تتمثل أصعب مهمة في التربية، في أيامنا هذه أهم التحدي نحن بصدده تنشئة أطفال بعيدا عن تأثيرات الشاشات من كل نوع ...ليس هناك منظر أكثر قتامة و قبح من رؤية اطفال وجوههم البريئة مسمرة إلي شاشات براقة....دق الأجراس علماء الإجتماع و المربين بشكل عام من زمن طويل، نحن نفقد أطفالنا آلاف و ملايين المرات في اليوم الواحد بسبب إنغماسهم في عالم غريب. فذلك الطفل الذي يكبر في محيط إلكتروني نموه غير صحي، فهو فاقد الصلة بمحيطه الإجتماعي و البيئي و علاقته تصادمية في أحيان كثيرة....
للأسف تفاعلنا مع منتوجات إلكترونية لا يعدو أن يكون تفاعل سلبي، نحن مجرد مستهلكين و لا نحسن التعامل مع نقال أو لوحة إلكترونية، و قد إحتلت الشاشة مكانة كبيرة في حيز ضيق و هذا مقلق للغاية دون الحديث عن المفاهيم المغلوطة التي تنقلها أدوات التواصل هذه.
عدوانية الأطفال و إنكفاءهم علي عالم إفتراضي أحدث قطيعة بينهم و بين مختلف المتعاملين الإجتماعيين بداية من الأولياء إلي المدرسة و الشارع و و...
كيف نضع حد لسلوك طفولي لا يفقه شيء في الصراع الحضاري ؟ كيف نهذب علاقة الطفل بكل ما هو إلكتروني ؟ فحالة الإنبهار و التبعية تشل إدراكه.
هذا و إلي أي مدي متاح للأولياء التدخل ؟ فغفلة الكثيرين أوصلت أطفال و مراهقين إلي الموت في بعض الحالات، فلا بد من توافق بين الوالدين إزاء إستعمال النقال و شاشات الحواسيب و اللوحات الإلكترونية و أولها منع الفيديوهات العنيفة من التداول بين أبناء العائلة. قليل من الحسم و العزم يجنب كوارث، فلا مناص من إبعاد رزمة الآدوات الإلكترونية عن ايدي الصغار، فعملية التربية عملية تتطلب صبر و ذكاء و حسن تدبير و كلما نحرص علي ربط الطفل بالطبيعة و المحيط العائلي الصغير و الكبير و ننوع إهتمامته و نشاطاته الفكرية و الجسدية، كلما نضمن له نمو طبيعي و صحي.