في أحد مباني وزارة خارجية أمريكا في واشنطن، جلست مع اعضاء الوفد نتحدث للمسؤول الأمريكي السيد وارين كوفسكي و كانت تعطي الكلمة لكل واحد منا و كان الوقت محدد و المسؤول كان واضح سأستمع إليكم و ستستمعون إلينا ستطرحون أسئلتكم و سأطرح أسئلتي، لدينا وقت محدد لكم برنامج عمل ينتظركم و أنا لدي إلتزامات.
تبادلت النظرات مع مترجمتنا سارة...
و بدأ العضو الأول يتحدث و شيئا فشيئا بدأت أفهم كارثة العرب مع دولة أمريكا. كل عضو لم يحترم تعليمات المسؤول الأمريكي و كل واحد أسهب في الحديث فكان يضطر المسؤول الأمريكي ان يختصر كلامه ثم زادت أسئلة أعضاء الوفد طين بلة بحيث تفرعنا إلي مواضيع لم تكن لديها علاقة بالبرنامج و كنت ألاحظ أن المسؤول كان يسجل ملاحظاته في دفتر، و قد قام بإبداء ملاحظة و تكلم بطلاقة العربية "أمضيت و زوجتي 20 سنة في مصر ندرس المجتمع المصري."
و أنا صامتة طوال اللقاء لم يسمحوا لي بثرثرتهم بإلقاء كلمتي و لم يسمحوا للرجل الأمريكي أن يستمع إلي أو يطرح أسئلته علي و كاد يقع إنفجار في تلك الجلسة عندما سمعت ممثل لدولة شقيقة يقول بوقاحة ما بعدها وقاحة للمسؤول الأمريكي "سيدي هناك إسلام أمريكي و إسلام ليبي و إسلام كويتي و إسلام دولة كذا، فأنت تري بأن ديننا يتعدد و يتشكل وفق خصوصيات..."
في تلك اللحظة نظرت لسارة نظرة سخط بالغة، فأفهمتني بعينيها : "أصمتي عفاف".
و أنتهي اللقاء تجاوزنا الساعة المحددة و و و... فجأة ببرودة تامة تكلمت للمرة الأولي :
-معذرة سيدي أنت لم تستمع إلي.
فنظر إلي المسؤول الأمريكي و قرأ إسم دولتي، فإعتذر الإعتذار الشديد و عاد ليجلس :
-سيدتي اطلب منك السماح و أنت بالذات لا بد لي أن أسمعك، فأنا لا أعرف شيء عن الجزائر.
فأجبته و أنا أقوم من كرسي :"لي جملة واحدة أقولها لك نحن في بلدنا الجزائر نريد ديمقراطية وفق قيمنا الإسلامية و شكرا."
فشكرني و إنسحبنا و بمجرد ما ذهبنا للمطعم بعد خروجنا من وزارة الخارجية الأمريكية، طلبت سارة في حديث خاص خارج المطعم :
-سارة ما جري غير مقبول و لا أريد أن يتكرر معي بعد قليل حينما نكون مع السيد دوايت بشير؟
فردت علي سارة "عفاف أفهمك ماذا تريدين أن اقول لك أختاه ؟ هذا هو حال العرب..."
- هل يعقل ما سمعته يا أختي إسلام امريكي و إسلام كويتي و ليبي معني ذلك أن ليبيا نبيها هو ليس رسولنا و باكستان لها نبي آخر و فرنسا لها إسلام بنبي غير محمد صلي الله عليه و سلم قلت لها بغضب شديد، أجبيني سارة ؟
-يا عفاف إهدئي إنك جد منفعلة و عليك بالتذكر انه يتوجب علينا كمجموعة أن نكون متوافقين، أمامنا رحلة ل 19 يوم فعليك بالصبر علي بعض أعضاء الوفد.
-سارة معذرة لكنني كجزائرية ما أعرفه أن لدينا دين واحد ما قاله القرآن الكريم و رسول الحق واحد ينطبق علي كل المسلمين أي كان جنسهم عرقهم ثقافتهم و حضارتهم...نختلف في التفاصيل فقط زمجرت.
فوافقتني سارة و إجتهدت لتهدأتي ثم عدنا إلي المطعم ...