في ولاية بنسلفانيا الأمريكية هناك مقاطعات كاملة خاصة بمجموعات الأميش و هم متدينون أمريكيون من اصول جرمانية و تعاطيهم مع الحضارة المادية يكاد يقارب الصفر. فهم يرفضون كل ما هو آلي... لا يزالون يستعملون العربات التي تجرها أحصنة مدربة خير تدريب و لايلبوسن ألبسة بقفل صناعي، كل شيء يصنعونه بأيديهم... فلنتصور مجرد تصور ماذا تكون عليه حياتهم الخالية من كل مظاهر التواصل الإلكترونية ؟ فثورة الإتصالات توقفت عند عتبات عالمهم.
إلي حد الساعة لم نتعاطي جديا مع تأثير الثورة الرقمية علي صغارنا، دبجت مقالات و بحوث و حصص تلفزية، إلا أننا إلي يومنا هذا لم نتوصل إلي إستراتيجية منع الشاشة الإلكترونية من غزو أفهام صغارنا و هم بعد في السنوات الأولي من عمرهم.
جل الأمهات غير مؤهلات للتعامل مع الشاشة الإلكترونية و تجهلن مدي القدرة التدميرية التي تتمتع بها و النتيجة تطالعنا في الإحصاءات و في إستطلاعات أهل الإختصاص، معلمة في الإبتدائي باحت بما يلي :
-كنت أعول علي مرحلة التحضيري لكنني إكتشفت مفزوعة أن تركيز الطفل يكاد ينعدم و لا تثبت عيناه علي أي شيء إلا لثواني معدودة، فماذا سأعلمه يا تري ؟
الأجدر بأولياء أمور الطفل ان يمنعوه في سنواته الأولي إستعمال وسائل التواصل الرقمية، عليه أن يعتاد علي بيئة خالية من شاشات مضيئة و أن يألف اللعب العادي مع أمه و أشقاءه و أبناء الجيران و اقرانه في التحضيري.
السنوات الأولي من عمر الطفل هم اللبنة و الركيزة التي ينبني عليها كل شيء فأي خطأ و أي تقصير و أي سوء تقدير من المحيط و خاصة الأسرة سيكلف الصغير غاليا جدا. فمن يكبر في حضرة العالم الرقمي لن يعرف جمال الكون من حوله و تبدأ عزلته باكرا جدا و ستبدو شخصيته إنعزالية و عدوانية أكثر و كل هذا لا يخدم هدفنا الرئيس : بناء شخصية رسالية...