من أشهر، إتصلت بي سيدة علمانية طلبت معرفة حكم الدين في أمر من الأمور، فشاروت من هو أعلم مني و أفقه و زودتها بالجواب الشاف، فشكرت، مضيفة "لا يجب حبس الدين في المساجد، أنا شخصيا علمانية لا أرتاد المساجد و أحذر من فتاوي الأنترنت ..."
فوافقتها و هذه فرصة ثمينة لأقول ما يلي :
منذ سنين عديدة، لاحظت إنقسام المجتمع المسلم بصفة عامة و أي كانت جنسيته إلي عدة فئات فئة متدينة بشكل تقليدي- تعمل أحيان بأعراف لا تمت بصلة للإسلام و تنسبه للإسلام - فئة متدينة ذات التدين الزائف، فئة متدينة تجتهد لطاعة الله و رسوله عليه الصلاة و السلام إنما ينقصها إستشراف الواقع بكليته و الحاضر لا يصلح أن نطبق عليه تجارب السلف، فالظروف مغايرة و الأفهام مختلفة...فئة علمانية تؤمن بإله واحد و رسول خاتم الرسل و فقط فلا تأخذ شيء من دينها بل تحتكم إلي هواها التي تسميه العقل و المنطق و هذه الفئة تنقسم إلي قسمين قسم لا يعادي الدين و أخري تنفر منه تماما، و أخيرا فئة ملحدة لا تؤمن بدين أو خالق و هذه الأخيرة لا تحاول معرفة أي شيء يتصل بالدين ...إلا إذا ما هدي الله بعض افرادها إلي الدين القويم فتسلم و تؤمن.
إذن نحن اليوم نفتقد إلي الخطاب الديني الذي يخاطب كل هذه الفئات و نفتقد إلي الدعاة الذين يتفاعلون جديا و جيدا مع هموم المسلمين في شتي الميادين و المجالات و لازلنا ندرس الدين و أحكامه بشكل خارج عن الزمن الحاضر بعيدا عن التحديات و المعضلات التي تتخلل حياتنا اليومية و هذا ليس في صالح الإسلام أو المسلمين...
ألم يحن بعد الوقت لنقوم بعملية مراجعة شاملة و دقيقة لم يجب تبليغه عن ديننا ؟ فالإسلام ملم بكل شيء في حياة الفرد و الجماعة، متي ندرك ان إسباغ النظرة التوحيدية علي حياة الفرد نوفق فيها أكثر عندما نشيع الأمل في حياة الإنسان المسلم و نرسم له قوس قزح بمقتضي تخلقه بأخلاق الإسلام و نقدم له الإسلام كفلسفة حياة أي نمط معيشة تجعله في تناغم و إنسجام تام مع محيطه الإنساني و الطبيعي ؟
السؤال يبقي مطروح...