قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 02 أيلول/سبتمبر 2012 09:39

شبابنا و كيف ؟

كتبه 

 

إحدي أهم أسباب الأزمات التي نتخبط فيها، حالة اليأس التي تجتاح فئة الشباب خاصة. طوال حياتي لم أعرف معني كلمة مستحيل بل ما يرد ذهني دائما هو الأمر الإلهي "كن فيكون" لنرسم الهدف فنتوكل علي الله و نسعي إلي تحقيق الحد الأدني علي الأقل من مطامحنا و في عالم كل شيء فيه ممكن و ما دامت الحياة فلا يأس و لا إستسلام، كيف نعلم أبناءنا باكرا جدا أبجديات التفاؤل و السعي ؟

ليس هناك فيه وصفة سحرية ! و ليس هناك طريقة دون أخري، علينا قبل كل شيء وضع ثقتنا في الله. وحده الله من ينير لك الدرب و من يعينك في مسيرتك و الخطوات الأولي هي الأصعب، لهذا يتعين علي كل أحد أن يبدأ بسؤال نفسه :

ماذا أريد من الدنيا ؟ و ماذا يعني وجودي في هذه الحياة ؟ و إلي ماذا أرنو ؟ و كيف السبيل إلي تحقيق الذات ؟ لكل واحد منا مهمة و رسالة، إنجازهما يتوقف علي إرادته الشخصية و علي مدي إيمانه بالله و بنفسه. لا بد من وضع خطة نضبط إيقاع حياتنا عليها، فهذه عمر نسئل عنها، فيما أنفقنا وقتنا و علمنا ؟ فثمرة الجهد وليد معاناة، تضحيات عطاء و عمل جاد.

مشكلتنا قائمة علي مستوي تصور قدراتنا و الفرص المتاحة و طموحاتنا. لا ننال كل شيء دفعة واحدة و أكثر ما يركز عليه شبابنا ليس في كل مرة صائب، ليس نوعية العمل أو الراتب هو الأهم. بل ما نوليه إهتمامنا لا يعدو أن يكون مرحلة لاحقة و ما يسبقها أهم، فأن تكون صاحب تكوين روحي و علمي هذا مفتاح بين يديك، يضمن لك علي المدي القريب و البعيد ولوج سوق العمل من أفضل الأبواب، و عامل آخر له ثقله في معادلتنا، معنويات الشاب، هل إنك قادر علي تحمل  لبعض الوقت سلبيات الواقع، فلا تبتإس لحالك و إنما تستيقظ في كل صباح بهذه الفكرة الإيجابية : أنا علي موعد اليوم مع حظي!

 في حديثي مع فئة الشباب عبر لقاءات منظمة أو محاضرات أو عبر بريدي الإلكتروني، أجد رغبة كبيرة في خدمة المجتمع، هم يتحينون الفرص للخروج من دائرة الفراغ و في نفس الوقت تعصرهم الحسرة لهدر المال و الإمكانيات و مع ذلك لا حل لمشكلة البطالة.

كنت دائما أذكر في كتاباتي أن البطالة هي وقت فراغ علينا بملؤه، فإما أن نتطوع للعمل، فننظم حياتنا وفق هذا المنظار و إما علينا بالكف من الشكوي و إيجاد مشجب آخر نعلق عليه فشلنا و قلة عزيمتنا.

لا يعقل في زمن مثل زمننا هذا، أن نجد شباب متسكع، لا شغل له سوي قتل الوقت!! كيف نفعل ذلك و الوقت يحسب علينا و ليس لنا و العمر قصير فماذا عسانا نقول لرب العباد يوم لا ينفع فيه ندم أو ندب ؟

تلقين الطفل باكرا أبجديات ضبط الوقت و توظيفه التوظيف الذكي هذا أعده مصيريا، لأن الجيل الذي يجهل التعامل مع عامل الزمن كيف له أن ينتشل نفسه من الفراغ ؟ و يعلم الوقت الإنضباط و النظام و الصبر، و هذه الخصال الثلاث وصفة نجاح لا مثيل لها. فأي كانت التحديات و أي كانت المعوقات، علينا بضبط عقارب الساعة بحسب إنشغالاتنا و إهتماماتنا، فلا نعول إلا علي قدرتنا الذاتية في رسم خطة نجاح و ليس هناك أفضل من التمرس علي إحترام الوقت و المواعيد و الخطوات الأولي تحدد صواب الإختيار من بطلانه.

فنحن نختبر أنفسنا حينما نخضعها إلي رزنامة، ننتهي إليها في آخر المشوار ببلوغ أهداف، هكذا نستطيع تقييم المسيرة التي نكون قطعناها. و الشباب يتمتع غالبا بطاقة هائلة و مدي إستغلال هذه الطاقة يتوقف علي إرادة حرة في الإنتصار لغرض ما، للحياة مغزي سام و لولا العناد الذي أحيانا كثيرة يكون إيجابيا لم نحقق القدر اليسير.

لهذا ينبغي أن نخلص النية و أن نصدق في أفعالنا و أن لا نستصغر أي فعل مهما كان، فالحيرة التي تكتنفنا في البدايات لن تدوم ما دمنا مصرين علي الذهاب إلي أقصي ما يمكن، فالفعل محرر لإرادة الإنسان و العمل علي تثبيت الوجود عبر خطوات ملموسة، أولي علامات الإنجاز.

كثيرة هي اللقاءات التي جمعتني مع فئة الشباب و أكثر ما ألححت عليه في محاورتي لهم : إن لم تصنعوا أنفسكم و إن لم تنطلقوا من الصفر، لا أحد قادر علي أخذ مكانكم، تفعيل ما نؤمن به مصيري بالنسبة لمجتمعات شابة. و أي كانت التجربة التي تخوضها فهي مفيدة، و الفشل طريق للنجاح و البقاء علي الهامش هذا ما يجب تجنبه.

فنحن رأينا كيف أن تحرك مدروس لشباب في ميدان التحرير بالقاهرة قلب وجه العالم العربي الإسلامي و ما كان مستحيلا البارحة أصبح ممكنا اليوم، فكيف ننظر إلي الحاضر و المستقبل بشعور طافح بالملل ؟

كيف ننتظر من الآخر أن يقرر مصيرنا ؟ أي مشروع يبدأ بفكرة و مستقبل الفرد متوقف علي عزيمته و إيمانه بنفسه و خالقه. يتعين علينا إدراك قيمة الوقت و إمكاناتنا، ليس بوسعنا الإنتظار، و طول الأمل لا يؤدي بنا إلي نتيجة. و كما إجتهد أسلافنا، علينا الإجتهاد بدورنا. كثيرين ممن عانوا في بداياتهم يصفون ذلك بالمرحلة الضرورية لصقل و تهذيب الأنفس و المشوار الذي يقطعه الواحد منا يزيده نضجا و علما. و حتي التجربة الفاشلة نتعلم منها، فكيف لا ننتفع من إخفاقات الآخرين و كيف لا نرسم لأنفسنا خطوط حمراء تعديها إنذار جدي لنا بمراجعة المسيرة ؟

الشباب فترة عمرية لا تعوض و حسن إستغلالها يتطلب حد الأدني من الإمكانيات، لنعتمد رغبتنا الشخصية و تصورنا لم نريد و سنري شيئا فشيئا المبني يعلو في السماء. كل شيء بدأ ب"أريد" فهل لنا أن نتدبر ذلك  بعيدا عن الخيال و أحلام اليقظة ؟

عندما أخاطب تلاميذ الثانوية، أجد عندهم فضول كبير، كيف نصبح كبارا ؟ بالممارسة، كلما تتحملون عبأ مسؤولية ما، كلما تكبرون و تتضح رؤاكم و تنضبط حياتكم. فما ينقص حياتنا ملح التجربة و المحاولة تلو الأخري، فلا بد لنا من إقرار خطة ما علي عتبة مرحلة ما، سيتبين لنا الطريق و نحن نخطو الخطوة تلو الأخري، و سنعرف مواقع الفشل من مواضع النجاح. بالتصميم و بالتوكل الصحيح، يغدو فعل الحياة أكثر جاذبية و إنعتاقا.

كيف التمكن من الفوز ؟ هذا ما نختبره يوميا و كيفية بلوغ الهدف فن علي الفرد أن يتقنه.

قراءة 2838 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 تشرين2/نوفمبر 2018 15:07
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث