تسنح للفرد عدة فرص لتكوين نفسه و تثقيفها غير أن الأداء العلمي و المهني للأفراد و الجماعات فيه الكثير ما يقال.
لدينا فئات مهنية كاملة تفتقر للزاد العلمي و المعلوماتي و هذا ينعكس سلبا علي التحصيل العلمي أو عمل الفرد و كوننا نعيش في عالم متصل ببعضه البعض تكون النتائج وخيمة. فإحدي شروط التمكين المهني في أيامنا و من عقود، التحكم في المعلوماتية و قد رأينا كيف أن جائحة كورونا كوفيد-19 أثرت تأثير كبير جدا علي تعامل الطالب مع التعليم عن بعد. و أما العمل عن بعد، فقلة من الشركات الخاصة و العمومية من هيأت موظفيها لأداء مهامهم من منازلهم.
لدينا موارد بشرية لم تحصل علي مناصب شغل عن كفاءة بل بالواسطة البغيظة التي همشت الكفاءات و سمحت للرديئين إحتلال مواقع هامة و كالعادة لا مردود للإنتهازي سوي النهب و التكاسل و التآمر علي العناصر المؤهلة.
أحيانا كان الشخص يعين في منصب مسؤولية بدون شهادة الذي لا يتواني من تزويرها فيما بعد ليقدمها كبرهان إثبات علي مستواه العلمي و حديثه يخون ضحالة ثقافته. نعيش في عالم متغير بشكل مستمر و بسرعة ضوئية فائقة، كيف نظل حبيسي رؤية راكدة جامدة تتعاطي مع الواقع بمنطق الظفر بالغنيمة ؟
لمذا نتحرك عندما يقع الفأس في الرأس و حتي ذلك التحرك غير فعال ؟
الأستاذ الذي يتعامل مع مادته بجفاء، ماذا سيعلم تلاميذه ؟
الموظف الذي يخون الأمانة، ماذا ننتظر منه ؟
الطبيب الذي يتعامل مع المريض علي أنه جثة و ليس شخص حي كامل الوعي و له كرامة تصان، كيف يكون أداءه ؟
من يعادي كل جديد في العلوم و التقنيات و طبعا تغير المعاملات وفقا لذلك، ما الذي نتوقع منه ؟
كيف تتأتي لنا النهضة و نحن في تراجع مستمر أخلاقيا و قيميا ؟
ليس هناك حلول سحرية، بل لا مفر من تجديد علاقتنا بالله العلي العظيم و تفعيل قيمنا للتوصل إلي نموذج فرد إيجابي معطاء و مبدع و إلا....