لماذا فاز حزب الجبهة الوطنية الفرنسية ؟

فاز حزب الجبهة الوطنية الفرنسي بحوالي 20% من أصوات الناخبين الفرنسيين  في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، الرأي العام العالمي والفرنسي بما فيه السياسي ينظرون لهذا الحزب على أنه حزب يميني متطرف، وهم في حالة صدمة من فوزه!

 لست ممن ترى أن حزب السيدة مارين لوبان  متطرف، في اعتقادي هو حزب فرنسي عادي، لا يحسن الكذب و النفاق، ورئيسته لا تنافق حينما تصرح :" لا أعادي الإسلام كدين، ولكنني أعادي كل مسلم يأتي إلى فرنسا ليطبق الشريعة الإسلامية، بمقتضي إدعاء كاذب أنه يمثل أقلية مسلمة معتبرة، مع العلم أن نسبة ضئيلة من المهاجرين المسلمين من يلتزمون بدينهم."

إذن حزب الجبهة الوطنية، حزب فرنسي يريد فرنسا للفرنسيين البيض ذوي الديانة المسيحية، وذوي القيم العلمانية، وهذا حقهم لا نناقشهم عليه، فهم أبناء فرنسا ومن حقهم أن يناضلوا من أجل فرنسا جمهورية علمانية. ناضل حزب لوبان ولا يزال يناضل من أجل إعادة الاعتبار لمؤسسة الزواج والعائلة الفرنسية، وهو حزب لا يوافق على حرية الشذوذ.  برنامجه الاقتصادي يقوم على الاستقلال الاقتصادي عن صندوق النقد الدولي، والمصرف العالمي، وفي السياسة الخارجية على احترام سيادة الدول والابتعاد عن التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية. و هو كحزب يدعو للاستغناء عن طاقة النفط، واعتماد الطاقة النووية بتحفظ، وطاقات بديلة.

مشكلة الجزائريين و المسلمين بشكل عام في فرنسا، أن وجودهم في فرنسا غير مفهوم، ماذا يفعل مسلم جزائري في دولة فرنسية كانت وراء قتل وإذلال شعب جزائري لمدة 132 سنة ؟ ماذا يفعل في دولة تجرم من يجرم استدمارها ؟ ثم لماذا نفرض على الفرنسيين احترام الإسلام ونحن أول من شوهنا هذا الدين الكامل و تخلينا عنه ؟

ألا يحق لدولة فرنسية طرد المهاجرين الغير الشرعيين من أراضيها ؟

تصوروا حوالي مليون مهاجر غير شرعي موجود على الأراضي الجزائرية ، ماذا ستكون ردة فعل الجزائريين و الدولة الجزائرية، خاصة وأن الأعراف الدولية أصبحت تضغط ضغطا على الدول لتحسن معاملة مهاجرين غير شرعيين، المخالفين لقوانين دولهم الأصلية، والدول التي دخلوا إليها بشكل غير شرعي ؟

مارين لوبان تعبر في الحقيقة عن قلق فرنسي شرعي وأصيل ، هل ستبقي فرنسا و أوروبا مسيحية وبيضاء مع سياسة التعددية العرقية، والدينية، والثقافية التي ينتهجها الإتحاد الأوروبي ؟

لنسئل أنفسنا : هل كنا نقبل بأن يتحول فضاء المغرب الكبير إلى فضاء مفتوح للشعوب الأوروبية الهاربة من أزمتها الاقتصادية ؟ هل كنا نقبل بأن تتحول المسيحية إلى ثاني أهم دين في مغربنا الكبير، وأن يصبح المسيحيون يزاحموننا في المطاعم، والجامعات، ويفرضون علينا تحررهم اللاأخلاقي ؟

الجبهة الوطنية بنجاحها اليوم و غدا، تبشر بأوروبا أكثر عدلا، وأكثر عزلة، وأكثر انصرافا عن التدخل السافر في شؤوننا.

مارين لوبان عارضت التدخل الأطلسي في ليبيا و قالت بالحرف :

"طيب الليبيون متذمرون من طاغيتهم القذافي، فليحرروا أنفسهم بدون أن يستنزفوا جيوبنا !! هم مستقلين اليوم إذن هم ليسوا في حاجة إلى وصايتنا عليهم و نحن لا دخل لنا في شؤونهم."

على الدول المغاربية أن تقيم قنوات تواصل مع حزب الجبهة الوطنية، و ليبدأوا من الآن في إعادة  مواطنيهم المهاجرين الغير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية.

مارين لوبان تمثل بالنسبة للشبيبة الفرنسية الأمل في غد فرنسي أفضل أصيل ومتوافق مع  قيمه المسيحية. و أنا كجزائرية مسلمة أحترم عمل و برنامج الجبهة الوطنية الفرنسية -و لا أحترم بعض عناصر الجبهة الوطنية الفرنسية ممن يعادون عداء سافر الإسلام- فكما هم يناضلون من أجل فرنسا مسيحية علمانية، أنا أناضل هنا من أجل جزائر مسلمة تحكمها قيمها الإسلامية.