قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 تشرين2/نوفمبر 2011 09:33

عندما تتجدد الثورة

كتبه 

 

كنت أقرأ رسالة قارئة وفية، علقت علي مقالي " حديث الثورة" و قد طرحت علي سؤال كيف تتجدد الثورة من الداخل ؟

فرأيت أنه يتوجب علي الرد عن سؤالها عبر هذه الأسطر، في محاولة مني لتقريب إلي ذهن القراء الكرام فكرة ختمت بها مقالتي الأولي. و تعمدت ذلك قناعة مني أن لا أحد يستطيع ضمان نجاح ثورة بدون مراجعة ذاتة يقوم بها من حملوا همها و فجروها  بنزولهم إلي الشارع.

فأول مؤتمن علي الثورة هم أصحابها و قد رأيت كيف أن  الثورة الصينية خانها القائمون عليها و هذا بسبب الفكر الدوغماتي الذي يطبع الشيوعية و الإشتراكية و قد تأكدت من ذلك بعد قراءتي لكتاب تلميذة صينية مسلمة نددت فيه بمخلفات ثورة صينية لم يستفد منها امثالها و أنصح القراء الكرام بمطالعة كتاب يوميات ما يان و هو يحكي الواقع اليومي المرير لصبية صينية مسلمة و هو من منشورات رامساي

 

و لنا في كتاب ألان بيفريت "عندما تستيقظ الصين يزلزل العالم" مثال آخر عن كيفية تراجع الثورة عن مثاليتها خاصة حينما يركب الموجة مجموعة الأربعة و التي أوكلت لهم قيادة الثورة الثقافية في الصين و هم علي التوالي زوجة ماو تسي تونغ السيدة ماو جيانغ كينغ و السيد وانغ هونغوين و هو شاب سياسي نجمه طالع آنذاك و الصحافيان السيد زانغ شونقياو و السيد ياو وينيوانو اللذان لعبا دورا حاسما في تطوير ثقافة البروباغندا، لم يكن مطلوبا من هؤلاء فتح المجال للمبدعين و النابغين الصينيين بقدر ما تلخصت مهمتهم في بسط نفوذ و هيمنة الحزب الحاكم علي كافة أوجه الحياة في الصين إبتداءا من الثقافة. و هذا ما لا نريده للثورات العربية، لأننا علي قناعة تامة أن التضحيات الجسيمة المقدمة تستحق منا أن نراجع أنفسنا في سياق الإنتفاضات الشعبية، فالمراجعة و النقد البناء و دراسة ما جد من مستجدات قيمة في أثناء مسيرتنا يحفظ لنا صيرورة صحيحة لما بعد الثورة.

تحويل الثورة إلي صنم يعبد هذا ما يجب تجنبه، نحن لم نرنو إلي التغيير الشامل و الجذري لنقع فريسة أهواء البعض. و علينا بعدم الإغترار و من يذكرنا بمهامنا و أهدافنا سيكون الشعب، فأفضل حكم في هذا المنحي يبقي الشعب بكل توجاته و تياراته.

و عندما قلت ان الثورة بمقدورها التجدد من الداخل فقد عنيت في المقام الأول أفراد الشعب البسطاء، هم من يستطيعون تحديد الوجهة و التصدي للإنحراف و للأخطاء و هم في حاجة بالمناسبة إلي قدر كبير من الحرية، و الحرية التي نقصدها هي طبعا حرية التعبير التي لا تترجمها في كل الحالات وسائل الإعلام، أحيانا الصحيفة أو القناة الفضائية تحكمها هواجس لا تمت بصلة للواقع الجديد، كم من بوق إعلامي خدر الجماهير علي مدي عقود من الزمن، موهما إياهم بأن الحرية هي الفوضي و أن الكرامة لا وجود لها مع طلب الرزق. فالشباب هذه الطاقة المعطاءة قادرة علي رسم معالم واقع جديد، تسيره ضوابط أخلاقية و قيم روحية تحرم الكذب و التلفيق و التجديف و القذف و سوء الظن. بالتصدي الحازم و المسؤول لمحاولة قلب الأوراق و إحتواء مضامين الثورة و قولبتها وفق أهواء الفاشلين و الخاسرين هنا و هناك، نكون قد منحنا للثورة مناعة داخلية جيدة. فلنا أن نؤمن بالثورة و رسالتها و ان نفكر من الآن في الفصول التي تلي الإستفتاءات علي الدستور و الإقتراع التشريعي الذي يتيح للجميع المشاركة الفعالة و الرصينة في النهوض بعالم عربي كاد يمحي من صفحات التاريخ الحديث !

 ها أننا مع نهاية الشهر سيتجه الشعب المصري بملايينه نحو صناديق الإقتراع ، و سنشهد بإذنه تعالي إنتصارا آخر لشعب عربي مسلم جدير بإحترامنا، فالدفع الذي ستعطيه مصر وحده لنا جميعا كفيل بأن يحملنا علي الذهاب إلي أبعد ما يمكننا ذلك.

الثبات علي المباديء و التعاطي الإيجابي مع قدرة في المراجعة الذاتية و التعلم من الأخطاء سيحمي الثورة و سيمنحنا قوة و نضجا للمضي قدما في درب السيادة و النجاح و الله المستعان.

قراءة 2505 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2018 14:59
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث