قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 أيلول/سبتمبر 2012 17:25

عقد من السنين علي رحيل مختار عنيبة رحمه الله

كتبه 

في هذه الأيام تعود إلي و إلى أسرتي الكريمة ذكرى وفاة والدي رحمه الله العاشرة، يا إلهي عقد من السنين مر على رحيل والدي العزيز مختار عنيبة!

 في ظرف عشر سنوات تغير وجه العالم، وأما الأوضاع في الجزائر فهي بين مد وجزر، هل الجزائر اليوم هي الجزائر التي غادرها والدي رحمه الله في سبتمبر 2002؟

كان يرجو وهو حي أن يرى هذه الأرض وهذه الدولة عادلة قوية، هل صارت كذلك بعد عشر سنين من غيابه؟

أتذكر مشواره الدبلوماسي، وتحضرني شهادة أحد رجالنا في وزارة الخارجية الجزائرية سنين قليلة بعد موته: "والدك رحمه الله، كان مَعلما من معالم وزارة الخارجية الجزائرية".

عندما سمعت هذه الشهادة، إغرورقت عيني بالدموع، كم كنت أتمنى أن يسمع هذا الكلام أبي  رحمه الله وهو حي!! كم كنت أتمنى أن يكرَّم أبي على جهاده الأكبر الذي بذله في منصبه، وهو يخدم بلده، ويدافع عن سمعة الجزائر في مختلف المنابر الدولية والمحلية ! و علي كل حال هو أدي ما عليه و لم يكن  ممن ينتظر أن يشكر علي ما فعله، فقد كان يعمل لله و ليس للناس.

و قدر الله و ما شاء فعل، و قد إلتحق بالرفيق الأعلى وضميره مرتاح. فهو لم يستغل منصبه في غير محله، و لم يُدِر ظهره لمواطنينا في السفارات والقنصليات التي عمل بها، بل أذكر أنه و هو قنصل مساعد عام في إحدى الدول العربية، كان يتجشم عناء حل مشاكل مواطنينا الجزائريين حتى العائلية منها مع أنه لم يكن مطلوبا منه ذلك و هو يؤدي مهامه الدبلوماسية.

والدي رحمه الله كان فعلا قدوة في مجال الدبلوماسية، كان همّه تشريف الجزائر والدفاع عن سمعتها يلح عليه في كل ما يقوم به. و كنت أتابعه في عمله، وتحركاته، ومقابلاته، متابعة البنت التي تستلهم من والدها المبادئ، والمثل، والإيمان العظيم ببلده، حيث كنا نتجه في كوكب الأرض نُستقبل فيه ب" أهلا بأهل الثورة المباركة، أهلا بأهل الشموخ و الكرامة!".

أذكر أن في آخر عام قضاه والدي ممثلا للجزائر في دولة عربية على مستوي قنصليتها العامة، كان هناك فيه احتفال مميز لذكرى أول نوفمبر، وكان والدي رحمه الله ممن أشرفوا على التحضير للحفل الرسمي الذي أقيم في أحد أكبر فنادق العاصمة العربية. أذكر أنه يوم قبل موعد أول نوفمبر، أخبرته بنيتي في زيارة القاعة التي سيجري فيها حفل استقبال:

-لماذا يا ابنتي تريدين أن آخذك إلى هناك؟ سألني والدي رحمه الله.

-آه بابا أنت تعرف لماذا، عليّ بالتأكد شخصيا بأن كل شيء جاهز لاستقبال ضيوفنا الكرام في هذه المناسبة العظيمة. رددت عليه.

-طيب، أنا تأكدت من ذلك مكانك، حضورك ليس ضروري.

-بلى، بلى أبي، أرجوك، يجب أن تأخذني إلى قاعة حفل الاستقبال، أريد أن أرى الراية التي من أجلها استشهد الشهداء، ثم إنه يوم عظيم أريد أن أراه مجسَّدا في الرموز التي تكونوا قد زيَّنتم بها القاعة.

نظر إليّ والدي مبتسما:

-كم أنت ملحاحة يا ابنتي، طيب سآخذك إلى هناك غدا قبل بداية الحفل بساعة، إن شاء الله.

فرحت جدا، وفي اليوم الموالي، كان يوما خالدا ككل أيام أول نوفمبر التي عشتها مع عائلتي في البلاد الأجنبية، نلبس جديد، ونأكل الحلويات، ونستقبل التهاني، ونستمع إلى درس التاريخ في مدارسنا من أساتذتنا عن عظمة أول نوفمبر في تاريخ العالم العربي والإسلامي، وتعطى لي الكلمة لأتكلم لزميلاتي وزملائي العرب عما يعنيه لي أنا الجزائرية أول نوفمبر 1954، هذا بالإضافة إلي درس التاريخ الذي نتلقاه صبيحة أول نوفمبر من والدينا الكريمين.

و جاءت الساعة الذي أخذني فيها والدي لقاعة الحفل، وبمجرد ما تجاوزت بوابة المكان سعدت بمنظر الأعلام الوطنية، وبقطع الكعك الضخمة التي كانت ملونة بألوان الراية الوطنية. و استمعت إلى أناشيد الثورة التي كانت تصدح عاليا في الفضاء المفتوح للقاعة. و قد بدأ بعض الضيوف في الوصول، كنت أملأ عيني بباقات الأزهار التي كانت موجودة بجنب الرايات الوطنية والزوايا، ياه لا أنسى وقفة والدي رحمه الله وهو يتكلم مع بعض دبلوماسيي السفارة الجزائرية!

في طريقنا للعودة، قلت لأبي رحمه الله:

"-بابا حقا القاعة رائعة وأنت لم تتعب سدى!

- لا يهم أن أتعب يا عفاف! مهما يتعب الإنسان من أجل بلده، فذلك التعب لا يعني شيء بقدر ما يهمه أن يكون أدى واجبه نحو وطنه. وهذا هو همي منذ أن أخذت القرار بالانضمام إلى صفوف الثورة والمجاهدين، أن أدافع عن بلدي الجزائر، وأن أحمي مصالح وطني بكل ما أوتيت من قوة وذكاء، وكنت أطلب في كل مرة من الله التوفيق، وهذا ما يجب أن تكوني عليه أنت بدورك عفاف، أَحِبي الجزائر، اخدمي بلدك بكل ما حباك الله من ذكاء، ومواهب، وإيمان، وثقي بشيء، ثقتك بالله أن جهادك سيثمر آجلا أم عاجلا."

رحم الله مختار عنيبة وأسكنه الفردوس الأعلي، وجعلنا من المقتفين أثره، وجزاه عن الجزائر كل خير .

قراءة 2171 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 تشرين2/نوفمبر 2018 15:03
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث