في مرة من المرات، كنت أستمع إلي أم تحكي لي معاناتها مع المردود الدراسي لأبناءها :
"مشكلتي الرئيسية مع ابوهم، عند حصولهم علي نقاط ضعيفة في المواد الأساسية يصوب أصابع الإتهام لي "أين كنت من متابعتهم و محاسبتهم هذا و المراجعة لهم لا تكفي ؟"
"يعتبر نفسه زوجي في منأي عن أي مسؤولية فيما يخص التحصيل العلمي للأبناء فبحسبه "يكفي أنني وفرت لهم المسكن و الملبس و المأكل و التطبيب عند المرض أريد مقابل علي عنائي و شقائي من أجلهم، فلا بد لهم من الإنتقال بنجاح و الرسوب غير مسموح به."."كيف أناقش مثل هذا المنطق ؟"
في الحقيقة، جل الحالات التي عرضت علي في موضوع دراسة الأبناء قلما عثرت علي توافق بين الأب و الأم في مرافقة ابناءهم في طلب العلم. هذا و في معظم الأحيان يدور الحديث حول النقاط و لا مجال للتعرض عن الفارق الذي يحدثه التحصيل العلمي اليومي. كأن كل هم أولياء أمور التلاميذ من الإبتدائي إلي الجامعة، كشوفات النقاط و لا للرسوب و هذا تعامل خاطيء من الأساس في رأي المتواضع.
الطفل يتجاوب مع مستوي التعليم الملقن و الظروف المحيطة به، فذلك الذي يعيش في عائلة منفصلة أو ينام بلا عشاء أو لا يقابل ابوه إلا في المناسبات و من يقضي ثلاثة ارباع يومه في الشارع، كيف لهم التوفيق في مسعاهم العلمي ؟
ثم ما الفائدة من نقاط جيدة و الإستيعاب صفر ؟
لا يهم الإنتقال من سنة إلي سنة و من قسم إلي قسم إذا ما التلميذ لم يستثمر طاقته و قدراته في المادة العلمية التي يدرسها، عندما أجلس للتلاميذ و أصغي إليهم أول ما يلفت إنتباهي :
تشتت جهودهم، التركيز الضعيف، عدم إمتلاك مفاتيح لفهم الدروس و إستيعابها، يشعرون أحيانا بعجز يغضبهم لأنهم يتوقون للفهم و الإجتهاد لكن عوامل كثيرة تدخل علي الخط مثل طريقة تعاطي الأستاذ و الإدارة، توقعات الأولياء، إرهاق المواصلات و مخاطر الشارع.
تقع علي الأولياء المسؤولية في ضبط مفهوم طلب العلم، النجاح مكمل و ليس الغاية المطلقة... أحيانا الفشل يكون حافز للإجتهاد و بذل جهد أكبر و تفجير لطاقات مخبأة. هذا و علي الأب و الأم أن يتوصلا إلي صيغة متفق عليها تمكنهم من تحفيز إيجابيا أبناءهم و تجنب لغة الوعيد و التهديد و بالمناسبة أذكر ما كانت تقوله لي والدتي الكريمة أيام الدراسة "إجتهدي و لا تهم النتيجة بقدر ما تكوني بذلت قصاري جهدك في التحصيل العلمي."
بهكذا نصيحة التلميذ يجد نفسه قادر علي إجتياز عدة تحديات أهمها ذلك الخوف الذي يركبه عند إقتراب مواعيد الفروض و الإختبارات.