قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 19:53

حذار من المصطلحات الملغومة...

كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

إن بعض السياسيين لا يلقون بالا لم يوظفونه من مصطلحات فيما يدلون به من تصريحات، أو يصدرونه من بيانات، ويغفلون تماما عن أن للكلمات تأثير السحر في تشكيل المواقف، وتوليد الأفكار، وتحديد السلوك، ولعل هذه الحقيقة التي تشير إلى قوة الكلمة ومبلغ تأثيرها،هي التي كانت وراء دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الحرص على أن لا يقولوا إلا خيرا أو يلزموا الصمت إن تعذر عليهم قول الخير، ذلك أن الكلمة طيبة كانت أم خبيثة،  تفعل في النفس الإنسانية فعل الحجر الذي يلقى في البحيرة الساكنة، حيث يمتد تأثيره من نقطة سقوطه إلى جميع إنحاء البحيرة على شكل أمواج تزداد دائرتها اتساعا حتى تشملها جميعا، أعني أن الكلمة تحرك أغوار النفس، مثلما يحرك الحجر مياه البحيرة الساكنة، ولذلك قيل: "إن الحرب مبدأها الكلام"، وقد روي أن الفيلسوف  الطبيب ابن سينا نحى باللوم على زميل له كان يعالج الناس بالأحجبة والحروز قائلا: كيف تخدع الناس وتوهمهم أنك تشفي أمراضهم المستعصية بما تخطه من كلمات،وتكتبه من طلاسم، ونحن نجتهد في تشخيص الداء وتركيب الدواء ولا ندعي ذلك إنك لاتعدو أن تكون دجالا؟ فرد عليه زميله  بقوله: وما أدراك بذلك يا حمار...ٍ فغضب ابن سينا أشد الغضب حتى انتفخت أوداجه وأرغى وأزبد وقال له : أمثلك يقول لمثلي حمار ؟ عندها قال له زميله: هون عليك إنما أردت أن أقول لك إن الكلمة التي تخرجك عن طورك تستطيع أن ترجعك إليه...

فعلا إن هذا الرجل لم يعد الحقيقة فيما ادعاه للكلمة من قدرة على التأثير، فإن الكلمة قد تبلغ أسماعنا فتخرجنا عن طورنا وتقلب كياننا رأسا على عقب،وتجعلنا ننقلب إلى براكين ثائرة، وعواصف كاسحة، أوتجعلنافي رقة نسيم الربيع ولطفه، ودماثة المسامر اللبق وظرفه.

ومن هنا ينبغي علينا أن نلزم الحذر كل الحذر في استخدامنا للغة ومصطلحاتها، هذا بالنسبة لعموم الناس، أما بالنسبة للدعاة ورجال السياسة فذلك أدعى وألزم، لأن  ما يصدر عنهم من أقوال ، ويرددونه من مصطلحات، سوف يؤثر في السلوك، ويدفع إلى تبني اتجاهات واعتماد مواقف، قد تكون وبالا على المجتمع والدولة، ومن هنا نقول أن سياسيينا عندما يشيرون في بياناتهم إلى الأقليات  ينفون عن المجتمع الجزائري تجانسه وانسجامه، ويهدمون بجرة قلم ما أفنى الأسلاف عمرهم في بنائه وإعلاء صرحه من الوحدة الوطنية، إن الحديث عن الأقليات في هذا الظرف الدقيق بالذات الذي يعيشه الوطن، حيث شبت نار الفتنة في غرداية وكاد لهيبها أن يمتد إلى ما جاورها، سيضع بين يدي الانفصاليين ورقة يتاجرون بها، ومرتكزا يستندون إليه في الدفاع عن أطروحتهم، إن واجب السياسيين الأوكد والأهم هو: الدفاع عن الوحدة الوطنية، والتصدي لكل من يحاول المساس بها،والسعي الحثيث وبكل الوسائل المتاحة للتقريب بين فئات الشعب ومكوناته، وتمتين اللحمة ورصِّ الصُّفوف، ولا ينبغي لنا أن ننسى أو نتناسى أن الثورة التحريرية الكبرى ما كانت لتحقق مبتغاها، وتبلغ شأوها ومداها، لولم يركز ساستها وقادتها على هذا الجانب بالذات وفوتوا بذلك الفرصة على المحتل الفرنسي الذي كان يستثمر في الاختلافات العرقية واللغوية والدينية، ولذا أرى أنه يستحسن بسياسيينا أن يحذفوا من قاموسهم الاصطلاحيلفظ الأقليات، لأنه اصطلاح ملغوم حيث يكشف للأعداء ثغرات ينفذون منها إلينا، ويشنون غاراتهم علينا، كما يمكن أن يغري هذه الأقليات بتبني النزعة الانفصالية، فتتمزق البلاد ويهلك العباد، والأولى بالساسة من مغازلة هذه الأقليات، العمل على تجذير روح المواطنة، ونفي كل أسباب الخلاف والاختلاف، فلسنا أقل شأنا من الشعب الأمريكي الذي يعيش في ظل راية واحدة، ويتكلم لغة واحدة، وإن تعددت أعراقه، واختلفت مذاهبه ومشاربه، فدعونا إذن من  هذه المصطلحات الملغومة فهي فوق أنها مذمومة، جد مميتة لأنها بالفعل مسمومة...   

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 2066 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 15:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث