ظاهرة تعاطي المخدرات لدي فئة المراهقين في بلادنا، تعبر بالأساس عن الفراغ الروحي و الأخلاقي الذي تعاني منه الأسرة الجزائرية. عندما نراجع تشخيص المختصين في هذا الميدان، يذكرون لك هذه الأسباب علي التوالي التي تؤدي بالمراهق لتناول المخدرات :
-إضطرابات نفسية
-أصدقاء السوء من المدمنين علي المخدرات
-خلافات أسرية
-الفضول
-فقدان الثقة بالنفس
-الوراثة
-التعرض لصدمات
-العزلة الإجتماعية
كل هذه العوامل تبرز الخلل الذي اصاب المنظومة الأسرية الإجتماعية و القيمية. فمجرد أن يكون الفرد مسلما محرم عليه التدخين و المخدرات لكن من يلقن مثل هذا المفهوم لأبناء ولدوا في اسر لا تعرف من الإسلام إلا الإسم ؟
فهذا الإتجاه المرضي في إضرار النفس و الجسد عبارة علي رغبة في الإنتحار أكيدة. كيف نفسر طغيان الآفات الأخلاقية في مجتمعات مسلمة ؟ غياب الوازع الديني الأخلاقي الذي يمثل بوصلة الإنسان في هذه الحياة الدنيا. فمعظم العوام يعيشون يوم بيوم، لا هدف لهم و لا رسالة و آخر ما يفكرون فيه تربية النشأ علي الأخلاق الفاضلة و تزويدهم برؤية صحيحة لوجودهم القصير في هذه الحياة.
و الفرد الذي لا يجد في محيطه المباشر من يأخذ بيده و يكون خير مرشد له، و بالنظر إلي المنظومة الفكرية العلمانية المسيطرة علي دواليب دولته سيلجأ إلي المخدرات و رادع عقوبة الإعدام لمستهلك المخدرات غائب تماما. كيف نريد إذن مجتمع سليم معافي ؟ مأساة المخدرات يجب أن نأخذها ضمن رؤية شاملة لم آلت إليه أوضاع المجتمعات المسلمة أخلاقيا، بدون إنسان سوي تلقي التربية الدينية الصالحة و بدون نماذج حية ناجحة في محيط المراهقين، لا أمل في إنقاذهم من براثن مختلف أنواع المخدرات.