قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 23 تموز/يوليو 2015 10:05

عربي في "هانوي"..

كتبه  الأستاذ عبد الوحيد خوجة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ارتبط اسم فيتنام في ثقافة العرب و غيرهم من شعوب العالم بكلمتين رئيسيتين، و هما "الأندوشين"، و"هو شي منه"، و من خلال رمزيتهما، كان يبدو، بكثير من البهاء، شموخ هذا البلد، و غنى ثقافته... لذلك فكثير من الناس، إن لم يعاينوا رقعة من "أرض الزحام" المنظم كذلك، فهم اكتشفوا أسرار الفيتنام، هوية، و تاريخا، و حضارة.. و صلابة.. في أفلام "الأكشن" الأمريكية الإنتاج.

لم أتصور ربما كغيري ممن كتب لهم أن يزروا هذا البلد العريق، أن أصل يوما إلى هذه الأصقاع البعيدة من الوطن، بُعد السماء عن الأرض، لأعود من المشرق الأدنى إلى المغرب الأقصى، و في ذاكرتي ثلاثة مشاهد تستحق أن تحكى، مشهد "السطوح"، و مشهد "الهاتف"، فمشهد "المكافأة".

إحساس غريب ذلك الذي انتابني و أنا أنزل من الطائرة على مدرج مطار  العاصمة "هانوي"، عمقه فرح و ظاهره اندهاش... فرح استنشاق عبير أرض ثوار قهروا الفرنسيس و الميريكان.. و اندهاش سلاسة تدبير الزحام بوطن الأحرار...

كانت الطائرة و هي تحلق على علو منخفض فوق سماء مدينة "هانوي"، استعدادا للهبوط الآمن، تعطينا، من خلال إطلالة خاطفة إلى الأسفل من نافذتها الصغيرة، نظرة بانورامية، حول عمارة هذه الأرض المسكونة بالتراث و الحكايات و الأساطير.. و المنفتحة، بوعي، على حضارات عالم متحرك..

كم كان لافتا أن تجد على أسطح البيوت هنا بـ"هانوي"، كل البيوت، سخانات الطاقة الشمسية، و قد شغلت أمكنت تعليق اللاقط الهوائي.. إنه الاختيار الواضح و الصريح بين شعوب ركبت على تردد المسلسلات، و شعوب ركبت مصعد منحى الاقتصاد.

ببهو فندق نزولنا، كان طبيب فيتنامي يحمل هاتفا محمولا بغلاف جميل، سألته عن محل بيع تلك الأغلفة – التذكار، فأجابني بفرنسية المبتدئين، بأنها لا تباع و لكن تصنع عند الطلب تقديرا لجودتها و قيمتها، قبل أن يمدني بعفوية طيبوبة المواطن الفيتنامي، بعنوان محل الصانع.

طلعت شمس صباح فيتنامي جديد و أنا ببلاد "الأندوشين"، و استقلت في ساعة حرة سيارة أجرة، أخذتني بين شوارع "هانوي" على مسافة عشرة كيلومترات وسط زحام منظم، كل شيء هنا هو حكاية تستحق أن تحكى، بدءا بما قيمته دولار واحد، عمولة سيارة أجرة هذه الرحلة الموثقة بفاتورة الأداء.

نزلت و أنا الغريب في مكان أشبه بـ”درب غلف” (سوق شعبي للاكترونيك) بالدار البيضاء يدعى "هو شي منه"، مكان عريض فسيح مكتنز بمحلات تجارية ضيقة جدا، هنا "هو شي منه"، هنا كل شي يباع.. و قد توجهت الى المحل المقصود، لأجده بعد هياط و مياط..

في محل صغير جدا وسط زقاق ضيق.. أثار انتباهي وجود أحذية مركونة على بابه، عندها أدركت أن دخول الدكان، مشروط بنزع الأحذية، إنها علامة من علامات قدسية العمل و مكان العمل عند المواطن الفيتنامي.. ليعود بي هذا المشهد إلى وصية كنت تلقيتها من والدي، رحمه الله، و هو مقاوم عاصر عهد حرب "لاندوشين" كذلك، أوجزها في جملة قصيرة المبنى عظيمة المعنى بقوله: "عليك يا ولدي بتقديس العمل".

لم يكن صاحب هذا الدكان، سوى شاب عشريني، توجهت إليه و أخرجت هاتفي، لأسأله عن الغلاف الفيتنامي.. رد بلطف شديد قائلا: "لا أبيعه بل أصنعه"، قلت كم يكفيك من الوقت لذلك؟ قال ساعة كاملة، نبهته أنني مغادر فيتنام مساء، قال: "عد إذن بعد نصف ساعة".

فتح الصانع الكومبيوتر و شرع في تصميم الغلاف في أبعاده الثلاثة بعدما اخترت اللون..  قبل أن أنصرف لتزجية الوقت في هذا السوق الكبير العريض المزدحم.

لم ينتبه لوجودي أحد.. لم يعرض علي أحد سلعته.. و لم يسألني أحد عن اسمي أو سر مقدمي.. كنت عند الناس ربما رجلا غريبا عن المكان، يطوف شوارع مدينة "هانوي"، يمشي واثق الخطى في أمان و انبهار.

لم يعترضني متسول و لم يقدم لي خدمة بائع متجول، وحدها الشوارع الفسيحة و الزقازيق الضيقة تعترض خطواتي بنظافتها و نقاء عبقها.. نقاء معابد "هانوي" و هواء أعالي فيتنام، قبل أن أعود إلى دكان الصانع، و قد أنهى صنع غلاف الهاتف، أديت الثمن، و انصرفت في هدوء باحثا عن طاكسي الرجوع إلى الفندق.

في سيارة الأجرة، لم يسألني السائق، لا عن أصلي و لا فصلي و لا عن سر وجود عربي في بلاد الفيتنام.. كان السائق يسوق السيارة بهدوء متحاشيا آلاف الدراجات النارية، موقعا على رحلة وصول موفقة إلى الفندق.

كما كان مفاجئا أن تكون تذكرة الإياب أرخص من الذهاب، سألته مستفهما و في يدي الفاتورة، فرد، مبتسما في وجهي، و قال لي بمكر: "إن هذه السيارة إيكولوجية، و تستهلك بنزينا أقل، و أثار انتباهي إلى بطء سيرها في الشوارع، مما يقلل من استهلاك الوقود"، فتنبهت آنذاك إلى أن لون السيارة كان أخضر، و أن لون ربطة عنق السائق كانت خضراء كذلك... إنه وجه من أوجه تقديس العمل و احترام الحق في البيئة عند الفيتنامي..

نحن الآن في سيارة مضيفنا و هي تقطع المسافات في اتجاه مطار وداع "هانوي"..، في الطريق اقترح علي رفيقي أن نتخلص مما بقي في جيوبنا من عملة محلية بإعطائها للسائق، بيد أنه بمجرد اكتشافه لنوايانا، سيؤدي مهمته و يقفل راجعا، أو قل هاربا.

داخل المطار، طلبة متطوعون في خدمة الوفود و الضيوف.. مررنا كالسهم على كل الإجراءات.. ذكرني رفيقي بما تبقى في حوزتنا من العملة الوطنية المحلية "الدنغات".. تناقشنا مع الطلبة في كل المواضيع (عطالة الشباب، قلة فرص الشعل…). و في لحظة، اقترحت على أكبرهم أن يأخذ مني هدية عبارة عما تبقى عندنا من "دنغات"، رفض بلياقة، اعتقدنا معها أن الأمر لا يعدو أن يكون ممانعة، ليقول بلطف: كم بقي عندكم؟ قلنا: 200 ألف دنغ (10 دولارات)، إصفر وجهه و قال: "لا هذا كثير، يمكنكم أن تشتروا بها هدايا من المطار"..

ودعنا هؤلاء الطلبة المياومين، بلطف كبير، و قال أكبرهم: هل يمكن أن نطلب هدية؟ أجبنا بالإيجاب، قال:"هل يمكن أن نأخذ معكم صورة تذكارية". وقفنا.. ابتسمنا.. و تحسسنا "الدنغات" في جيوبنا...

الرابط:http://www.odabasham.net/%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA/149-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A


قراءة 1792 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 تموز/يوليو 2015 15:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث