حطاما تغادر أمه مسرعة ليلحق بها هو شقيقته لكنه لا يعثر علی أمه حيث أتفقا أن يلحقها، ليذهب إلى مدرسة القرية ليجد والدته محترقة تماماً، بعد يوم توفيت والدته لكنه لم يستطع إخبار شقيقته التي تفتقد والدتها فيقرر أن يذهب لعمته حتی يرسل له والده الضابط في البحرية جواباً بأي شيء.
في بيت عمته بدأت تقلل من طعامه، هو و شقيقته، بينما لا تفعل ذات الشيء مع زوجها و إبنتها، مبررة ذلك بأن الطعام في البلد بدأ ينفذ، بدأ يشعر بالضيق و يراسل أبيه مرة أخری لعله يرجع، لكن شعر أنه مضطراً للبوح لعمته بأن أمه توفيت و أنه خبأ الأمر لكي لا تعرف شقيقته، عمته التي بدأت تزيد من قسوتها في معاملة أبناء شقيقها تطلب منهم بيع ملابس والدتهما مقابل شراء الأرز، لكن هذا لم يكن كافياً لها لتوبخ سيتا علی بقاءه بدون عمل و تطلب منه إيجاد مكان آخر عند أقاربه، أقاربه الذي لا يعرف كيف يصل إليهم، لكن ظل يبكي من الحال الذي وصل إليه فيأخد أخته ثم يسكن في كهف بجوار النهر، إلا انه في النهاية فقد كل مايمكن مقايضته بالأرز من المزارع القريب من بيت عمته، فيطلب منه أن يقدم له بالمجان، لكن يرفض المزارع و يطلب منه العودة لعمته و أن يضع كرامته جانباً، يرجع لكوخه الصغير مع شقيقته الجائعة التي تخاف الظلام، فيبحث لها عن يراعات " حشرات فسفورية أو بق مضيء" ليضعها في الكوخ فتضيء المكان، قبل أن يموتوا في الصباح، و حينها تحفر لهم سيتسوكو قبرا و تدفنهم فيه و تسميه قبر سيتسوكو و كأنها كانت إشارة رمزية للذي سيحدث لاحقاً، حين دفنتهم أخبرت شقيقها سيتا بأن عمتها أخبرتها بأن والدتها توفيت، و حينها يسكب سيتا أنهارا من الدموع قد اخفاها في داخله طيلة هذه المدة عن شقيقته، كان يبكي ألمه علی والدته و ألمه علی حزن شقيقته و ألمه علی نذالة عمته و ألمه علی حالهم اليوم.
مرضت سيتسوكو من الجوع و أنتشرت الإلتهابات في جسمها، يقرر سيتا ان يلجأ للمزرعة ليسرق الطماطم و قصب السكر ليطعم شقيقته لكنه يقبض عليه في النهاية من الفلاح الذي يضربه بعنف و قسوة و يأخده للشرطة.
يخرج سيتا بكدماته ليجد شقيقته تعاني الأمرين و تبكي الجوع، أصبحت تهلوس كثيراً فيأخدها للطبيب الذي يطلب منه أن يغذيها لكن يصرخ في وجهه و هو يبكي و كيف أغذيها إمنحها اي دواء، لكن لا يأبی له الطبيب، فيغادر ليبقی يبحث عن اي شيء يسرقه يطعم شقيقته التي كانت تقضي ليلتها الأخيرة .. سيتسوكو في النهاية تركت هذا العالم القبيح ليقوم شقيقها بتوديعها للمرة الأخيرة قبل أن يضعها في صندوق و يحرقها.
الدلالة الساخرة التي قدمها أكيوكي نوساكا كانت ان يوم وفاة سيتا في المحطة المهجورة هو اليوم الذي سبق إعلان الخطة العامة لأيتام الحرب في اليابان.
كان نوساكا يكتب ضد جرائم الحرب الأمريكية و يكتب ضد الفلاح و الطبيب و العمة الذين كان يحيط بهم الجشع و الكراهية، لكن كان يحفر في ذاكرته أيضاً.
هذه القصة التي تحولت لفيلم أنمي شهير عام 1988 كانت سرد ذاتي لحياة الكاتب الذي توفيت أمه بعد ولادته، حيث عاش مع عمته معتقدا انها امه و في قصف مدينة كوبي قتل والده بالتبني و أحترقت والدته، فحمل شقيقته الرضيعة، لكنه لم يستطع أن يرعاها كما رعاها سيتا، لقد كان ضميره يؤنبه لعشرين سنة انه لم يفعل أكثر ليحميها من الموت، حيث دفنها في قبر اليراعات، و كيف بدأ يسرق ليجد ما يأكله حيث فقد الطعام في اليابان بسبب الحرب و القصف الأمريكي، ثم دخل الإصلاحية و شاهد الكثير من رفاقه يتساقطون كأوراق الخريف .

يكتب نوساكا في نهاية قصته


إلی الشفاه الذابلة و الأجسام الذاوية
التي قضت عذابا تحت سطوة الحرب و الفقر .. و اليتم
نرفع الصلاة لأرواحهم الطاهرة 
و نكفكف دموع مآسيهم الغائرة .. 
فيمن بقي منهم بيننا 
تحننوا علی فقرائكم و أرحموا أيتامكم 
مدوا لهم اليد الحانية
و القلوب النابضة بالحب 
قبل أن يلبسهم الفقر كفن الأجل و ثوب الموت 
وردة حب و حنان لكل (سيتا) و (ساتيسكو) في العالم

و بدوري أهدي هذا لكل عائلات و ضحايا الحروب في عالمنا العربي و لأطفالنا و أبنائنا الذين تسببت لهم حرب الغرب بالفقر و اليتم و لكل ضحاياها في سوريا نسأل الله لهم جميعاً الرحمة و المغفرة و أن يفرج علينا و يوحد صفوفنا بعون الله تبارك و تعالى...

 

*تؤمن المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة علي الدعاء للأستاذ سلامة الوارد في آخر النص البديع و البليغ في آن، اللهم يهدينا إلي سواء السبيل و اللهم يبصرنا بخطايانا لنتجنبها و لنصلح من حالنا و لا ملجأ لنا سوي الله عز و جل و لا خيار لنا سوي مجاهدة النفس الأمارة بالسوء و تجاوز كل الخلافات لنحرر أنفسنا من ربقة المادة و النرجسية المقيتة و الله غالب علي أمره.

قراءة 3053 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 15 أيار 2018 08:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث