لست ممن يشجع بث و نشر أسباب التشاؤم بين الناس، فديننا يحثنا علي التفاؤل الملازم للعمل الخالص لله.
لكن من يقوم بعملية تشخيص و معاينة جادة لأوضاعنا من أفغانستان إلي نيجيريا، سيصاب بنوع من الإحباط.
الجزائري مثلا يعرف الكثير و الكثير عن المواطن الغربي الفرنسي تحديدا بينما لا يعرف شيء عن أخاه في العقيدة في تركستان الشرقية و أفغانستان ...هذا و مقاربة مسلم هذا الزمان لدوره الرسالي كإنسان موحد مكلف بتبليغ رسالة الحق للإنسانية جمعاء، سيجد نفسه حبيس تخلف حضاري و غفلة مريعة و جهل واضح بأهم ما جاء به الإسلام. نعم نحن كثرة و لكن كثرة هزمها 6 ملايين يهودي صهيوني...
فكثيرون بيننا يعيشون دون أدني مراعاة لوجودهم و مهمتهم الرسالية، فكل همهم ينحصر في أن يكونوا مستهليكن طيعين لم تنتجه العقول الأجنبية المادية و اللادينية....
و من جانب آخر من يحمل و لو معرفة سطحية بدوره الرسالي لن يتحرك قيد أنملة لأن معرفته أولا سطحية و ثانيا بطارية الإيمان لديه ضعيفة و هو ليس من الصنف الذي يعمر بطاريته يوميا.
الفئة الثالثة التي لها دراية بما هي مكلفة به، مشكلتها الأساسية تكمن في تفرقها و ضعف تنسيقها و إنقسامها بين مذاهب و زعماء روحيين و مناهج لا توحد بل تبعثر الجهود و لم تعمل علي تجديد ما تعرفه عن دينها و التفكير جديا في التعامل المختلف مع محتويات ديننا الحنيف من منظور إستشرافي مستقبلي و نبذ كل ما من شأنه يعطلنا في مهامنا و من ثبت عدم جدواه.
كيف و الحال علي ما هو عليه سنتمكن بتغيير مقاربتنا لدورنا الرسالي ؟
فالتغيير لا بد منه، لماذا ؟
لأن منذ غزو الغرب لنا منذ أكثر من قرنين، نحن نتعاطي مع هذا الدور بخلفية المجتمعات المغلوبة علي أمرها، فلا نصنع حاضر و لا مستقبل و عملية الصنع في حد ذاتها إن لم تستند إلي أرضية صلبة فالبناء آيل للإنهيار لا محالة و هنا المعضلة : من أين لنا الجيل المشيد لهذا الصرح الرسالي و كيف نترك جانبا أساليب اثبتت عقمها بما أننا حصرنا الدين في عبادات و ألغينا البعد التعبدي للبناء الحضاري ؟