قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 02 تموز/يوليو 2014 09:12

تأثير المسلسلات المدبلجة على الأسرة العربية ((5)) ((فئة المراهقين أنموذجا))

كتبه  الدكتورة شميسة خولي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد تحدَّثنا في أجزاء سابقة من الدِّراسة عن مختلف القيم غير الإسلامية التي تمرَّر عبر المسلسلات المدبلجة، ثم توقَّفنا عند الوسائل التي تُتَّخذ لجلب الجمهور العريض لتتبُّع هذه المسلسلات بما في ذلك فئة المراهقين، و تتبَّعنا بعد ذلك عناوينها موضِّحين ما تخلِّفه من آثار اجتماعية و نفسية لدى المشاهد، و بعدها بسطنا الجزء التطبيقي الذي تمثَّل في دراسة إحصائية اتَّبعنا فيها منهج مسح جمهور المسلسلات المدبلجة من المراهقين، من خلال توزيع استبيانات ميدانية كأداة رئيسة لجمع المعلومات على (200) مراهق و مراهقة كعيِّنة عشوائية من تلاميذ المدارس الثَّانوية بالجزائر.

و نقترح في هذه الأسطر بعض الحلول التي رأينا فيها أُولى خطوات العلاج لهذا الدَّاء.

رابعا: المقترحات والتوصيات:

ليس ديْدننا أن نبكي على اللَّبن المسكوب فنعلِّل الأسباب و ننقد الظروف و نلقي التبعة و اللائمة على الآخرين، ثم نسكت، فنزيد طابور المتفرّجين على التلوُّث الإعلامي متفرِّجا آخر!

و ليس من عادتنا أيضا أن نُتقن حركة إدارة الظهور للمشكلة ظنًّا منَّا أنها لا مشكلة، حيث ندرك يقينا أن الاعتراف بوجودها هو أوَّل خطوة في طريق حلِّها و لو كان الطريق بطول ألف ميل!

و إنما نحاول بسْط جُهدنا المتواضع قدر ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، مدركين أن للباطل جولة ثم يضمحل مهما طال الزمان به، و عليه، ما لنا إلا عرْض مجموعة من المقترحات التي نتمنى أن ترى نور الحياة، منها ما هو موجَّه للقائمين على القنوات الفضائية و وزارات الإعلام و الاتِّصال في الدول العربية، و منها ما يخصُّ المؤسَّسات الفاعلة في المجتمع كالمدرسة و المسجد و الجمعيات الناشطة، و منها ما هو موجَّه لرجال الأعمال من أبناء المسلمين، و منها ما هو موجَّه لأفراد الأسرة، و لأن التغيير يبدأ من الفرد أوَّلا، سنستهل الاقتراحات بما يتعلَّق بالفرد، ثم نتدرَّج للبقيَّة.

 1. ما تعلَّق بالفرد و الأسرة:

إن آفاق التغيير المنشود للإنسان يبدأ من داخله، من نفسه أولاً، ثم ينعكس على حياته كلها قولا و عملا، ليتعدَّاه و يؤثِّر في مَن حوله ثانياً، هذا التغيير الذي ننشده يُعدُّ سُنَّة من سُنن الله في خَلقه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، لهذا الاعتبار فإنَّ رغبتنا في رؤية مجتمعا تسوده الأخلاق السويَّة يحملنا على أن نتَّسم بها نحن ثم دعوة باقي المجتمع إليها.

لذا فالأوْلى أن نبدأ بأنفسنا و نجعل بيننا و بين هذه المسلسلات سدَّا منيعا، فلا نقرب الأذى، كي لا تتلوَّث عقولنا و نكون من النَّادمين، و هذا ما يسمى بتفعيل قيم الضَّبط الذَّاتي و التِّلقائي، و هو ينبع من نفس المسلم بدافع و قناعة ذاتية، فلا أحد يمكن منعه إن أراد التملُّص من كريم الأخلاق و هو منفرد في غرفة أمام جهاز التلفاز إلا ضميره و وعيه الكامل أنها خطوة خاطئة.

أما إذا كان الفرد هو رب أسرة، فالمسؤولية تتضاعف و تنتقل من صفتها الفردية إلى صفتها الجماعية، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَ الرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَ المرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَ وَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»[1]، و الشَّاهد أن الرجل راعٍ على أهل بيته، بتعهُّده لهم بكل ما يُصلح حالهم و يُقيمه، و صيانته لهم من التعرُّض لكل ما يحيدهم عن الطريق القويم، و في ذلك وقاية لهم من سوء العاقبة، يقول عز و جل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

و عليه، فربُّ الأسرة هو من يسمح أو يمنع بوجود القنوات بشتَّى أشكالها و أنواعها في بيته، و هو الذي يُوجِّه و ينتقي ما يصلح لأبنائه المراهقين، و هو من يجلس معهم و يحاورهم و يميط اللِّثام عن أهداف الغرب و دعاتهم لكي تَثْبت هذه القيمة الأخلاقية في نفوس الأبناء، و لا يتحيَّنون الفرصة بعيدا عنه ليُتابعوا البرامج الهدَّامة.

و الأم راعية في بيت زوجها، بتقديم تربية إيمانية سلوكية صحيحة لأبنائها، فهي راعية على عقول بناتها، ترشدهن و توعيهن بما يحاك لأمة الإسلام، لتُكوِّن أسرة مسلمة آمنة، فالأم هي منبع صلاح الأمَّة، و لعلَّنا نردِّد و نُعيد:

لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا

لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ 

فلا يكفي رعاية الأبوين لأجسام صغارهم بتوفير الأكل و الشُّرب و اللِّباس، بل لا بد من رعاية العقول و تنشئة الأبناء على محاسن الأخلاق لتثمر خيرا للمجتمع، و لا بأس بشيء من الشدَّة، لأن الحزم في هذه الأمور يُرجى منه حُسن العاقبة، «فإنَّ المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، و قد لا ينقلِع الوسخ إلا بنوع من الخشونة؛ لكن ذلك يُوجب من النَّظافة و النُّعومة ما نحمد معه ذلك التخشين» [2]، لذلك نرى أن تفعيل مراقبة الوالدين مُهمٌّ جدًّا في عصر صار العالم قرية صغيرة، فللَّه در أبوين أحسنا صنيعا!

لكن، ماذا لو كانت الأم هي أوَّل من تجلس أمام التلفاز لتُتابع حلقة جديدة من مسلسل سَلْسَلَ عقول أفراد العائلة كلِّها؟

و ماذا ننتظر من بنت ترى في أمِّها قدوة و هي تُتابع الميوعة المعروضة في هذه المسلسلات و تشجِّعها؟

و ماذا نقول عن أبٍ يشتري لابنته ما تراه على جسم نجمة مُسلسلها المفضَّل؟

لا نرى ونقول إلا كما قال الشاعر:

إذا كَانَ رَبُّ البَيْتِ بالدفِّ ضَارِبًا 

فَشِيمَة أهْلِ البَيْتِ كُلِّهِمُ الرَّقْصُ

من جهة أخرى، فإن الفرد منَّا يمكنه إحياء شعيرة النهي عن المنكر و تقديم النَّصيحة لكل من يُدمن مشاهدة العفن الذي تقدِّمه المسلسلات عبر وسائل إعلام يحكمها أناس من بني جلدتنا.

إنَّ النَّهي عن المنكر هو علاجٌ ناجع للأمَّة لما وقعتْ فيه من دركات المنكرات، فنحن أمَّة وصفها ربها بالدَّعوة إلى الخير و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فقال تعالى: ﴿ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

و لن نُغادر هذا العنصر دون وقفة لا بد منها، و لعلِّي أجعل لها شعارا: (ما أفقده من حب و حنان في بيتنا أعوضِّه في بيوت أبطال المسلسلات!)

نعم أيَّتها الأم، نعم أيُّها الأب، إن حرمان الابن أو البنت من الحنان داخل الأسرة يجعلها تبحث عنه في أي مكان آخر و بأي طريقة كانت، و قد يكون المسلسل الذي تحرص على متابعته ابنتك سببه هو تعويض ذلك النُّقص العاطفي الذي حُرمت منه، لذلك وجب على الأبوين التفطُّن لمثل هذا الأمر.

كما نلفت انتباه الأبوين لمحاولة ملأ أوقات أبنائهم بما ينفع، كصرف أوقاتهم في أداء واجباتهم المدرسية و إدماجهم ضمن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، و المطالعة النَّافعة، و ممارسة الرياضة و المساعدة في أداء الأشغال المنزلية، فأنى لهم بعد هذا التفكير في متابعة الرَّخيص من المسلسلات و قد استهلكت فيهم كل فائض من الطاقات؟

و لعلنا نشير ها هنا إلى أنَّ الأم قد تكون في ذاتها تعيش فقراً عاطفياً و تحتاج لحنان زوجها، و تشتاق لكلمات حب تزيِّن حياتها، فتبدأ بمتابعة قيس زمانه، و تُعجب بمن يقوم بالدور الذي أهمله زوجها كنوع من التَّعويض، و حينها يغدو الوهْم بلسما! و هنا نقول: أيُّها الزوج المسلم، ألا بدار الحب تغدقه على من صافيتها الود، و لا تتعلَّل بالمشاغل أو الملل، فإن ذلك من أقبح الأعذار.

و نأتي الآن للجهد الجماعي الذي نراه مُهِمًّا و مكمِّلا للجهد الفردي المذكور آنفاً:

2. ما تعلَّق بالقائمين على القنوات الفضائية الإسلامية و وزارات الإعلام و الاتِّصال:

إنَّ دور القائمين على القنوات الفضائية و كذا وزارات الإعلام و الاتِّصال هو بالأهمية ما يجعلنا نؤكِّد على ضرورة صرف الجهود لإقناعها بتدارك بعض الأمور التي تُساهم في نشر القيم الدَّخيلة على مجتمعاتنا، لذلك فإنَّنا ندعوهم إلى:

أفرض ضوابط و قوانين رقابية على كل منتوج إعلامي يبُثُّ أخلاقا تتعارض مع الإسلام و تتنافى مع الهويَّة العربية و تبتعد عن الأخلاق العامة، لأن هناك من يكتفي بتفعيل مقص الرقابة حين يتعلَّق الأمر بمشاهد الرذيلة التي يُقام عليها الحد! أما ما دون ذلك من مقدِّمات فالأمر هيّن، و ما هو عند الله بهيِّن، أفلا يعقلون!

أما القنوات الإسلامية الفاعلية على السَّاحة، فندعوها إلى:

بتنظيم حملات إعلامية إرشادية توعوية تبيِّن خطورة تسريب القيم الدخيلة على مجتمعاتنا، و التي تروِّجها المسلسلات المدبلجة.

 3. ما تعلَّق بالمؤسَّسات الفاعلة في المجتمع كالمدرسة و المسجد و الجمعيات النَّاشطة:

هي مؤسسات فاعلة في المجتمع يرتادها الكبير و الصغير، المتعلِّم و الأمي، تساهم كل واحدة منها في بناء لبنة من لبنات صرح الأمة، إنها منظومة المدرسة و المسجد و الجمعيات.

أ. المدرسةإنَّ التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة، كونه من مهام الأنبياء؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

و يعتبر المعلِّم الحجر الأساس في العملية التعليمية و التربوية التي يتلقَّاها المتعلِّم، و المستأمَن على عقول أبناء المسلمين، و لعلَّ دوره قد يفوق دور أقرب الأشخاص للمتعلِّم، فأثره يمتد إلى خارج أسوار المدرسة، فإذا ما نبَّه إلى الخطر الذي يأتي من تلك المسلسلات، يكون بذلك قد ساهم في التوعية الجماعية، و لن يعْدم المعلم الوسيلة لتوصيل ما يريد لتلامذته، و إلا كيف يكون المعلِّم كما وصفه الشاعر:

قُمْ للمُعلِّم وَفِّهِ التَّبْجِيلا 

كَادَ المُعلِّمُ أنْ يكُونَ رَسُولا 

قراءة 2046 مرات آخر تعديل على السبت, 11 تموز/يوليو 2015 09:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث