قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 07 نيسان/أبريل 2016 06:31

ذكرى.. و نسيان

كتبه  الأستاذة أم وفاء قوادري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في غفلة من الزمن، احتبَس الشوقُ و جَال في القلب الوَهَن، مرَّت تتخطَّر كحمامة، زَفَّت النَّسَمات إليه ريحَها، فوَقَفَ ينتَظِر و نارُ الوَجْدِ تتأجَّج في الجَوَى، لمَحته من بعيد، و على نهر نظَراته الشاردة، سَكبَت ابتسامةً، ترامَتْ على وَجْنتَيْهَا خَفَرًا.

تعثَّرَتْ ثَمِلةً لِمَرْآهُ، و تعثَّر قدرُهما في الحُظْوة بالوصل الحلال.

شابَّةٌ باسمةٌ حالِمةٌ، خرجَتْ مِن خِدْرها، ترمُقُ بلابل الدَّوْح إذ غرَّدَت، و تَرنُو إلى سِرْبها النائي في الأفق البعيد.

هو ابن العائلة المُحافِظة، خَلوقٌ ذو استقامة، به مواصفات الشاب الذي تهفو إلى كَنَفه الأنثى، فارسُ الأحلام و لا رَيْبَ، قَصَدَ أهلَها فاستأنَس و سَلَّم، إلَّا أنَّ البابَ بقيَ مُوصدًا في وجهه، و إنْ دقَّه حينًا بعدَ حين.

و تَتوالى السِّنُون تَتلوها السِّنون، تَحضُن بدفئها ألمَ النَّوَى، و تمحو خَرِيرَ الذكريات، عشرون سنةً أو ما يزيد، و تَلْقاه مِن بعيد، تتساءلُ في قَرارة نفسها: "أذاك هو؟ إي و الله هو، بلحمه و شحمه و دمه!".

ما حَرَّك اللقاءُ فيها شيئًا، فهي بنتُ اللحظة الحاضرة، و في صمتٍ تقاطَعَا، و الطريقُ خالٍ إلَّا منهما، ما زال على أدبه و حيائه، ما نَبَسَ ببِنْتِ شَفَةٍ، فالحياء إِهابُ النَّفْس و حِصْنُها الحصين.

أتُراه لم يعرفْها؟ كلا، بل عرفها.

أتغيَّرت؟ أجَل تغيرت، هي الآن أكثرُ مِرَاسًا للحياة، و أكثرُ شبابًا و تألُّقًا.

تعرف جيدًا أنْ لا شيءَ يستحق الدموع، و أنَّ نسيان المواجع سِرُّ كل نجاح.

عرَفَتِ الرجل و كيف يصبح حَمَلًا وديعًا في لحظةٍ ما، و يستأسد في باقي الأوقات، يملؤه الكِبر و الأنا، فينسى قلبه عند خوضه معترك الحياة.

و عرفَتْه قلبًا كبيرًا يحتوي المواجع و الآهات، يَغُضُّ الطرْف عمَّن سواها متى ما أخلصَتْ، فيَخْمُدُ كبركان يَحْسُنُ الحذرُ من ثَوْرته، و الاستعدادُ لها ترقُّبًا و تيقُّظًا في كل حين.

• • •

و تصطفُّ الأحرفُ متجافيةً، تنأَى و قد سلاها العناد، تلتفت إلى بقاياه في خاطرها، تمحو الذكرى، و تَلِجُ عالَم النسيان.

كبُرْعُمَةٍ غَضَّةٍ، رَسَمَكَ القَدَرُ في خيالها، زرَعكَ في كِيانها مخلوقًا مثاليًّا، رأتْ في ابتسامتك أحلى نغْمة إعجاب، و في نظراتك زهْو الروح و إشراقَها، و في هَمْسِكَ الدافئ حنينًا للحضن و الاحتواء.

لم تتجاوَزَا حدود التخاطر و الإعجاب مِن بعيد، و ما حدثَتْكما النفْسُ بما سوى ذلك؛ فتقاليد البيئة صارمة، و حُسْن التربية كان لكما خيرَ وِجاءٍ.

ما أكثرَ ما ردَّدَتْ شريطَ الأحداث، مِن أولِ نظرة و أولِ لقاء، متسائلةً في حيرة و تعجب: "لِمَ و كيف وقَع ما وقع؟!".

لِتَجْزِيَ لها الحياة جوابًا مُحَيِّرًا يحتاجُ إلى ألْف جواب، كطلسمٍ مِن طَلاسِمِ الغيب و أسراره.

هي الأرواح تشف و تسمو في عوالِمِها، جنودٌ مجنَّدَة، تتعارف فتتآلف!

أمَّا نحن، فنلتقي و نَنْتَشي فرحًا، تَخْفُق القلوب واجفةً مزهُوَّةً بالانتماء.

يحل الربيع فجأةً، و ترحل المتاعب و الأحزان.

أمَّا نحن، فنَغرَق في أحاسيسِنا، نُنَمِّقُها، نُثْقِل كاهلها بألْف عنوان و عنوان.

لا.. لا عناوين و لا تنميق هناك، في عالم شف و انكَشَف، تتراءى فيه السرائر، مُعلِنةً دَيْمُومةَ الحب و أبدية اللقاء.

ثم ماذا؟

تلاشَى الوَهمُ الجميل، سَلَبَها القدَرُ بفِراقك هَدْأةَ الليل، و هَجْعة الأصيل، لكنَّها سَلَتْ بقدَرٍ جميل خبأه صبرُها و الرضا، لتترفق كبرياؤها بسذاجتها التي بكَتْك، حين تنبَّهَتْ أنْ لا شيءَ يدوم، سوى العِفَّة و صَوْن النفْس.

• • •

أنصتَتْ لصدى صوت تردَّد مِن تلك السنين:

أتَشِي بقلب أحبَّك، و تترُكُه للحنين؟

للتَّسكُّع في دروب الذكرى!

ينخره الوجعُ، و يَنْكَؤه الأنين!

• • •

أُخالِجُ رُوحي، ما الذي يُنجي؟

سوى أنْ ألوذَ ببابك لحظةَ صفاء.

لكسرِ جُمُوح النفس؛ تلك الرَّعْنَاء.

الرابط:http://www.alukah.net/literature_language/0/100948/

قراءة 1960 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 نيسان/أبريل 2016 05:48
المزيد في هذه الفئة : « العِقد الأحمر خيط »

أضف تعليق


كود امني
تحديث