قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 28 أيار 2012 07:22

الضوابط الشرعية في العلاقة المهنية

كتبه 

أكتب هذا النص إستجابة لطلب أخت و ملاحظاتها لي :

 


"إنك لا تكتبين عن المرأة المسلمة و التحديات الجمة التي تواجهها في واقعها المرير، فقد خرجت إلي العمل و اضطرت أن تحتك يوميا بالرجل الغريب عنها الذي هو ليس زوجها أو محرم لها، فأرجوك أكتبي عنا و ما نقاسيه في ضبطنا للعلاقة المهنية بيننا و بين زملاءنا الرجال خاصة منهم الغير الملتزمين بأخلاق و قيم الإسلام."

سأعود إلي تجربتي الشخصية لأبين بعض النقاط اللازم علينا ضبطها. كوني أديبة روائية تكتب عن قضايا حيوية من فلسطين إلي البوسنة و أفغانستان، كثيرا ما أقوم بتحقيقات و  عمليات توثيق، و جل وقتي أقضيه في بيتي أمام الحاسوب، لست معرضة مثل بقية النساء العاملات للعمل مع رجال غرباء عني. إلا أنني أحيانا مضطرة للتعامل مع الرجال في حالة ما أريد مشاروة أحدهم حول مسائل تختص بطبيعة رواياتي ذات الطابع العلمي السياسي.

و في كل الأحوال، أنا التي تختار الأشخاص الذي يجب أن أتعامل معهم ، أتفق معهم علي مواعيد اللقاءات  و من تعاملت معهم من الرجال هم مسلمون و من أهل الكتاب و أحرص كل الحرص علي تثبيت خط أخلاقي رفيع في عملي معهم، في بعض اللقاءات الرأس برأس كان يرافقني فيها محرم من محارمي و هو أحد إخواني و حينما يتعذر عليه مصاحبته لي  للموعد، آخذ معي إحدي صديقاتي المقربات و في حالة ما تعذر علي صديقتي الحضور للموعد أتأكد من المقربين لهذا الرجل إن كان متخلقا بالوصايا العشر الواردة في الكتب السماوية، و عندما أطمئن أنه كذلك، أذهب للموعد  لوحدي. و رغما من ذلك أتفاجأ أحيانا بمواقف محرجة، مثلا حينما أقابل الأمريكي أو الروسي، فهما لا يصافحاني بالنظر إلي حجابي الشرعي، لكن مع  الجزائرين، البعض منهم يمد يده ليصافحني و هذا بسبب جهله لدينه.

أتذكر أنني إعترضت علي أحدهم عندما مد لي يده:

- أنت تري أنني متحجبة الحجاب الشرعي و لم أمد يدي لأصافحك، ألا تعلم بأن المرأة في الإسلام طاهرة طهر السيدة مريم ؟

فذهل، و رد علي بفرنسية غاضبة:

-و ما دخل الطهر، بمصافحة مهنية ؟

-طيب، قلت له بحزم، طبقا للدستور الجزائري الذي ينص علي إحترام الحريات الفردية أرفض مصافحتك، و لنبدأ في العمل من فضلك ؟

 شعر الرجل بإحراج شديد و أضطر لسحب يده و استقبالي، قائلا:

-تفضلي، أنا في الإستماع.

ثانيا أحرص علي من أتعامل معهم بشكل منتظم، أن أسميهم بألقابهم و ليس بأسماءهم و أضيف كلمة أستاذ و سيد، لأضع مسافة بيني و بينه.

أمر آخر مهم جدا و كوني أكتب ركن قار في الصحافة الوطنية الجزائرية منذ 1994 و تنقلت بين عدة أسبوعيات من الوجه الآخر إلي الحقيقة إلي العالم السياسي إلي كواليس و أخيرا البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فقد تراكمت لدي خبرة أكثر من خمسة عشر سنة من العمل في المجال الإعلامي كأديبة روائية و كمفكرة، عادة ما الزملاء الذكور يتعرضون لظروف حياة قاسية مثلهم مثل النساء لكنني أتجاهل ذلك تماما و لا أسمح لهم بأن يتحدثوا لي عن حياتهم الشخصية. فالحياة الشخصية للزميل ملكه هو و محيطه العائلي، فأنا إمرأة غريبة عنه و هو رجل أجنبي عني، كيف أسمح لنفسي بأن استمع لهمومه.

كثيرون ممن تعاملت معهم، لاحظوا مزاجي البارد لا أبتسم  إلا في حالات نادرة جدا و طبعا وفق ضوابط.، صوتي و إن كان ناعما، يكون دائما جاد. لا أسمح لأحد ممن أتعامل معهم بدعمي معنويا إن كنت أتعرض لظروف قاسية.  أتذكر أنني كنت علي موعد مع ناشر، و صادف يوم الموعد جنازة والدي رحمه الله، فحينما إعتذرت له عن عدم حضوري للموعد بسبب موت الوالد رحمه الله، تأثر كثيرا و أراد أن يواسيني، فسارعت بتذكيره أنه ليس هناك بيننا إلا عمل.


صرامة المرأة في العمل هي ضمان لنجاحها و عدم تعرضها لتحرش جنسي. علي المرأة، أن تنأي بنفسها في إطار العمل، الحديث مع الرجل في غير مواضيع العمل.

أذكر صديقة طفولتي كانت تسميني عفاف الحاسوب، لأنني رهيبة في تعاملي مع الوقت، كنت أتحسر علي أي ثانية أو دقيقة تذهب مني سدي. حينما نعتبر وقتنا ثمين جدا، سنوظفه بشكل كامل فيما ينفع ديننا و وطننا. فأخلاق العفة تفرض علي المرأة أن تلتزم بشكل صارم بقيم دينها  في كل الظروف و مع كل الأشخاص. فالله رقيبنا ثم إن قانون العقوبات الجزائري يتضمن قوانين تمنع التحرش الجنسي، فعلي النساء اللاتي تتعرضن لذلك عليهن برفع قضايا أمام المحاكم و إن شاء الله ينصفن. فالحياة صراع بين الحق و الباطل و النضال اليومي، ساعة بساعة هو الضامن لصيرورة حضارية سليمة.

قراءة 2702 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 14:55
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث