قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 16:16

الحوار مع التلميذ

كتبه 

 

سأخوض للعام الثاني إن شاء الله تجربة الإستماع إلي صبيان في نهاية سنوات المراهقة بداية فترة الشباب و هم تلاميذ في الثانوية. و علي بالمناسبة طرح في بداية الدخول المدرسي، خطة عمل أتبعها طوال العام لأتوصل في نهايته إلي النتيجة المرجوة.

في العام الماضي، كانت هناك فرصة التعارف بيني و بين التلاميذ، شعرت حينها بأنه يتوجب علي الإستماع إليهم بإهتمام بالغ، فقد كنت أمام جيل الغد، و هؤلاء قلما نستمع إليهم في فوضي الأزمات. راكمت كم كبير من الآراء و الإنطباعات، و قد لفت هؤلاء التلاميذ إنتباهي إلي أمر مهم جدا:

هم فعلا يريدون الخروج من الدروب المعهودة و يبحثون عن أدوات تعبر بحق عن آمالهم و ذكاءهم و لكن في كل مرة يصطدموا بالذهنية الإدارية المحبطة للغاية.

لازلنا متخلفين عن الركب فيما يتعلق بمعاملة التلاميذ، النظام الذي دشنه عصر النهضة العربية الأولي لم تليه فترة مراجعة و إستخلاص الدروس، فالتلميذ اليوم ليس هو ذلك الذي كان يقطع المسافات علي الأقدام أو علي ظهر دابة ليصل إلي مكان المدرسة.

و العملية التعليمية في حد ذاتها طرأت عليها تغييرات جمة، أهمها : كيف نكون تلميذ لمرحلة النضج العلمي و نحضره للتكيف مع معايير سوق العمل ؟

أحيانا تنتابني حالة حيرة و أنا أنظر إلي وجوه غضة، مترقبة لا تدري من أين تنطلق و إلي أين هي ذاهبة ؟ فأي تطور حزنا عليه و أبناءنا لا يفقهون بعد أبجديات التدرج و المثابرة. هل سنستمر علي هذا النهج و العالم من حولنا تحول إلي المهن المنزلية ؟ و هل طلب العلم أصبح من التعقيد ما جعلنا ننصب أنفسنا أوصياء علي هؤلاء الصغار ؟

أذكر أنه من عامين، تحصلت علي كشف نقاط لتلميذ في السنة الأولي بالمدرسة الكندية العمومية، فأنتبهت إلي ملاحظات المعلمة فيما يخص السيرة الأخلاقية للتلميذ و طباعه، فهم يضعون الطفل تحت المجهر، هدوءه، نسبة تركيزه، إنضباطه، حرصه علي النظافة، روح التعاون لديه هل هو صاحب مبادرة ؟ كيف يتفاعل مع الرياضة، هذا و الكشف كان خاليا من النقاط، كأن الصفات الأخلاقية للطفل مفصلية بالنسبة لمسيرته العلمية و بالفعل، هذه الرؤية صائبة.

بينما نحن نتعامل مع أطفالنا من منظار مختلف تماما، كيف نخضعهم لمنهج تعليمي يسفه ذواتهم الصغيرة ؟

كيف نحصل علي نتائج مرضية و نحن نعامل الطفل علي أنه مشروع مواطن قاصر!!!

أحيانا كثيرة مثل هذه السياسات تسد المنافذ أمام أبناءنا، فيكون الملل و الكسل و اللامبالاة و النتائج الهزيلة، لا أدري و لكن أن يشعر الطفل أنه ذاهب إلي سجن و ليس إلي مدرسة، هذا أمر مقلق للغاية. متي نفهم أن أطفالنا هم تلاميذ زمانهم و ليس زماننا ؟ و أن عجلة التطور تمشي إلي الأمام و ليس إلي الخلف و إستراتيجية التعليم بإغفالها للعامل البشري و هو المعني التلميذ، فلا خير كبير يرتجي منها.

ماذا نريد من التعليم نفسه ؟ تخريج جيل من المتواكلين أو صنف من الأذكياء المقدامين، فالنهضة فعل إرادي مدروس و هي حركة تلتقي فيها كافة الإيرادات و التطلعات و الجهود، فكيف بنا نعلم التلميذ مراكمة المعلومات دون التفاعل معها و إستخلاص العبر منها ؟ و كيف نعين هذا الطفل في مسيرته العلمية و نحن نكدس المواد و الواجبات علي كاهله ؟

نحن نحاسب التلميذ علي أداءه من خلال إختبارات آخر السنة، و لا نلاحظ أن الضغط الذي مورس عليه طوال العام أحيانا ينتج عنه فشل ذريع في آخر خطوة ! نحن نضع الخطوط الحمراء و نحن أول من ينتهكها ! هذا و الحوار غائب بين الإدارة و التلاميذ و اما الأولياء فكل همهم النقاط و النجاح !

أتفهم تماما، ضجر التلاميذ و مللهم، هم يدركون أنهم خارج حسابات المسيريين لقطاع التعليم، و حركة الإحتجاج التي تنامت بين صفوف أبناءنا أصبحت تؤرق القائمين علي شؤونهم و في ذات الوقت نصر علي إبقاءهم خارج دائرة الحوار. و الحديث يكون مع الأولياء أو نقابات عمال التربية و المعلمين ! أليست هذه مفارقة ؟

كيف نجدد في ميدان حساس و خطير جدا مثل التعليم و نحن نتجاهل مطالب المعنيين بفعل طلب العلم أولا و أخيرا ؟

و إلي متي و نحن نسوف علي أنفسنا ؟ متي نفهم فعل التعلم من الأهمية بمكان، فلا نغالط و لا نتمادي في ذلك و نستمع للطرح المسؤول للتلاميذ ؟ فعليهم تقع مسؤولية النهوض حضاريا و هم الأدري بإمكاناتهم و طاقاتهم و رغباتهم مشروعة ما دامت تصب في مصلحة الجميع.

و الغائب الآخر الذي تهمله الإدارات و السياسات المعلم و الأستاذ، و قد أفرد مقالة لدوره المغيب عمدا، فأهم متعاملين في العملية التربوية التلميذ و  المعلم وقع تحييدهما إن لم نقل قمعهما، نعم القمع، فقد وصل بنا الوضع أننا صرنا نواجه التلميذ و المعلم بالغازات المسيلة للدموع، فأي معالجة هذه ؟

هل الربيع العربي سيمس بهذا القطاع الهام جدا بحيث نشهد تحولا جديا في الإتجاه الصحيح ؟ هذا ما نترقبه و نرجوه و يبقي العمل الحثيث أفضل رافد للعملية التعليمية. 

قراءة 2778 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 تشرين2/نوفمبر 2018 15:05
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث