الحديث عن حالة الإحتقان في عالمنا العربي الإسلامي حديث ذو شجون، في فلسطين المقاومة مسنودة من أفراد الشعب الفلسطيني لكن رسميا السلطة الفلسطينية تعطل أكثر مما تدعم فعليا الدفاع المسلح الفلسطيني و نحن لازلنا في طور رد الفعل هناك. في السودان الحل قائم بإنسحاب العسكريين من المشهد و ترك المجال للمدنيين فرصة إدارة الحوار و التوصل إلي حل نهائي لكن لا بودار في الأفق في هذا الإتجاه.
مصر دولة ملغمة من الداخل، دول الساحل في حالة عدم إستقرار و لا خارطة طريق للخروج من مختلف الأزمات و المآزق، هذا و لا نستبدل وصاية أجنبية بأخري، موسكو لها مصالحها قبل كل شيء.
نشعر و نحن نستعرض أحوالنا، أن الجميع وصلوا إلي نقطة اللاعودة، ليس بإمكاننا تجاهل أسباب تخلفنا و مزيد من العمي السياسي لا يخدمنا. صانعي القرار حاليا يواجهون عدة تحديات أهمها سخط الجماهير، و المؤشرات الإقتصادية في القاع، و لم يعد من الممكن تأجيل ككل مرة الذهاب للحلول الموجعة للبعض.
إن تركنا المجال للقوي العظمي كما نفعل اليوم، فمصيرنا معلوم و مصادر و لن يكون بوسعنا فعل أي شيء و إن قاومنا هيمنة الكبار علينا بدفع فاتورة، و الإستعداد لذلك يتطلب حد أدني من الحكم الراشد و هذا ما نفتقده في العديد من الدول و لسنا في محطة الإنتظار، فالأحداث و التقلبات تتسارع بوتيرة خارجة عن التحكم، فماذا بعد كل هذا ؟
سوي حلين لا ثالث لهما : إما أن نأخذ بزمام أمورنا بتحكيم العقل و الحكمة و إما الزوال...