قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 آب/أغسطس 2012 11:23

وقفة مع رمضان مبارك

كتبه 

لا أدري لماذا صرنا نتعامل مع هذا الشهر الفضيل علي أنه مناسبة سنوية نعيشها مرة واحدة في

 

 طول و عرض عام، فنكدس التهاني و المواد الغذائية و أطنان من الكسل و نتجنب تماما التفكير في مضامين هذا الشهر المبارك!

هل أنه إعتقاد ورثناه عن عصور الإنحطاط فأصبحنا نقيم للعبادات الكبري طقوس و مراسم

و مناسبات نحييها بالفلكلور و نغيب في معاملاتنا و سلوكاتنا و عن أذهاننا قيمة شهر الصيام و الأحداث الجسام العظيمة و الجليلة التي تخللته و أهمها علي الإطلاق ظهور سيدنا جبريل عليه السلام في غار حراء و نزول أول آية قرآنية علي فؤاد رسول الهدي محمد صلوات الله عليه و سلم ؟

لماذا لا تنسكب روح و معاني شهر رمضان في أنفسنا لطيفة و طاهرة ؟ لماذا نعيش أيامه المباركة بدون تفاعل، بدون شعور مفعم بالعرفان لخالق العباد ؟ أليس في هذا الشهر نزل القرآن الكريم ؟ أليس في هذا الشهر بعث محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسولا و خاتما للأنبياء عليهم أفضل الصلاة و السلام ؟

فقد جربت الصيام و في كل مرة أقف علي قدرة التركيز التي تكون بداخلي و أنا صائمة، فهي أكبر بكثير مما تكون عندما أكون فاطرة، فمجرد هذه النعمة التي أنعم بها الله علينا تكفي لنتدبر عظيم معجزة الصيام!!

فأي ركود و خمول هذا نلامسه في الناس في مثل هذا الشهر الفضيل ؟ كيف يبارك الله في صومنا و نحن نتعامل مع الأمر علي أنه إحتباس ذاتي عن المأكل و المشرب لا أكثر و لا أقل ؟

ثم إن الأخلاق المواكبة لهذا الشهر قلما تدوم و تستمر بعد إنقضاء الشهر المبارك! نحن نتعاطي مع عبادة الصوم و صفاتها بمنفعية بغيظة ! كيف صرنا نخضع كل شيء لمنطق الربح و الخسارة و يا حبذا لو كان هذا

المنطق قائم علي مبدأ كسب الحسنات و ترجيح كفة الميزان لصالح أعمالنا! بل ما تراه العين يدمي القلب،  فمعاني التراحم و صلة الرحم نتذكرها مرة في العام و لا نؤدي حقها كما يجب.

فيما مضي كان شهر رمضان مناسبة عظيمة لتجديد عهد الإسلام، فنراجع إيماننا التقليدي و نحاول تخليصه من كل الشوائب التي إلتصقت به طوال عام من الممارسات الغير المسؤولة و ها أن شهر رمضان بحلوله، يتيح لنا فرصة الوقوف علي مدي فهمنا و إستيعابنا لواجباتنا نحو الخالق جل و علا و نحو عباده، فكيف بنا اليوم لا نأبه لكل هذا لنكتفي بشعيرة الصيام خالية من نبضات غالية تطهرنا من أدران الدنيا ؟

كيف بنا نصوم و لا ننتبه لحالة الجوع التي يتقاسمها معنا و طوال العام الملايين من الجائعين المعوزين ؟ كيف بنا نتصدق دون أن نعي قيمة الصدقة في مجتمعات يزحف فيها الفقر يوميا ؟

كيف بنا نصل بعضنا لنعود بعد رمضان فنتباعد و ننسي أننا إلتقينا لمدة قصيرة في الشهر الفضيل ؟ كيف بنا لا نشرح قيمة و مكانة هذا الشهر  لأطفالنا الذين رغم كل شيء حريصون علي تقليد صيامنا ؟ كيف بنا لا نسمح لهم بإستشعار عظمة هذا الشهر و كيف أن عبادة الصيام هي لله خالصة ؟

هذا الشهر المبارك عامر بالمعاني السامية، كيف لا نوظفها في واقع باهت فارغ جاف ؟ كيف لا تفيض نعم و مزايا الصيام علي كافة الشهور ؟ هل هو تقصير رهيب منا ؟

طبعا، نحن صرنا نتعامل مع كل شيء بمنطق مادي بحت، لا نلتمس إعجاز القرآن و جمال ال

سنة النبوية الشريفة في حياتنا اليومية، و نحن نستيقظ في صباح رمضان كم منا يفكر في الخير الوفير الذي سيحصده في ذلك اليوم المبارك؟ قلة قليلة، عادة ما يستثقل العوام النهوض في صبيحة رمضان، كل فكرهم متجه إلي فراغ البطون الذي يخلفه الصيام!!

يا إلهي كم نسطح عبادة عظيمة مثل الصيام و كم نظلم أنفسنا و نحن نحسب الأيام التي تبقت لنا للصيام !!

و أنا التي لاحظت علي نفسي في أيام شهر رمضان المبارك أن نشاط خلايا الرمادية لمخي يزداد عشرات أضعاف ما تكون عليه في أيام الإفطار !

ثم كنت قد لاحظت نشاط جسمي و كيف أنه لا يتأثر بحالة خواء البطن، فأنهض في الصبيحة جد حيوية و مباشرة ألجأ إلي حاسوبي لأبدأ رحلة الكتابة الصباحية و أختمها بتلاوة سورة من القرآن الكريم، فيبدو لي نهاري الذي استهله هكذا عامرا بالبركة و إشعاع الإيمان التوحيدي و لا أشعر كيف تتقدم الساعات هذه تلو  الأخري، حتي يحين موعد آذان المغرب، هذا و أكون قد حرصت علي تضمين من حين إلي آخر يومي قراءة القرآن الكريم، فأنا أنظر إلي الأمر علي أنه الهواء و الماء و الأكل الذي يستوجب علي تناوله طوال يوم رمضان و إلا يكون صيامي ناقصا.

فهل لنا أن نغير موقفنا من مضمون يوم صيام ؟

هل لنا أن ننظر برؤية جديدة عبادة الصيام التي تدفعنا دفعا إلي تطهير بالإضافة إلي بطننا


هل لنا أن نمنح أنفسنا وقفة مع الله يوميا في شهر رمضان لنحاور أنفسنا فنفرز حسناتنا من سيئاتنا و صفاتنا الحميدة عن تلك القبيحة فنحتفظ و ننمي الأولي و نتخلص من الثانية بنية صادقة في توبة نصوح حيث لا نرجع إليها أبدا ؟
، سلوكاتنا و لساننا من كل ما يترتب عنه من ذنوب و معاصي و كبائر ؟

هل لنا أن نتدبر نعمة الصيام التي يعطينا إياها الله منا و هبة منه كي نذهب إلي فعل التوبة عن قناعة و دراية و عزم صادق في تطليق وساوس النفس الأمارة بالسوء ؟

كل شيء متوقف علي إرادتنا نحن، بعيدا كل البعد عن مدارس الجبرية و الدهرية، الفرد منا وحده معني بقرار حسم مصيره إلي النار أو إلي الجنة و ها أن شهر الصيام يفتح لنا أحد أبواب الجنة بأن نعتق رؤوسنا من نار جهنم، فلماذا بعضنا يصر علي أن يوصد هذا الباب بالذات عوض أن يمهل نفسه قبل أن تطرحه الملائكة يوم الحساب في النار، ساعتها لا ينفع ندم أو طلب مراجعة ؟

فيا رب تقبل منا صيامنا و قيامنا و صالح أعمالنا و ثبتنا علي دينك و أصرف قلوبنا إلي طاعتك و لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام.

قراءة 2676 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 07 تشرين2/نوفمبر 2018 15:10
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث