قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 20 أيار 2023 04:11

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال حاتم: أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر وفي حديث: إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق، يجمعون الروح شيئا فشيئا حتى  ينتهي  بها إلى الحلقوم، فيتوفاها ملك الموت.
حتى هذه اللحظة لا أعلم ما هو المقصود باستقلالية الفكر، ولا أفهم فحوى عبارة: لا يجب ان تُحد بأي شكل من الاشكال أي "استقلالية الفكر".. ولكن ما افهمه أنه يجب على كل فرد أن يطلق عقله عنان السماء متفكرا في ملكوت الله جل وعلا، وأن يتعلم كيفية اتخاذ قراراته بنفسه فيما يخص دينه وخلقه، وأن يفكر مليا في أي فكرة دخيلة، وأي موقف يتعرض له.. وجراء ذلك فحسب.. يتطور الفكر ويتقد الذكاء.
تقول الكاتبة إسراء عبد المطلب: "أحتاج لحنجرة أقوى من التي لديّ، أريد مناداة يوم بعيد."
الكتابة ليس فقط لتجنب السؤال فحسب، لكن للبحث عن جواب أيضا!!أكتب اليوم " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ"<الواقعة 83> في محاولة لإجابة نفسي -ويا ويل لهذه النفس- عما صنعت في حياتي!!
ما زلت عاجز عن تحديد الكيفية التي أقدم بها نفسي.. ظلال ذلك القلق القديم بقيت: الخوف من الاختيار الخاطئ في كل شيء.. طوال حياتي وانا اتنازع بين هويتين، كل منهما مفروضة علي، مهما حاولت التحرر من هذه العقدة، أجد نفسي أقع في الفخ!
دوما هناك بداية، غالبا ما يصاحب الحالة النفسية انبهار وحماس وتمجيد وتصور جنوني لمستقبل ممتلئ، مع رغبة جامحة ودافع قوي يهرول نحو السعادة.. يقول نعم لكل شيء وبشكل أعمى، ثم يلي ذلك نفق طويل تلتهم نعم السابقة كل شيء، فينزلق ذلك الانبهار متقوقع هابط نحو القعر.. إنها لحظة الوجد الحزين...!!
ثم يأتي هاجس من السماء " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ"، آية تشعر من يتأملها بضآلة حياته، وقصور عقله، وضيق أفقه، أمام علام الغيوب.
هل بالإمكان الخروج من ذلك النفق، وهل بالإمكان التغلب على ذلك التقوقع؟ هل بالإمكان تأكيد البداية في تميزها، أو استعادتها وليس تكرارها؟ هل بالإمكان القول للقديم او الجديد: لنبدأ من جديد...؟!!
تمر بنا السنون ونحن نحاول عبثا الخروج من عنق الزجاجة.. لكننا كنا دوما نأبى الا أن نبقى في الْقَعْر، فهو أكثر دفئا وأقل شروقا وأخف وطأة.. ولا زال فم الزجاجة يضيق.. نلهث وراء التلاشي، فقط لمجرد اللهاث!! ألهذا الحد كان عقلنا البشري مذهلا، ليجعلنا نشتمه من جديد.. لنمحو حالة ما، قعر ما سقطنا فيه.. صوت ما قادم من عنق زجاجة لا يفتأ يضيق...!! نتحوصل في القعر ونأبى الخروج.. نحاول تهشيم صور جميلة من عصر جميل ذهب ولن يعود.. حتى المشاعر والاحساس بخلق الله نحاول سحقها الى الأبد، لكنها تصحو وتستيقظ إذا تعرضنا لموقف عصيب!!
قول الأشياء المتولدة فينا في لحظتها مريح جدا قد يضفي على النفس راحة ولو وقتية، فلماذا نحاول كبتها أو قمعها.. فربما لا نملك سوى تلك اللحظة وهي نعمة وبركة من الله، هي كل الوجود...وها أنا أقولها.
معركة حتمية حام وطيسها، بين المسلم وعقله، وبين المؤمن وقلبه.. فبمجرد أن يطيش عقله في ملهيات الحياة، متقافز كأيل من هضبة تتراكم عليها الأفكار التي لا تلبث أن تتدحرج كسيل منحدر إلى واد سحيق حتى تستقر فيه، يولد ذلك الشعور في قلبه بأنه ضحية وجلاد في آن!!
﴿ فلولا إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ﴾ الفاء حرف استئناف ولولا حرف تحضيض وإذا ظرفية فقط (بَلَغَتِ) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة (الْحُلْقُومَ) مفعول به.. كل انسان بالغ هذا، وكل منا ستجتمع أجزاء روحه في الحلقوم لتصعد الى بارئها.
إن الكثير من الأمور قابلة للنقاش، والكثير منها أيضا مسلمة، الأولى يجوز فيها التجرؤ والنقض والنقد لما هو مكتوب فيها فهي مما كتبه الانسان، والثانية لها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ولا يستطيع المخلوق أن يفعل فهي من الرحمن.
إن الإنسان يمر بمراحل عدة، ولا يعلق منها في ذاكرته إلا مرحلتين، مرحلة نضوج فكري متمثل بالتكرار، ومرحلة نضوج عاطفي معتمد على النمو المعرفي، فإن خبا التكرار مات النضوج الفكري، وان أفل النمو المعرفي مات النضوج العاطفي. إن الإنسان لا يعول عليه إن عمد إلى تكرار سلوك أسلافه، بل يعول عليه إن أتقن تنمية قدراته على اتخاذ قراراته... هكذا هو الكاتب. فقد يتغير مع الزمن تركيبته البيولوجية، ولكن لا تتغير تركيبته الثقافية ولا عقيدته ولا معتقده حتى لو تغيرت الظروف من حوله.. أليس كذلك؟!
الحرية الفكرية لا ينضوي تحتها الفوضوية والعشوائية، ولا يوجد حرية دون مرجع تستند عليه، فالحرية، لا تعني تكرار السلوك غريزيا، بل هي عالم ليس معزولا عن ظاهرة الحياة البيولوجية والثقافية وحتى الاجتماعية والدينية.
ألا تتفقون معي على أن المثالية فضيلة، يقابلها في الجانب الآخر رذيلة عدم الواقعية والخلط بين الحلم والواقع؟

أليس الفكر غير الواقعي هو نتاج عقل نائم يوجد في الحاضر ولا يوجد فيه، ويقيم منطقه على عاطفة المرء ومشاعره، ومن ثم يرى نفسه في مركز العالم، ويعمل تحت سيطرة تامة من اللاوعي؟!
تساؤلات كثيرة يضج بها العقل، ويبعثرها قوله تعالى " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ" لتكون بالذات نتاج العقل النائم الذي يوجد في الحاضر ولا يوجد فيه.. فيزداد الحلم تسلطا، ويضطرد معه تأثر المخيلة بأدنى خفاياه وتقلباته، مثله كصندوق تم دفنه، فيه قلم ومحبرة وألم... فيه ورقة ورسالة وتوقيع.. وكل شيء بين أضلع الصندوق قد سكن!!
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُوم

قراءة 298 مرات آخر تعديل على السبت, 20 أيار 2023 04:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث