كم ما قرأته ضخم و نهم القراءة يزداد يوم بعد يوم.
كم من كاتب سحرني قلمه و كم من كاتب ظلت كتاباته تسكنني و كم من كاتب كان له تأثير كبير علي أسلوبي القصصي. أدين للكثيرين و ممتنة لكل واحد منهم. فما تعلمته منهم غير قابل للحصر أو الوصف.
يأخذ بك الكاتب اي كان تخصصه إلي عوالم و علوم قلما تسنح لك فرصة التعرف عليهما لولا قلمه...لولا تجشمه عناء إيصال لك ما تفتق إليه عقله...فعل الكتابة عبارة علي قدرة إكتشاف و إنبهار دائمة لا تتوقف إلا بموت صاحبها.
زداتني إيمانا و توحيدا المجموعة الكاملة حول الصين للكاتبة الأمريكية بيرل باك، كان لبرنارد كلافيل الفضل في معرفة بعض وجوه فرنسا الريفية و رائعته "صمت الأّسلحة"جرد امين لجرائم فرنسا في الجزائر.
أما ملكة التشويق فقد كانت من نصيب أغاتا كريستي بدون منازع. مع كل كتاب و مع كل قصة و رواية كنت أسافر و اعود مشبعة بصور و ذكريات و مشاهد و شخصيات يخرجوني من حيز الواقع تماما و أحيانا يربطوني به من خلال خيط رفيع يحي عذابات و مآسي و افراح نغمط حقها من الإستحضار.
إخترت القصة و الرواية لسبب واضح : إقرار ربنا تعالي في قرآنه الكريم الأسلوب القصصي في رواية الأحداث و سيرة الأنبياء عليهم السلام. و ليس هناك افضل من قصة للصغار و الكبار لإيصال رسالة ما.
فما غنمته علي مدي خمسين سنة من المطالعة، أمدني بطاقة مبدعة، أتخيل و أكتب و أطعم الكل بمعلومات مأخوذة من الواقع أو أستشرف مستقبل لم يتبلور بعد إنما يلقي بظلاله علي حياتنا في مجالات شتي.
مهما كتبت لن أوفي أحد حقه و كل كاتب كان إضافة معتبرة لرصيدي من القراءة و الكتابة.