قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 27 كانون2/يناير 2014 08:32

ثقوا في الله تعالى

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن السرّ الوحيد الذي يفتح الأمل و يحفز للعمل، الذي يربط جأش الإنسان و يقوي قلبه و يضبط أعصابه و يفرح فلبه ويطمئن نفسه و يشرح صدره و يتركه يواجه المصاعب و المثالب و المتاعب بقلب صلب و نفس راضية هو الثقة في الله تعالى مهما كانت الأوضاع و الظروف و الأحوال و الأهوال.

تحدث صديقان يوما حوارا شيقا مثيرا...

قال الأول: و الله خلقنا لغير زماننا، لو كان في وقت مضى و نحن بهذه الهمّة و هذا النشاط لحققنا الكثير و لكنا علامة فارقة في دنيا الناس.

قال الثاني: ما دمنا بهذه القوة و هذا العزم فلماذا لا نستغل قدراتنا في زماننا هذا و وضعنا الحالي، ألا يستحق أهلنا الذين نعيش معهم جزءا من المنافع التي يمكن أن نحققها.

فرد الأول قائلا: لا يا أخي، إن هذا الزمن ليس زمننا، لأنه لا يشجع أمثالنا و لا يلبي طموحنا، و لا أرى نفسي فيه أبدا.

هنا تكلم الثاني و قال: و الله يا أخي، مادام الله جلّ و علا قد خلقنا في هذا الزمن فهو أعلم أنه أصلح زمان لتفجير طاقاتنا وخدمة مجتمعنا و نفع بلادنا و أمتنا، فالله تعالى من صفاته الحكيم، فخلقه إيانا لهذا الزمن هو أنسب شيء لنا " ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير"، و تفكر معي قليلا، ألا يمكن أن نكون من المنافقين لو كنا حتى في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلا تلم زمانك الذي أنت فيه، و اعمل و اتعب و انصب، و اعلم أن " لكل مجتهد نصيب ".

نعيب زماننا و العيب فينا     و ما لزمــاننا عيــب سوانا

ونهجو الزمان بكل عيب     و لو نطق الزمان لنا هجانا

و إن الثقة في الله تعالى لهي من صلب عقيدتنا، بل هي الميزان، فإذا أردت أن تعرف قوة عقيدتك و صلابة إيمانك و قوة يقينك فاعرض هذا كله على ميزان الثقة وحاسب نفسك بنفسك.

لا يحس الإنسان بالخير و السلام إلا إذا عمل بجهد كبير أخذا بالأسباب و إقامة للحجة، ثم ترك التفكير في عواقب عمله و قال في قرارة نفسه: ها قد اجتهدت يا ربي كما أمرتني، و اتخذت الأسباب كما نبهتني، و الآن أنا غير مسؤول عن هذه النتائج فالوقت الذي تأتي فيه هو أفضل وقت على الإطلاق.

دع الأمور تجري في أعنتها   و لا تبيتنّ إلا خالي البـال

ما بين غفلة عين و انتباهتها   يغير الله من حال إلى حال

فلنثق أن ما يحدث لنا في حياتنا – مهما كانت قساوته في أعيننا – هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لنا في هذه اللحظة.

و تأملوا معي قليلا في موقفين من حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم:

  • تموت زوجته الحنون و عمّه الرؤوف و يُطرَد من الطائف و كل هذا في وقت قريب و ضيق جدا، ليجد نفسه في رحلة علوية هي رحلة الإسراء و المعراج ليبثه الله سرّ أنه إذا ضاقت بك الأرض بسعتها فأنت كريم عندنا في السماء.
  • يريد أن يعتمر في السنة السادسة للهجرة فتمنعه قريش بجسارة كبيرة و يوافق على صلح كان مجحفا جدا في نظر الصحابة الحاضرين، فيأتي من وراء صلح الحديبية هذا فتحا مؤزرا و قد دخلت العرب و العجم في دين الله أفواجا، و فتح الله مكة بعد ذلك بسنتين فقط.

و تدبروا معي أيضا هذه الحوادث: يمتحن الإمام أحمد بن حنبل امتحانا شديدا فيخرج من محنته إماما للسنة ، و يسجن ابن تيمية و يموت في السجن فيصبح بذلك شيخ الإسلام، و يحبس السرخسي في بئر معطلة ثلاثين شهرا فيُخرج لنا أكبر كتاب في الفقه الحنفي، و تزور الحمّى أبا الطيب المتنبي فيُخرج لنا قصيدة من أروع قصائده على الإطلاق، و يُقتل الإمام حسن البنا فتنمو دعوته و يطلق عليه لقب مجدد القرن الرابع عشر الهجري، و يشنق سيد قطب فيراه الناس جميعا شهيد الإسلام و قاصم ظهر الجبابرة، و يسجن محمد مرسي و يقتل أنصاره فيصبح زعيم الأحرار و يصبح ميدان رابعة شاهد صدق على ثبات الرجال و يصبح شعار رابعة الصمود شعارا للكرامة و النخوة و بغض الضيم.

لا ندري مصير حياتنا و لا نعلم ما يخبئه الدهر لنا و لا ندرك ما سيحدث لنا في مستقبل الأيام، فلنثق في الله تعالى و لا نيأس و لتكن همّتنا عالية و طموحنا كبير و أملنا في الله أكبر و ظننا في الله ممتاز فقد قال الله في الحديث القدسي: " أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء "، فنحن نظن بالله أنه سيقوينا على أن نطور أنفسنا و نتحمل متاعب حياتنا و ننجز أعمالا تشرف بلدنا و أمتنا و ديننا، و أنه سيوفقنا لوضع أمتنا على طريق السيادة و القيادة و الريادة، و أن النصر قريب و الفجر أكيد، و المطلوب الوحيد هو التوكل على الله و العمل الدؤوب.

و لربّ ضائقة يضيق بها الفتى   ذرعا و عند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتـها   فرجت و كنت أظنها لا تفـرج

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 2161 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 تموز/يوليو 2015 18:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث