قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 26 أيار 2018 09:51

في الذكري الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) و الذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين : سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين" مع جرائمهم (7)

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في الصورة المرفقة بالمقال هكذا تركت جثث الهنود الحمر لمدة 3 أيام تتعفن في البراري بعد مذبحة الركبة الجريحة ثم غطاها الجليد كما هو واضح في الصورة و يتجول المستوطنون القتلة بكل فخر بإنجازهم الحضاري بأنهم أستوعبوا السكان الأصليين في هذه الحياة و لكن أين ... في الحياة الآخرة !

" أنا أفرق بين الإمبراطوريات الأوروبية القديمة التي إنهارت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و ما بعد الهيمنة الأميركية على العالم بعد الحرب ... إن القوى الإمبريالية نشرت بالفعل نظرية تقول : إن السكان المحليين ليسوا مهيأين لحكم أنفسهم و بالتالي يحتاجون إلى فترة من التعليم من أجل أن يتم تجهيزهم للإستقلال. أما التدخلات الأميركية فقد كانت دوماً بإسم التطبيق الفوري للديمقراطية في أجزاء مختلفة من العالم بحيث نظرت الإمبراطوريات الأوروبية إلى السكان المحليين على أنهم ليسوا مهيأين " أبداً " لحكم أنفسهم، لكن البلاغة الأميركية فعلت العكس : بحيث صورت المحليين على أنهم " مهيأون دوماً " للديمقراطية لكنهم ممنوعون من ذلك من قبل سلطة إستبدادية من واجب الأميركيين الإطاحة بها. و هكذا بينما هناك هيمنة أميركية فإن القصة التي تروى لتبريرها مختلفة، نوعاً ما، عن القصص التي روتها القوى الإمبريالية القديمة لنفسها و للآخرين و هذه إحدي الأسباب التي تفسر لماذا لا يرى الأميركيون أنفسهم كقوة إمبريالية بل يرون أنفسهم كمعارضين للإمبراطوريات..

ديبيش شاكرابرتي من نقاد الحداثة المعاصرين اليوم 

إستكمالاً لسلسلة الحلقات التي شرعت بها منذ مدة و التي كانت فحواها عبارة عن إهداء إلى كافة المثقفين و خاصة المنهزمين منهم و لمن يظن بنفسه مقلداً للغرب تقليداً سليماً نقول أن تناول هذه التصريحات تكون لكي تضع حد لهؤلاء الذين ينقبون في كتب التاريخ و التراث الإسلامي لإيجاد هفوة هنا أو ممسكاً لجعله ذريعة لشطب هوية أمة كاملة في الوقت الذي لو بحث هؤلاء المنقبون فلن يجدوا تصريحات مشابهة !! و لكي نعلم هؤلاء المنقبين كيف يقلدون الغرب تقليداً صحيحاً و ليس إنبهاراً أعمى و هي رسالة للباحثين الكبار الذين ما لبثوا أن أنكروا الحوادث المذكورة في عناوين هؤلاء المنقبين بأن لا حاجة لإستنفار أحد للرد عليهم و ليتعلموا من أسيادهم كيف يتعاملون مع جرائمهم

و نقول بكل بساطة :

لا يعجبكم هذا التراث و لا هذا التاريخ، جميل جداً، أعطونا إذن المثل البديل الذي تريدون منا السير على هداه و اقتفاء أثره عندما نترك أمثلتنا و نماذجنا، ما هو النموذج الذي تريدون بناءه على أنقاض تراثنا الذي سنهجره إكراماً لعيونكم؟

و عليه نكمل السلسلة بهذه النماذج التي يراد لنا أن نلحقها ......

يذكر تشارلز فرانسيس آدامز عن سياسة التطهير العرقي التي إتبعتها القيادة الأميركية في عام 1902 قائلاً  " إن الإبادة الأميركية للهنود الحمر درس يجب الإعتبار به و تذكره في مثل أي مناسبة تذكر، فهذه الإبادة على الرغم من قساوتها أنقذت العرق الأنكلوسكسوني من التلوث " و لطالما كان سفر التكوين مشعلاً لهؤلاء بنظرتهم للهنود فبينما كان وليم برادفورد حاكم مستعمرة مساشوستس يعتبر الهنود بحد تعبيره " كنعانيين - في إشارة للعرب لإحتقارهم - متوحشين يهيمون على وجوههم، أحقر من وحوش البراري " يقول روجر وليمس مؤسس مستعمرة رود آيلاند إنهم كانوا " مخلوقات ممسوخة من نسل آدم و لربما أنهم من ذرية حام ! " و في عام 1623 أضطر أحد قديسي مستعمرة بليموث إلى قتل ثمانية هنود من ويساغوست من "الحلفاء " ليأكد لنفسه أنهم بشر مثله ! أما فيليب فنسنت و هو أحد المؤرخين البريطان عاش في سنة 1638 يرى فنسنت هذا " أن مظهرهم مظهر البشر و أفعالهم أفعال العقلاء " لكنه لم يقف عند هذه الرؤية " الجميلة بل برر قتلهم قوله " من أجل أن يحل السلام فقتل هؤلاء ضروري حتى لا يقتلوا رجالنا الإنجليز في المستقبل لكن يبقى لقتلهم محظور واحد و هو أن الإنجليز سيحرمون أنفسهم من إمكانية إستخدامهم أو أستعبادهم " ثم إن وليم بيتي الطبيب من الجمعية الملكية الذي عاش في سنة 1677 و كتب بهذا كتاباً قال " أن الهنود ليسوا وحوشاً و ليسوا بشراً بل مخلوقات وسط بين البشر و الوحوش " ألا إن هذه النظرة تعتبر أكثر تطوراً عن نظرة جون سميث مؤسس مستعمرة جيمستاون الذي كان يراهم " بهائم غير طبيعية يظهرون كالهوام و الحشرات الطفيلية و أسراب الذباب أنهم مثل الجرذان و جحافل القمل. "

و لماذا نستغرب فأمريكا هي ذاتها من رفعت أناشيد تهلل تختم قولها قائلة " الله يخلق أما نحن فنحرق الجثث " و ليست أي جثث إنها الجثث التي تقام عليها حضارة العلم و الأنوار و العقل دوماً و في سبيل التمدين يكتب السناتور هارت بنتون في خطابه أمام مجلس الشيوخ سنة 1846 " إن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو و التوسع ... إنها مثل عصا هارون التي صارت أفعى و أبتلعت كل الحبال. هكذا ستغزو أمريكا الأراضي و تضمها إليها أرضاً بعد أرض ذلك هو قدرها المتجلي، أعطها الوقت و ستجدها تبتلع في كل بضع سنوات مفازات بوسع معظم ممالك أوروبا ذلك هو معدل توسعها فهذا كله دفع الأب العظيم واشنطن في خطته الرامية إلى تعزيز الإستيطان ففي رسالة وجهها إلى الجنرال جيمس دواين يؤكد فيها له " أن التوسع التدريجي للمستوطنات يقضي بأن يفر الهنود المتوحشون على أعقابهم كما يفعل الذئاب، فالذئاب و الهنود كلهم وحوش مفترسة و إن إختلفوا في المنظر." و قد أقر مخطط واشنطن بإجماع الكونغرس تماماً و قال بعضهم أن هذا الأسلوب من الإتفاقيات لن يبقى للهنود في النهاية سوى منعزلاتهم و الذي يحاول الوقوف في وجه مخططاتهم فإن مصيره التهجير القسري أو الإبادة ! فالهندي كما يقول المؤرخ إدموند مورغن في كتابة العبودية و الحرية في أميركا " لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، لأنه لا يملك حقاً يدافع عنه و يكفي أن يفكر في أن يكون له حق حتى يصبح معتدياً و حينها تنطلق عفاريت التدمير و القتل من قمقمها " و سرعان ما تولاهم عقيدة العامل الطبيعي و القدر المتجلي بالطرد و القتل أو كما يعبر عن ذلك رسول الحرية توماس جيفرسون بقوله دون أي مواربة " لقد أبيدوا "

و الغريب أن ميثاق الإبادة في عام 1948 يقول فيما يقول أن " التسبب في إزالة ثقافة من الوجود هو عمل من أعمال الإبادة " و العجيب أن هذا الميثاق لم يلتفت إلى أن ما جرى في أميركا لم يكن إبادة لثقافة واحدة !! بل لأكثر من أربعمائة ثقافة كل منها تختلف عن الأخرى في المستوى!!

لكن كل هذه الوثائق و الوعود الكاذبة و الزائفة لم تقتضي يوماً بمنع الضرب بيد من حديد فهذا هو قدر الهندي بحسب تعبير جيمس بولدين و هو نائب من نواب الكونغرس الأمريكي في فترة 1834-1839 قال " قدر الهندي الذي يواجه الأنكلوسكسوني مثل قدر الكنعاني الذي يواجه الإسرائيلي : إنه الموت. "

و لم يكتفي الأمريكي بكل هذه الجرائم مبرراً بكل هذه التصريحات بل دعا أصلاً لتسيس العلم و إستخدامه لصالح ما يريده فتقول عالمة الإجتماع العنصرية المتأثرة بالنظرية الداروينية الإجتماعية في حينها مارغريت سانغر " أن أميركا كالحديقة التي لا يعتني بها صاحبها بإقتلاعه للأعشاب السامة منها و هذا النوع من الأعشاب سريع التكاثر شديد المقاومة لذا يجب منعهم و الضعفاء و الفقراء منهم من التكاثر " و هي ذاتها التي رفعت شعار " أكثر شيء رحيم تقوم به الأسر الكبيرة تجاه أي رضيع فيها هو قتله " و قد أطلقت بلدية نيويورك أسم مارغريت سانغر على واحدة من ساحاتها في غرينتش فيليج تخليداً لحماستها للعنصرية و القتل العلميين ! و هذا ما صدق تماماً على روبرت فلتشر رئيس جمعية الأنثروبولوجيين و الذي كان يرى بالهنود بأنهم " جرثومة الفقر و الفساد الأخلاقي تجري في دمهم مجرى الشريان و لا بد من القضاء على أصحاب هذه الظاهرة تماماً كما ينبغي القضاء على الطاعون. "

و على الرغم من كل هذا ففي الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد في عام 1992 رفضت لين تشيني مديرة الوقف الوطني للإنسانية و هي وكالة حكومية للأبحاث و التربية و المشاريع الإنسانية دعم أي بحث أو مشروع يتضمن كلمة مجزرة أو إبادة ! و لك أن تتخيل تأثير كل هذا على الإبحاث التي ستتحدث عما حصل بحق السكان الأصليين ! لا و بل قبلها كان وزير التعليم وليم بينيت قد عبر بغضب على " إن الحديث عن مثل هذا التحريف التاريخي يعني نسف التقليد الثقافي الغربي الذي صنع هذه الأمة العظيمة و ما هي عليه اليوم " و في غمرة الإستعداد للإحتفال بهذا الغزو كتبت مجلة تايم " أن ما جرى في العالم الجديد ليس بدعاً في التاريخ الإنساني و أنه مهما كان حجم الدمار و القتل الجماعي الذي يتحدث عنه السكان الأصليون فإنه مبرر ففي خضم القضاء على مثل هؤلاء البرابرة نال العالم ثقافة الحرية التي أعطت الكرامة و السيادة للإنسانية."

و كيف لا و صقر الهولوكست الأمريكي كريستوفر هيتشنز دعا العالم إلى الإحتفال و الإبتهاج بإبادة السكان الأصليين في أميركا أي قتل 112 مليون إنسان و ذلك لأنه بحد وصفه و تعبيره " إن من لا يحتفل بإبادة سكان أميركا الأصليين إنسان يكره إنسانيته .. أنه مخبل ،ـ جاهل ، بليد. أما الذين ينظرون إلى الإبادة نظرة نقدية فهم رجعيون متخلفون لأن التاريخ لا يصنع إلا بمثل هذه الفظاعات و لهذا فإن التذمر من ذلك لا معنى له لأنه كالتذمر من تحول المناخ أو الجيولوجيا أو طبيعة الأرض. ثم إن هذه الإبادة تستأهل التمجيد و الإفتخار لأنها كانت سبباً في تحسين الوضع الإنساني."

و عليه نسأل أين أنتم أيها المثقفين الذين خرجتم متباكين على  المحرقة النازية و جلستم تنبشون تاريخنا الإسلامي و تبحثون لكم عن هفوة هنا أو هناك أو أختلاقها إذا لزم الأمر في سبيل خضوعنا إلى إنسانية الغرب المرهفة فهذه هي الفقرات أمامكم من7حلقات كل هؤلاء الضحايا لا يعنون شيئاً لخاطفي الهولوكست الأميركي، كل هذه العنصرية الفاجرة لأصحاب الفرادة و الحصرية في الحضارة السباقين في تمدين العالم و كل كلامهم كان شغلهم الشاغل به تبرئة الغزاة و لوم القضاء و القدر بما حصل لشعوب سكان أمريكا الأصليين.

قراءة 2249 مرات آخر تعديل على الإثنين, 04 حزيران/يونيو 2018 10:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث