قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 18 حزيران/يونيو 2012 07:40

"أسليهان إيكر" في قصر الداي

كتبه 

قبل رمضان 1426 الموافق ل 2005 إتصلت بي صديقتي الغالية الكاتبة التركية القديرة السيدة "يلديز رمانوغلوغلو" 

 

طالبة مني أن أكون المستشارة المحلية لفريق القناة السابعة التركية و هو متكون من أربعة أعضاء السيدة عائشة بوهرلر و هي منتجة و عضو مؤسس لحزب العدالة و التنمية التركي، و الآنسة جيدة سينارست و الآنسة أسليهان إيكر مخرجة و السيد هاكان المصور.

فهذا الفريق برمج تصوير حلقة كاملة عن مساهمات نساء الجزائر في نهضة بلدهم كجزء من شريط وثائقي طويل بعنوان "من وراء الجدران".

و محتوي الشريط الوثائقي "من  وراء الجدران" يدور جول الدور النهضوي الذي تقوم به المرأة المسلمة في مجتمعها  و قد قاموا بتصوير حلقاتها في عدة دول منها الجزائر، اليمن، ماليزيا، إيران، تركيا، السودان، الأردن إلخ...

رحبت بالأمر  و وعدتها بأنني سأبذل قصاري جهدي لمساعدة فريق القناة السابعة التركية. بعد ذلك إتصلت بي أسليهان إيكر عبر البريد الإلكتروني، تعارفنا علي بعضنا البعض بسرعة، بعدها  إقترحت علي بضبط قائمة النساء اللاتي سيتولي الفريق تصويرهن و إجراء لهن أحاديث.

كان علي أن أقوم بإتصالات هنا في الجزائر لأجرد أسماء السيدات و الآنسات اللواتي ستتكرمن بالمشاركة في إلحلقة المخصصة لنساء الجزائر و منهن الدكتورة نادية فضيل الدكتورة فضيلة بوعمران الأستاذة المحامية السيدة فاطمة زهراء بن براهام.

سأروي إن شاء الله في حلقات قادمة طبيعة العمل الذي أنجزته المخرجة أسليهان إيكر و فريقها عند وصولهم بعد رمضان 1426 هجري الموافق لنوفمبر 2005 إلي الجزائر و هذا طوال عشرة أيام.

و ما سأعرضه الآن زيارة الفريق التلفزيوني لقصر الداي في أعالي العاصمة الجزائرية، فقد كان يتعين علي المصور السيد هاكان أن يأخذ صور حية عن آثار الدولة العثمانية في الجزائر العاصمة و لم يكن هناك أفضل من قصر الداي الذي كان آنذاك يخضع إلي ترميمات كبيرة.

أذكر و كوني كانت تربطني بالسكرتير الأول لسفارة تركيا في الجزائر العاصمة السيد مراد أونارت و زوجته الجزائرية علاقة أخوة صادقة، أن هذا الديبلوماسي التركي كان قد روي لي بأن قصر الداي بنيت أساساته وفق الطبيعة الجيولوجية للأرضية المعرضة للزلازل، فبناه المهندسون العثمانيين وفق نظام معماري مزود بعجلات حيث عند وقوع الزلزال يتحرك القصر علي أساساته ذهابا و إيايا دون أن تنهار جدرانه.


 و قد أعان -المترجم الجزائري الذي إقترحته علي السيد أونارت ليرافق الفريق التلفزيوني التركي طوال إقامته في الجزائر- الأستاذ القدير السيد حميد روابة علي الحصول علي تصريح من وزارة الثقافة لزيارة قصر الداي.

في اللحظة التي إجتزنا فيها البوابة الرئيسية للقصر، شعرت بشعور خاص، هنا في هذا المكان كان ممثل الإستانة يقيم و يصرف شؤون البلاد الجزائرية، كانت الأشغال قائمة علي قدم و ساق إلا أن حالة القدم و الإهمال كانت بادية تماما للعيان. فالحديقة العلوية للقصر كانت عبارة علي حشائش فوضوية و الجدران الأثرية كانت مهترئة!

صعدنا إلي الجناح الخاص بالداي و قد كانت هناك شرفة واسعة يحدها سور من جهة البحر و المطلة علي القصبة، فتراءي لنا بحر الأبيض المتوسط و البيوت المتراصة للقصبة التاريخية من أعلي إلي أسفل إلي حيث ترتفع مآذن جامع كتشاوة التاريخي و ساحة الشهداء، في لحظة ما إقتربت أنا و أسليهان إيكر من السور و نظرنا إلي البحر الممتد أمامنا و في حركة واحدة تبادلنا النظرات و ابتسمنا لبعضنا البعض، في عينيها قرأت ذلك التلاحم بيني و بينها هي التركية القادمة من إسطنبول و بيني أنا الجزائرية التي تختلط في دمائي دماء تركية، و أمازيغية.

كان شعورا مفعما بالمحبة الإسلامية و تلك الأخوة الصافية التي أسس لها البطل خير الدين عروج و إخوانه حينما لبوا نداء الجزائريين لطرد المحتل الإسباني.

كنا واقفتين، قصر الداي خلفنا و البحر الرائع أمامنا و السماء الملبدة بالغيوم فوقنا، ليس هناك أجمل من سماء الجزائر و لا أجمل من بحرنا و لا أجمل من أرضنا، شعرت مع أسليهان شعور غير قابل للترجمة إلي كلمات.

فنحن الإثنتان ننتمي إلي أمة واحدة، أمة الإسلام. و ذلك التجاوب الفريد بيننا ما هو إلا تعبير صادق عن الآية القرآنية 13 من سورة  الحجرات ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير)

 

 إطلالنتا من ذلك الموقع التاريخي الذي شهد الوجود العثماني في العاصمة الجزائرية حوالي قرنين من الزمان إلي الخلف، بقي حدثا خالدا في ذاكرتي. لم أجد الوقت الكاف للتحدث عنه مع أسليهان بعد ذلك، إلا أن أواصر الصداقة المتينة و الأخوة الصادقة التي إنعقدت بيننا منذ تعرفي عليها في شوال 1426 نوفمبر 2005 كان و لا زال البرهان الساطع أن ما تقاسمناه في ذلك الصباح المميز في قصر الداي يعلو علي كل شيء لأنه من تلك العجينة الفريدة من نوعها التي  أسس لها رسول الحق محمد صلي الله عليه و سلم من خلال مؤاخاته بين الأنصار و المهاجرين في المدينة المنورة.

كانت لغة حديثنا الإنجليزية و لكن معاني المحبة في الله التي لمعت في عينينا  و نحن نواجه أفق البحر من وراء سور قصر الداي كانت أصدق و أطهر و أجمل من أي حديث بشري يعجز اللسان علي توصيفه التوصيف الصحيح.

في تلك اللحظة الفارقة فهمت إخواني الجزائريين الذين إستنجدوا بأسطول البحرية العثمانية، فهم من أجل الإبقاء علي الجزائر في دار الإسلام لم يترددوا في الإستعانة بإخوانهم في العقيدة و قد كان خير الدين عروج و إخوانه بحارة يونانيين وقعوا في أسر العثمانيين و أسلموا و كانوا خير سند للبحرية العثمانية بحيث قادوا بواخر الأسطول العثماني بإقتدار و وفاء نادرين.

يطوي الزمن الأيام و الأسابيع و الشهور و السنين و ما يظل راسخا في ذاكرتنا نعتبره رحيق الحياة، فعمر كل واحد منا تتخلله لحظات بإمتداد القرون و بعمق أخاديد كوكبنا الأرض و بجمال الغابات المسحورة التي لم تطأها قدم إنسان.

فيا رب لك الحمد و لك الشكر.

http://tr.duvarlarinarkasinda.com/news/hello-world/

http://www.wisemuslimwomen.org/muslimwomen/bio/aslihan_eker/

قراءة 3066 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2018 14:51
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث