قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 28 أيار 2012 07:35

عندما يتفلسف المحلل الجزائري من فرنسا

كتبه 

لم أصوت في الانتخابات التشريعية الأخيرة في العاشر من ماي الماضي، كنت من الجزائريين المقاطعين، و هذا حقي الدستوري الذي لا غبار عليه.

يبقى أن في فترة الحملة الانتخابية، لم أكن أتابع ظروف الحملة، و لم أستمع للمرشحين، وإنما كانت لدي فرصة في متابعة الطاولات المستديرة التي تكرمت بتنظيمها بعض القنوات الفرنسية الإخبارية حول ملف الأوضاع السياسية في الجزائر، ووقفت على مواقف بعض الجزائريين من الخبراء والمحللين المقيمين في فرنسا، ومرة أخرى تأكدت من أن خطابات هؤلاء لا تمت بصلة لانشغالات المواطن الجزائري العادي، سمعتهم يتحدثون عن الحرية، أي حرية ؟ حرية على الطريقة الفرنسية حيث كل مقدس حرام و كل حرام حلال ؟؟؟

سمعتهم يتحدثون عن الاستبداد و فساد النظام، وكأن من هم في النظام الجزائري ليسوا ببشر بل من طينة خاصة، الفساد في الدولة الجزائرية و خارجها هو من فعل أفراد بشر متساندين، وهؤلاء علينا بمواجهتهم سلميا و حضاريا،  طبقا للقوانين المتاحة، وبكل وسائل الضغط التي لا تتمثل طبعا في حرق أرشيف البلديات و تدمير الممتلكات العامة و التمرد المسلح !

سمعتهم يبشرون بغد بائس يائس للجزائر، هل نسي هؤلاء أن للكون خالق و أن ربنا عز و جل يكره المؤمن اليائس، و يحب المؤمن القوي المستبشر ؟ هل نسي هؤلاء أنهم يخاطبون عبر القنوات الفرنسية جمهور جزائري لا يحتاج إلى مزيد من جرعات اليأس، كأنهم كانوا يحرضون بعض شبابنا الطائش على حرق نفسه و العياذ بالله !!!

سمعت هؤلاء يتكلمون على أن الدولة الحالية أعادت أسلمة الجزائر من خلال غلقها للحانات و انتشار اللباس الإسلامي - لا وجود للحجاب الشرعي في الجزائر إلا قلة قليلة جدا تلبسه -  فأي لباس إسلامي منتشر يتكلمون عنه ؟ كم كان محزنا لهم أن تقوم الدولة بإعادة أسلمة المجتمع الجزائري المسلم و لا أفهم ماذا يعنون بالأسلمة فالدستور الجزائري لا يتضمن أي بند يثبت فيه أن مرجعية الدولة القانونية مستمدة من التشريع الإسلامي !!! كم كان محزنا لهم أن تبني المساجد في الجزائر بالآلاف المؤلفة !!!  و أصابتهم صدمة حينما علموا بأن مليار دولار سينفق في بناء أكبر مسجد في العالم، في العاصمة الجزائرية، و إن كان بعضهم هوَّن من الأمر، حيث قال محلل فرنسي " هذا الحدث تفصيل صغير مقارنة بالآلاف من المساجد التي تبنى في الجزائر!!!"

 فتمتمت في نفسي: ما بهم هؤلاء الجزائريين المقيمين في فرنسا ؟ هل كانوا يريدون من الشعب الجزائر أن يبني عوض المساجد، الآلاف من الكنائس ؟

سمعتهم يتحدثون عن  النظام الجزائري الذي يرفض الاستقالة و الرحيل، ولكنهم نسوا أو لِنَقُل تناسوا أن بذور الاستبداد و الفساد زرعتها سيدتهم فرنسا حينما رحلت في 1962، و تركت خلفها عملاء أمناء انتشروا في دواليب الدولة الجزائرية، و قد تحالف بعضهم فيما بعد مع رؤساء عصابات المافيا ليتحكموا في مصير شعب كان طيبا حقا، لأنه راهن على المسؤولين الصالحين في الدولة الجزائرية، فإذا برجالنا الصالحين وجدوا أنفسهم محاصرين من طرف الطوق الفاسد !!!  و هذا دون ذكر تواطؤ بعض المحسوبين على الأحزاب المسلمة مع الأطراف الفاسدة، ونهجهم سلوكات مشبوهة أضرت بسمعة الإسلام و أفقدت ثقة المواطن الجزائري فيهم !

سمعتهم يتحدثون عن جزائر كما يريدونها هم الذين يعيشون في فرنسا، فرنسا تمجيد الإستدمار، فرنسا القنبلة النووية في رقان و عين أمقل، فرنسا حضارة الحقد الصليبي، فرنسا الأزمة و الديون، فرنسا التي تكره أبناءها الوطنيون - أقصد مارين لوبان - فرنسا السارقة لأرشيف  وأموال الجزائر في خزينة الداي!

يا إلهي كنت أستمع إليهم و أنا أضحك، يتكلمون عن النضال،  وأي نضال ؟ نضال من صالونات فرنسا المسمومة ؟  أي نضال و أي ديمقراطية علمانية تعدون بها الجزائر ؟ لا أحد فهم درس الجزائر!

 الجزائر أكبر من أن ينظر لمستقبلها هؤلاء القابعين في فرنسا و غيرها من الدول، المواطن الجزائري البسيط هو المنتصر في الجزائر اليوم، هو من عايش يوميات بلده منذ 1962، هو من انتفض في 1988، و هو من دفع ضريبة الدم في التسعينيات ليحمي أرضه و مصيره السيد في بلد الشهداء الأبرار،  المواطن الجزائري البسيط هو من يقرع الأجراس لمسؤوليه الفاسدين و هو من يحاسبهم عبر الإضرابات و الإعتصامات، وهو من مارس حقوقه الساطعة في كل أيام السنة، مارسها بفخر أجداده، وشعوره الفخم بالعزة و الكرامة، ولا نريد من أحد في فرنسا أو غير فرنسا أن يسدي لنا دروس !! الخزي و العار لكم يا من تتجرأون على التفلسف ونسج الأوهام، متلاعبين بمصير أرض كانت و ستبقى بإرادة أبناءها قلعة  الحرية و الكرامة إن شاء الله.

قراءة 2622 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 14:54
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث