يوميا، يواجه الفرد صدمات علي مستواه الشخصي أو المهني أو العام و ما من معاملة خاصة في هذا المضمار. كثيرة هي الأسباب، حريق، موت مباغت، مرض داهم، إفلاس غير متوقع، تسريح من العمل.
و في هذه الحالات بالذات لا بد من دعم و جلسات إستماع و إمتصاص لحيرة و غضب و قلق. و هذا قلما ما يحوز عليه المعني، نحن لسنا من حديد صلب و معرضين لأنواع من الهزات و الصدمات و إن لم نعالج ذلك في حينها، سيتفاقم الأمر لتتأثر حياة الفرد، فتتأزم و تفضي إلي تراجيديا في الغالب. في عصر الفردانية، يظل الإنسان هش، تطيح عاصفة بتوازنه، و ليس من السهل أن يستعيده و هو وحيد بين جماعة. فذلك التجمع الذي كان يمثل صمام آمان للفرد، غدي ذكري من الماضي، فالتواجد بين أناس لامبالين، يزيد في معاناة المصدوم. و البعض يرفض فكرة زيارة طبيب نفساني، فهل من حل لمثل هذا الحال ؟
نعم، هناك حلول، أول شيء نلح عليه، السماح للشخص بالتعبير عن صدمته، فإخراج ذلك الكم الهائل من الفزع و الحزن ضروري و لا بديل عن ذلك و علي المصغي أن يكون وجوده علامة طمأنة و تعاطف. هذا و التعاطي يرتبط بتجاوب جاد مع الحالة النفسية و تفهم للأعراض، و رويدا رويدا نأخذ بالإنسان إلي محطة جديدة أي السكون الذي يهون ما آلم به، لنعبر له بعدها عن ثقتنا في قدرته علي تجاوز مصابه. إشعار الآخر بأنه ليس لوحده في محنته و تهيئته لم بعد زوال الصدمة، خطوة إيجابية تعينه علي رسم لنفسه هدف او أهداف. كل أحد معرض لصدمة و حالة الذهول التي تحدثها تطول و تقصر بحسب التعامل الإنساني و الفرد يكون أكثر إستعداد للملمة نفسه إذا ما يعرف بأن ما يعيشه طاريء و لن يدوم و التفكير في الآت خير من إجترار ما هو فيه.