قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 04 حزيران/يونيو 2012 07:27

الصداقة المحرمة

كتبه 

 

في التسعينيات من القرن الماضي، جاءتني صديقتي العلمانية الجزائرية و التي إلتزمت فيما بعد بقيم الإسلام و لله الحمد، أقول جاءتني و علامات الإنشغال تبدو علي محياها :

-عفاف، صديقي اليهودي البريطاني يمر بمرحلة صعبة جدا في حياته.

-ما الجديد ؟ قلت لها مبتسمة. كان قد سبق لي و أن أعطيتها رأي في الصداقة بين المرأة و الرجل فقد كنت أنظر إلي الأمر علي أنه محرم لكنها  نظرت إلي بنظرة الإستنكار محتجة : "أنت و إلتزامك الديني، يا إلهي !!!! أسكتي من فضلك!!!"

-تصوري عفاف، أن إبنه مريض و علي الأرجح سيكون معاق.

-و ما دخلك في الأمر ؟

- كيف  لا دخل لي في الأمر ؟؟؟ فالرجل فعلا مكتئب، و قد حاولت أن أخفف عنه.

-طيب و أين زوجته، لم لم تحاول رفع معنويات زوجها ؟ قلت لها.

-زوجته مشغولة، كانت في عملها و هو إتصل بي عبر الشات ليبث لي بهمومه.

-صراحة سونية، ألا تلاحظين بأنه كان الأجدر له أن يتصل بزوجته  ؟

-و ما الضرر أن يتصل بي أنا ؟ فزوجته لها مستقبلها المهني و هي سيدة جد طموحة،

قاطعتها  بلطف:

-سونية، الإبن إبنها هي و ليس إبنك أنت، فمن المفروض أن يتوجه إلي زوجته ثم لماذا يبحث عن السلوي عندك ؟ ألم يفكر في وقع الخبر أيضا علي زوجته ؟

-لماذا عفاف تشككين دائما في نوايا الرجل ؟؟ ثم عندما سألته عن ردة فعل زوجته، قال لي بأنها تلقت الأمر بإيمان كبير ، أما هو  فإيمانه ضعيف.

-سبحان الله يهودي إيمانه ضعيف !! تمتمت بين نفسي.

شردت بذهني حتي إستفقت علي سماع صوتها و هي تقول لي :

-الشيء الذي رفع من معنوياته، هو عندما قلت له بأنه يتوجب عليه أن يكون في مستوي إيمان زوجته و أن يتشجع، فالله عز و جل قادر علي رزقهم طفل آخر سليم. سكت طويلا، حاولت أن أسليه، فأقترحت عليه زيارة الجزائر مع زوجته و إبنه، ستكون فرصة جد سعيدة لنزيد في عري الصداقة بيننا. إلا أنه قال لي و هو حزين  أنه يتعذر عليه زيارة الجزائر لأن إمكانياتهم المادية متواضعة و علاج إبنه سيكون مكلف و إنما سيكون سعيد بأن ألتقط له بعض الصور عن الجزائر العاصمة...

-إلا هذا... قاطعتها.

فنظرت إلي سونية، مندهشة:

-إلا، ماذا ؟

- لا ترسلي له صور عن العاصمة الجزائرية و قولي له بأن صور عاصمتنا يمتلأ بها محرك "ياهو"، هل قال لك الأماكن التي يجب أن تأخذي صورا لها ؟

فذكرت لي سونية قائمة من الأماكن التي لم تنتبه، أنها كانت تحتوي أماكن رسمية و مراكز شرطة و ثكنات جيش.

فنهرتها:

-سونية لا تنسي، الرجل اليهودي هذا لم ترينه أبدا و حكاية الزوجة و الإبن تكون مفبركة و من يكلمك هو عميل للموساد، فمن يطلب منك هذه الأماكن دون ذكر أسماءها و الإتجاهات يكون حتما عميل إسرائيلي و لكنه يريد صور  فوتغرافية واضحة لمداخل و مخارج الأماكن، فأحذري من فضلك.

نظرت لي سونية مشدوهة :

-هل تظنين الأمر كذلك ؟

-نعم، أكيد راجعي خريطة العاصمة و سترين أن الإتجاهات التي ذكرها تحوي أماكن وزارات و مراكز أمنية

سونية، لماذا يهودي يصادق جزائرية لا تعترف بحق "إسرائيل" الكيان الغاصب في الوجود، ألم تقولي له ذلك في مرة من المرات ؟

-بلي.

-طيب، ألم يسألك مرة هل تصلين أم لا ؟

-بلي.

-ألم يلاحظ لك أننا نحن المسلمين نتقاتل فيما بيننا و أعطاك كدليل أننا ما نعيشه اليوم في الجزائر من تقاتل دليل قاطع علي أن الإسلام دين مطعون فيه و أنهم هم اليهود لم يتقاتلوا فيما بينهم  أبدا و قد فاتك أن تردي عليه بأن من قتل إسحاق رابين هو إيغال امير يهودي متعصب و أن جرائم القتل في كيانهم الغاصب منتشرة ؟

-بلي بلي، صحيح سآخذ حذري منه لكن يبقي الشك وارد عفاف و في حالة ما كان صادقا في قوله ؟

-سونية رجل يهودي يطعن في ديننا الإسلام متهما إياه بأنه يحث علي التناحر و التقاتل و أنت لازلت تصدقين بأن الرجل نواياه بريئة ؟

-لكن عفاف الرجل لم يكذب  ألا نتقاتل نحن الآن في الجزائر ؟ ردت علي بعصبية سونية.

-سونية، نحن نعيش في الجزائر فتنة و الفتنة أشد من القتل و المسؤولين عنها نعرفهم تماما،  و بالنسبة لي شخصيا كل الأطراف المتنازعة في بلدنا مدانة و الجزائري الذي يقتل أخاه من أجل خلاف سياسي، سامحيني إيمانه مشكوك فيه. فنحن نعيش إنحراف عن الإسلام و الإسلام بريء مما يجري في بلدنا.

-آه عفاف منطقك غريب، علي كل إطمئني لن أرسل له صور.

-ماذا ستقولين له الآن و أنت وعدتيه بأن تصوري له تلك الأماكن ؟

-أقول له الحقيقة، أنه ممنوع علينا تصوير هذه الأماكن مخافة أن تسقط الصور في أيدي عملاء الموساد.

-رائع !! قلت لها و سترين الرجل سيقطع معك علاقة الصداقة بعد مدة قصيرة من رفضك هذا و ستأتين و تقولين لي أنني كنت علي حق.

مرت الأيام و الأسابيع و بعد شهر إلتقيت سونية، فوجدتها حزينة:

-ما بك ؟

-كنت علي حق، فيما يخص من حسبته صديقي اليهودي البريطاني، فقد قطع علاقته معي بعد ثلاثة أسابيع من رفضي لإلتقاط الصور.

-سونية  و ما الذي يجعلك حزينة هكذا ؟

-كيف صدقت الرجل عندما عرض علي صداقته في أول مرة ؟

-إسألي نفسك و أبحثي عن تفسير هذه الآية من سورة النساء الآية 25 بسم الله الرحمن الرحيم (و آتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات و لا متخذات أخدان) و ستفهمين عندها حتما حكمة ديننا الإسلام في تحريم علاقة الصداقة بين الرجل و المرأة خارج العقد الشرعي ألا و هو الزواج.

قراءة 2558 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 14:47
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

المزيد في هذه الفئة : « أن نحلم... لا تحملوا هما! »

أضف تعليق


كود امني
تحديث