التغرب في عقر دارنا، كنت أقرأ خبر فإذا بي أجد نفسي تتساءل "أين نعيش ؟" أحد الأبناء نقل ما يلي "عند مرض أبي زرته في بيته.
-ألا تقيم في بيت أبيك ؟
-لا، إنفصلت عن العائلة منذ مدة، نمط حياتي مختلف."
عجبا !!
و من مدة قصيرة، قرأت نفس الشيء مع إبنة جزائرية إستقلت بنفسها و هي تقيم مع صديقتها بعيدا عن ولي أمرها، فيا تري كل هذه التطورات الخطيرة، ألم تجلب الإنتباه خاصة علماء الدين ؟ نواة المجتمع الأسرة تفككت بالكامل، فالأب في جهة و الأم في جهة أخري و الأبناء موزعين هنا و هناك، فالأنانية إستبدت بالنفوس بحيث أصبحت الإبنة لا تصبح علي والديها الكريمين بل تتذكرهم في المناسبات المتباعدة. ولد خروج المرأة إلي العمل أنماط تفكير و عيش في تصادم كامل مع الأدوار التي أسندها الدين للمرأة و الرجل و الأبناء. كيف نفسر مثل هذا التغرب في عقر دارنا ؟
يحيا الفرد لنفسه و ليس هناك سقف يحترمه، كل شيء متروك للهوي و النتيجة كارثية. من المحزن أن يغدو حاضرنا قبر المستقبل، فأجيال كاملة ستختفي بدون ورثة، فحرارة الوجود العائلي لا تعوض و صلة الرحم بإفتقادنا لها نفتقد النسب و كل ما يتضمنه من معاني سامية، مجتمع الأنانية المادية، من أجل العمل، أحرم والدي من وجودي...من أجل الموضة أفرط في واجباتي نحو اسرتي...
حينما تغيب المرجعية الدينية، كل شيء مباح و الكارثة علي الأبواب، فأي مصير رهيب ينتظر هؤلاء الشيوخ و الشباب ؟