قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 11 آب/أغسطس 2012 15:25

الأخوة الإسلامية يوتوبيا؟؟

كتبه 

 

كوني قضيت عامي الأول من حياتي في شبه القارة الهندية، فقد سافرت إلي باكستان و عمري لا يتجاوز أربعين يوما ثم قضيت ثلاث سنوات أخري في النصف الثاني من السبعينات من القرن الماضي في أندونيسيا و كون لي علاقة وطيدة بأخوات تركيات، بت أتساءل مع مرور الزمن، هل الأخوة الإسلامية التي تنبه إليها متأخرا السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله يوتوبيا أو فعلا رابطة عقائدية قوية ؟

لم نلحظ ذلك في ملف فلسطين، فالقضية تقدم دائما من زاوية الإنتماء العربي المحض، كأن فلسطين ليست وقف إسلامي و لا تحوي علي أولي القبلتين و ثالث الحرمين و ليست أرض محشر!!

ثم لماذا نتعرض إلي مسألة التنمية بعيدا عن تجارب دول مسلمة كبيرة مثل تركيا و أندونيسيا و إيران و ماليزيا ؟ لماذا نلجأ إلي النموذج الغربي و الصيني و الكوري الجنوبي و لا نعتمد برامج التنمية التي هي من صميم إبداع أعاجم مسلمين ؟

و لماذا لا نقبل بالتنوع الثقافي الذي تزخر به دول مثل تركيا ذات الثراء العرقي و التاريخي أو ما هو عليه الأمر في اندونيسيا، فهناك جزر من البشر و من الأجناس!

ما خبرته علي مدي عقود، غطرسة الرؤية العربية المتعالية التي تنظر إلي الآخر حتي و لو كان مسلما أعجميا بأن لولا العرب لم كان الإسلام!!

بينما إذا ما أمعنا النظر سنقف مشدوهين أمام حقيقة باهرة :

أهم نقاط الحضارة في العالم العربي تمركزت حول أنهار الدجلة و الفرات و النيل و هناك تجمعت علي ضفافها شعوب و أعراق و كان العنصر العربي عنصر من العناصر البشرية العديدة التي قدمت سهمها مثل بقية العناصر العرقية الأخري، فكيف نفسر غياب الوشائج بين عالمنا العربي و ذاك الإسلامي ؟

في السنوات التي قضيتها بأندونيسيا كنت طفلة و مشرفة علي سنوات المراهقة و قد حرصت علي تعلم اللغة الأندونيسية لأتمكن من محاورة أهل البلد و نجحت في ذلك نجاحا كبيرا، فأنهارت بيني و بينهم الحواجز اللغوية و الفكرية، كنت إفريقية من شمال إفريقيا أمزج بين خصائص بيئتي الأصلية و بين الهدوء الباسم لسكان ثلاثة و عشرون ألف جزيرة، هذا هو تعداد جزر أندونيسيا.

دائما ما قست جنسيتي الجزائرية بالجنسية الأوسع و هي رابطة العقيدة، و تلك الأخري الكوكبية، فأنا إنسانة من كوكب الأرض. و الذي يوسع إنتماءه خارج حدود جغرافيا جنسيته ستتضاعف رؤيته و تنفتح له آفاق رحبة كما جاء في الآية القرآنية الكريمة و الرائعة بمعني خلقناكم قبائل و شعوب لتعارفوا... فأن نسجن أنفسنا ضمن حدود وطن أو خصائص عرقية هذا يضيق علينا الحياة.

حملت هم فلسطين لأنني مسلمة و لم أحمله لأنني جزائرية، و ها أن الفلسطينيون  و لأنهم ضيقوا لأقصي درجة إنتماءهم خسروا الأرض و المصير. كيف لا نطور مفهوم قائم علي الأرض الهواء و الزمان لندخل عامل المرجعية العقائدية الذي يجعلنا نخالف الآخرين بتسامح و محبة و تعايش و كيف ندعو الآخر لديننا و نحن منغلقين علي ذاتنا الترابية رافضين الإنتماء لفضاء شاسع يمتد من إيغور الصينية و أبعد منها إلي أقصي غرب إفريقيا؟

ثم إن المسلم عليه أن يعيش لآخرته بأن يمد جسور تفاهم مع كافة أبناء كوكب الأرض، فتسقط حواجز مثل الفقر و التخلف و الحروب، فمن غير المفهوم علي الإطلاق أننا لازلنا حبيسي رؤية حدودنا قبور لجيراننا!!!

و علينا بتذكر حقيقة مطلقة أخري، أن المالك للأرض و العباد هو الله عز و جل و أن كل ما نتبجح بإمتلاكه كالجنسية و الأرض و ما إلي ذلك ما هو إلا شعور وهمي، فالمالك الأصلي و الوحيد يبقي خالقنا جلا و علا و كل ما يجوز لنا فعله التصرف باللتي هي أحسن في أملاكه و أول ما علينا مراعاته، هذه الأخوة الإسلامية التي إن توطدت دفعت عنا أطماع الأعداء و الغرباء.

ثم إن العالم يتغير بوتيرة مذهلة، هل ستبقي الحدود هكذا ماثلة في حياتنا، فنظل ننظر إلي بعضنا البعض نظرة توجس و لامبالاة ؟

ألم يحن بعد الوقت لنسقطها في أذهاننا و في واقعنا المعاش لنمد أيدينا و نصافح بعضنا البعض، فنتواصل علي مستوي الأفهام لنبني معالم عالم أكثر عدلا و أكثر حرية و إزدهارا.

الأمم عبر كوكبنا تتحد و تتكتل لتصل إلي أهدافها، أليست مهمة التضامن و التكافل أسهل علينا لكون رابطة العقيدة حية و أقوي من أي رابطة أخري فينا و بيننا ؟

شخصيا، لا أحمل جنسيتي الجزائرية بذلك الحماس العنصري الذي تتميز به بعض الشعوب القريبة و البعيدة، تحدد جنسيتي فقط مكان مسقط رأسي، لا أكثر و لا أقل و أما وطني الكبير فهو شاسع و يمتد من أبعد نقطة في آسيا يوجد بها مسلمون مثل برمانيا إلي أبعد نقطة يتواجد فيها مسلمون في الغرب و أمر إخواني شرقا و إخواني غربا يهمني أكثر مما يهمني أحيانا ما يقع لإخواني في المواطنة هنا في الجزائر!

عندما كنت طفلة صغيرة أكثر ما كان يهمني هو الشعور الذي يحدثه في إنتمائي العقائدي، جزائريتي لم تكن تهمني مثل ما كان يهمني أن أكون مسلمة، فهويتي الدينية كانت تشرع أمامي أبواب مغلقة، فالتقوقع علي الجنسية ينسي الإنسان إنتماءه الأوسع الديني و الإنساني، لهذا كنت أشعر بعظيم التعاطف مع الإيرلنديين الكاثوليك و كنت أبكي لمعاناتهم كما كنت أتضامن مع معاناة إخواننا في جزيرة منداناو الفلبينية.

في حياتي لم أضع أسوارا و لم أضع حدودا، بل تعلمت من القرآن الكريم و من سيرة رسول الحق محمد صلي الله عليه و سلم أن أحمل هوية مسلمة كونية، فالذي يجري في كوكب الزهرة  يهمني كما يهمني ما يحدث في باطن أرض المسجد الأقصي.

هكذا أتصور الأخوة الإسلامية و في موضوع آخر إن شاء الله سأتحدث عن الأخوة الإنسانية و كيف كانت السبب الرئيس في تماسكي في أحلك السنوات التي عرفتها بلادي الجزائر في التسعينيات.

قراءة 2416 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 07 تشرين2/نوفمبر 2018 15:03
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث