قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
عفــــاف عنيبـــــة

عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012 08:01

Washington, Cimetière d’Arlington, School without wall XII et Fin.

 


 .Au U.S. commission on International Religious Freedom, nous attendaient messieurs Dwight Bashir et Robert Blitt et madame Angela Stephens

L’endroit soft, nous avons été invites à prendre place dans une salle de réunion. L’un des délégués Arabes avait posé une question en guise de préambule :

-Pardonnez ma curiosité, mais Monsieur Bashir est-il d’origine 

الأحد, 30 أيلول/سبتمبر 2012 08:09

الكتاب وطننا

 

كعادتي، كلما جاء أسبوع الكتاب من خلال معرض الكتاب الدولي في ضاحية العاصمة الجزائرية، أحضر نفسي للموعد السنوي الذي ننتظره بفارغ الصبر. صحيح أن معارض الكتاب كثيرة في بلادنا لكن أن نقف علي الإنتاج الوطني و الدولي للخمس السنوات الأخيرة هذه فرصة نحتفل بها مرة في السنة.

ثقافة الكتاب في عصر إ باد و أ فون مهددة و لكن قناعتي أن الكتاب الورقي سيبقي الكنز المخبيء للقادم المجهول و خير وسيلة تعليمية، فالشيء الذي يلمسه الطفل بأصابعه الصغيرة و الألوان و الرسوم التي تتلألأ بين عينيه لن تعوضها شاشة إلكترونية باهرة.

السبت, 29 أيلول/سبتمبر 2012 18:36

صاحبة وجه الموت الحلقة الثالثة عشر

رفعت هجرة رأسها فجأة كان علي بعد أمتار منها جهاد. لبضعة لحظات، نظرت إليه مليا. أشارت له

 

 بيدها:

-لنخرج.

إتبعها:

-ما بك ؟ سألها.

-لا شيء سوي أننا أخطأنا الهدف.

-ماذا تقصدين ؟

الإثنين, 24 أيلول/سبتمبر 2012 10:45

مع الدكتور سمير سليمان رحمه الله

قابلته للمرة الوحيدة طيلة حوالي أسبوع في تهران في جوان 2004، حيث حضرت فعاليات مؤتمر نظم بمناسبة ذكري الخامسة العشر لوفاة السيد الإمام مرشد الجمهورية الإسلامية الخميني رحمه الله. أرشدني إليه أحد المرشدين الإيرانيين و حالما تعرفت عليه ذهلت أمام طاقة الرجل و ذكاءه.

دكتور في علم الإجتماع و مفكر إسلامي لبناني أصيل وجدت نفسي أمام معلم من معالم لبنان الشامخ. فأخذت منه قدر ما أمكنتني إقامتي في تهران و لم يبخل علي بالنصح و الرأي السديد. فقد كان صاحب ثقافة موسوعية و صاحب بصيرة نافذة خضنا في مواضيع و قضايا كثيرة أهمها الصحوة الإسلامية و الحوار بين المسلمين و فلسطين. ما ميز حديثه النبرة الهادئة  و روح السماحة و الحلم التي إتصف به طرحه و هذا ما ينقصنا فعلا بين مسلمين أي كان مذهبنا و أي كان إتجاهنا. فالجامع المشترك بيننا كمسلمين إيماننا بالله واحد أحد، بكافة الكتب السماوية، بجميع الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام و علي رأسهم خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه و سلم و بالجنة و النار و القضاء و القدر و الملائكة و يوم البعث. و إستفدت من نظرة الأستاذ الدكتور سليمان الجامعة القائلة بتجاوز اللغات و المذاهب و الأجناس لنذهب إلي لب ديننا الحنيف المعاملة بالتي هي أحسن. و قد كانت تحدوه روح شفافة في كل المواضيع التي خضنا فيها، بعيدا عن التعصب للرأي كان يستمع إلي بإهتمام و يدلي برأيه بوضوح و يناقشني بسماحة أكبر.

أهم نقطة إلتقينا حولها، إلتفاف جميع المسلمين حول الصحوة الإسلامية العالمية و ضرورة التعاون و التنسيق بين كافة الفعاليات حيثما وجد مسلمون و هذا بالفعل ما ينقصنا حاليا للأسف!

نحن نتقاتل فيما بيننا لأسباب تافهة و لا يعقل أن نستبيح الدم المسلم بإسم خلاف مذهبي، فليس لنا إلا التوحد حول سبل مشتركة و أهداف واحدة، كلنا كمسلمين نرنو إلي نهضة حضارية و إلي تحرير فلسطين و هذه أهم العناوين التي تسني لي تناولها مع رحمه الله الدكتور الأستاذ سمير سليمان و أيقنت و أنا أستمع إليه أن ما نشترك فيه أكثر بكثير مما نختلف عليه ثم إنني الشهادة لله لم نتطرق إلي الأمور الخلافية، حرصا منا علي جمع الكلمة و التوافق علي الممكنات المطروحة علي بساط البحث و الذي إستخلصته أعانني علي إستشراف دور أكبر للعالم العربي الإسلامي، كيف لحوالي ملياري مسلم أن يبقوا سجناء المعادلة المذهبية كي يصفعني مسؤول في منظمة السلام الأمريكية و مقرها واشنطن بالقول : "نحن في منظمتنا نبذل قصاري جهودنا لحقن الدماء بين السنة و الشيعة في باكستان ؟؟؟" و قد دشن الدكتور سليمان رحمة الله عليه عبر مجلة "الحجاج"  عهد جديد من الحوار بين المذاهب و الثقافات و الحضارات و نحن في أمس الحاجة اليوم قبل أي وقت مضي إلي حوار هاديء عقلاني يجمع و يفعل معاني التضامن و التكافل بيننا. فليس هناك مخرج آخر سوي الحوار و التفاهم باللتي هي أحسن بعيدا عن التطرف و الغلو و قد جسد بإقتدار السيد الفاضل الدكتور سليمان رحمه الله نموذج راق في التسامح و الفاعلية و النضال السلمي و الموضوعية المجردة و علينا بالسير علي نهجه و الذهاب إلي تعايش مبني علي الإحترام المتبادل و المصلحة المشتركة و روح التحاور و الأخوة الصادقة.

الإثنين, 24 أيلول/سبتمبر 2012 10:26

معالم العولمة الحلقة الأخيرة

فحلقة المحلية الضيقة تزول أمام هيمنة الضمير الجمعي الهادف إلي خلق وجود إنساني مؤثر و مفيد، ففي عصر ما بعد الحرب الباردة حيث تلاشت العقائدية (الإيديولوجية) و سعت الشعوب إلي التعرف علي نفسها من خلال تراكمات الماضي، بدت المجموعات مهيأة للنجاح في إطار النظام الإقتصاد العالمي الواسع و ال

 

أكثر تكاملا."[1]

و من بين أهم روافد العولمة، الثورة العلمية التي حملت الفرد إلي آفاق جديدة بحيث أتاح

ت له أن يعيش ضمن نسق علمي متجدد، منميا معرفته بنفسه و بمحيطه و قد غدي التحدي العلمي غاية الغايات عند جميع الشعوب المتحضرة و المراهنة علي العلم تكاد تكون الضمانة الوحيدة لأي مجتمع يرغب في إحتلال مكانة مرموقة بين الأمم و لا يكتفي بوجود ظل.

الأحد, 16 أيلول/سبتمبر 2012 17:19

معالم العولمة الحلقة الأولي

1-تعريف العولمة :

 

  نلاحظ تضارب كبير للآراء حول المفهوم لهذا أفضل إعتماد تعريف موسوعة أنكارتا عام 1999 الذي جاء كما يلي :"أفضت العولمة عن توسع جغرافي للتبادلات و بالتحديد في تنويع مجالات التبادل، تتضمن العولمة المنتوجات، الأسواق، رؤوس الأموال، اليد العاملة و الشركات، و دور الشركات العابرة للقارات مصيري لأنها تلعب الأدوار الرئيسية في عولمة العلاقات الإقتصادية و هذا لا يقلل من شأن التغييرات المؤسساتية التي واكبت هذا الإتجاه، و إلي حد ما لا تمثل هذه العولمة إمتداد في إنفتاح الإقتصادات المشهود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إنما التحولات الهيكلية التي تمخضت عنها من مدة قصيرة مكنوها من إجتياز مرحلة جديدة في تداخل الإقتصادات العالمية و هذا بشكل لم نعهده من قبل." و للأستاذ قاسم محمد الشريف[1] تحديد آخر للعولمة :"إن الإقتصاد هو المضمون الرئيسي للعولمة إضافة إلي مضامين فكرية و ثقافية و إعلامية أخري لخدمة المضمون الأساسي."

في هذه الأيام تعود إلي و إلى أسرتي الكريمة ذكرى وفاة والدي رحمه الله العاشرة، يا إلهي عقد من السنين مر على رحيل والدي العزيز مختار عنيبة!

 في ظرف عشر سنوات تغير وجه العالم، وأما الأوضاع في الجزائر فهي بين مد وجزر، هل الجزائر اليوم هي الجزائر التي غادرها والدي رحمه الله في سبتمبر 2002؟

كان يرجو وهو حي أن يرى هذه الأرض وهذه الدولة عادلة قوية، هل صارت كذلك بعد عشر سنين من غيابه؟

أتذكر مشواره الدبلوماسي، وتحضرني شهادة أحد رجالنا في وزارة الخارجية الجزائرية سنين قليلة بعد موته: "والدك رحمه الله، كان مَعلما من معالم وزارة الخارجية الجزائرية".

عندما سمعت هذه الشهادة، إغرورقت عيني بالدموع، كم كنت أتمنى أن يسمع هذا الكلام أبي  رحمه الله وهو حي!! كم كنت أتمنى أن يكرَّم أبي على جهاده الأكبر الذي بذله في منصبه، وهو يخدم بلده، ويدافع عن سمعة الجزائر في مختلف المنابر الدولية والمحلية ! و علي كل حال هو أدي ما عليه و لم يكن  ممن ينتظر أن يشكر علي ما فعله، فقد كان يعمل لله و ليس للناس.

و قدر الله و ما شاء فعل، و قد إلتحق بالرفيق الأعلى وضميره مرتاح. فهو لم يستغل منصبه في غير محله، و لم يُدِر ظهره لمواطنينا في السفارات والقنصليات التي عمل بها، بل أذكر أنه و هو قنصل مساعد عام في إحدى الدول العربية، كان يتجشم عناء حل مشاكل مواطنينا الجزائريين حتى العائلية منها مع أنه لم يكن مطلوبا منه ذلك و هو يؤدي مهامه الدبلوماسية.

والدي رحمه الله كان فعلا قدوة في مجال الدبلوماسية، كان همّه تشريف الجزائر والدفاع عن سمعتها يلح عليه في كل ما يقوم به. و كنت أتابعه في عمله، وتحركاته، ومقابلاته، متابعة البنت التي تستلهم من والدها المبادئ، والمثل، والإيمان العظيم ببلده، حيث كنا نتجه في كوكب الأرض نُستقبل فيه ب" أهلا بأهل الثورة المباركة، أهلا بأهل الشموخ و الكرامة!".

أذكر أن في آخر عام قضاه والدي ممثلا للجزائر في دولة عربية على مستوي قنصليتها العامة، كان هناك فيه احتفال مميز لذكرى أول نوفمبر، وكان والدي رحمه الله ممن أشرفوا على التحضير للحفل الرسمي الذي أقيم في أحد أكبر فنادق العاصمة العربية. أذكر أنه يوم قبل موعد أول نوفمبر، أخبرته بنيتي في زيارة القاعة التي سيجري فيها حفل استقبال:

-لماذا يا ابنتي تريدين أن آخذك إلى هناك؟ سألني والدي رحمه الله.

-آه بابا أنت تعرف لماذا، عليّ بالتأكد شخصيا بأن كل شيء جاهز لاستقبال ضيوفنا الكرام في هذه المناسبة العظيمة. رددت عليه.

-طيب، أنا تأكدت من ذلك مكانك، حضورك ليس ضروري.

-بلى، بلى أبي، أرجوك، يجب أن تأخذني إلى قاعة حفل الاستقبال، أريد أن أرى الراية التي من أجلها استشهد الشهداء، ثم إنه يوم عظيم أريد أن أراه مجسَّدا في الرموز التي تكونوا قد زيَّنتم بها القاعة.

نظر إليّ والدي مبتسما:

-كم أنت ملحاحة يا ابنتي، طيب سآخذك إلى هناك غدا قبل بداية الحفل بساعة، إن شاء الله.

فرحت جدا، وفي اليوم الموالي، كان يوما خالدا ككل أيام أول نوفمبر التي عشتها مع عائلتي في البلاد الأجنبية، نلبس جديد، ونأكل الحلويات، ونستقبل التهاني، ونستمع إلى درس التاريخ في مدارسنا من أساتذتنا عن عظمة أول نوفمبر في تاريخ العالم العربي والإسلامي، وتعطى لي الكلمة لأتكلم لزميلاتي وزملائي العرب عما يعنيه لي أنا الجزائرية أول نوفمبر 1954، هذا بالإضافة إلي درس التاريخ الذي نتلقاه صبيحة أول نوفمبر من والدينا الكريمين.

و جاءت الساعة الذي أخذني فيها والدي لقاعة الحفل، وبمجرد ما تجاوزت بوابة المكان سعدت بمنظر الأعلام الوطنية، وبقطع الكعك الضخمة التي كانت ملونة بألوان الراية الوطنية. و استمعت إلى أناشيد الثورة التي كانت تصدح عاليا في الفضاء المفتوح للقاعة. و قد بدأ بعض الضيوف في الوصول، كنت أملأ عيني بباقات الأزهار التي كانت موجودة بجنب الرايات الوطنية والزوايا، ياه لا أنسى وقفة والدي رحمه الله وهو يتكلم مع بعض دبلوماسيي السفارة الجزائرية!

في طريقنا للعودة، قلت لأبي رحمه الله:

"-بابا حقا القاعة رائعة وأنت لم تتعب سدى!

- لا يهم أن أتعب يا عفاف! مهما يتعب الإنسان من أجل بلده، فذلك التعب لا يعني شيء بقدر ما يهمه أن يكون أدى واجبه نحو وطنه. وهذا هو همي منذ أن أخذت القرار بالانضمام إلى صفوف الثورة والمجاهدين، أن أدافع عن بلدي الجزائر، وأن أحمي مصالح وطني بكل ما أوتيت من قوة وذكاء، وكنت أطلب في كل مرة من الله التوفيق، وهذا ما يجب أن تكوني عليه أنت بدورك عفاف، أَحِبي الجزائر، اخدمي بلدك بكل ما حباك الله من ذكاء، ومواهب، وإيمان، وثقي بشيء، ثقتك بالله أن جهادك سيثمر آجلا أم عاجلا."

رحم الله مختار عنيبة وأسكنه الفردوس الأعلي، وجعلنا من المقتفين أثره، وجزاه عن الجزائر كل خير .

الأحد, 09 أيلول/سبتمبر 2012 17:24

في البيئة النظيفة أماننا

منذ أشهر تلقيت رسالة من قارئ كريم حثني فيها للتطرق إلى موضوع غاية في الدقة و الخطورة، ألا وهو تأذي البيئة الطبيعية والعمرانية في بلادنا، وخاصة على مستوى العاصمة، من السلوك الغير الحضاري للمواطنين الجزائريين الذين لا يحرصون على نظافة المحيط الذي يقطنون به، وهذا طبعا عائد إلى أسباب عدة، منها: انعدام الوعي المدني، والحضاري، والديني.

تشوب علاقة الجزائري بوطنه  الكثير من الكره والحقد، فهو لا ينظر إلى الجزائر، وإلى أرضه، وإلى مدينته، وإلى حيّه بعين المحبة، والغيرة، والحرص على جمالها و نظافتها، والسعي إلى الرقي بالمحيط ككل، بل نرى من السلوكات التي تصدر عنه، وعن أفراد أسرته، الكثير من اللامبالاة، والإهمال، والرفض، و حتى العدوان!

ففي رفضه لمواطنته، هو في عراك دائم مع البيئة التي يعيش فيها. مؤخرا في دائرتنا قامت بلديتنا بإنجاز حديقة جميلة في حي مجاور كله عمارات، كنت أنظر لأعمال التهيئة بحسرة كبيرة، تعِبوا في إنجاز هذه المساحة الخضراء، وأنفقوا الملايين، وبعد أقل من ساعة من تدشينها وجدنا أكوام من القاذورات تتراكم في ممرات وأطراف الحديقة، وعند جذوع الأشجار أكرمكم الله!!!

فنتساءل ما به الجزائري؟ لماذا يكن كل هذا الحقد والكره لمجاله الحيوي، من طرقات، وأرصفة، ومساحات خضراء، وسلم العمارات ومداخلها؟

لماذا كل هذا التوتر في العلاقة بين المواطن الجزائري ومحيط مقر سكناه؟

هل لأن مواطننا يفتقد إلى الوعي الديني، والوعي المدني، والشعور بالمواطنة؟

نعم، فالمواطن الجزائري نراه يطالب الآخرين، جاره، زميله في العمل، مسؤول  دولته، بأن يؤدوا واجباتهم نحوه، لكنه في المقابل قلما ينتبه أنه من جهته لا يؤدي حقوق أهله، وجيرانه، والناس، ودولته، عليه! وهذه هي المفارقة!!

كيف للأوضاع أن تتحسن و خاصة على مستوى الحفاظ على البيئة الطبيعية، والعمرانية، و الفرد الجزائري لا يغير ما بنفسه من ضعف إيمان، وقلة غيرة على مكتسبات بلاده، وقلة حرص أو لنقل انعدامه على توفير لأبنائه وطن جميل، وحي نظيف، وحياة ملؤها النشاط وحب الخير. كم من مرة نصطدم بسلوكات أقل ما يقال عنها أنها غير حضارية، أذكر شهادة تلك السيدة المحترمة التي نظفت مع جارتها مدخل شقتيهما المتجاورتين، فإذا بالسيدة تلاحظ بأن جارتها جمعت الأوساخ أكرمكم الله في كيس و أنزلتها إلى قبو العمارة، عوض أن تخرجها إلى حيث مكان أكياس القاذورات ليرفعها عمال النظافة عندما تأتي دوريتهم اليومية!!

فالتنظيف له شروطه، أن ننظف مكان لنراكم في مكان مجاور القاذورات دون مراعاة صحة و سلامة من يقطنون في الجوار، فهذا ينم عن جهل فاضح بمقومات النظافة وجمال المنظر. كأن بمواطننا لا يفقه أبجديات التحضر، و أول مظاهره الحفاظ على جمال ونظافة المكان والمحيط، فالخلل يكمن في التربية المدنية التي يفتقدها مواطننا والتي إن تلقاها في المدرسة، لم يتبعها تطبيق في محيطه العائلي والجواري.

متى سيدرك المواطن الجزائر أن إحدى شروط المواطنة أن يكون في مستواها، فلا يلقي على كاهل الآخرين أو الدولة مسؤولية رفاهيته ورخاءه، وهو لا يتحرك ولا يساهم في ذلك من بعيد ولا من قريب؟

المستقبل كفيل بأن يرد على تساؤلنا هذا. 

السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 16:16

الحوار مع التلميذ

 

سأخوض للعام الثاني إن شاء الله تجربة الإستماع إلي صبيان في نهاية سنوات المراهقة بداية فترة الشباب و هم تلاميذ في الثانوية. و علي بالمناسبة طرح في بداية الدخول المدرسي، خطة عمل أتبعها طوال العام لأتوصل في نهايته إلي النتيجة المرجوة.

في العام الماضي، كانت هناك فرصة التعارف بيني و بين التلاميذ، شعرت حينها بأنه يتوجب علي الإستماع إليهم بإهتمام بالغ، فقد كنت أمام جيل الغد، و هؤلاء قلما نستمع إليهم في فوضي الأزمات. راكمت كم كبير من الآراء و الإنطباعات، و قد لفت هؤلاء التلاميذ إنتباهي إلي أمر مهم جدا:

الثلاثاء, 04 أيلول/سبتمبر 2012 12:01

صاحبة وجه الموت الحلقة الثانية عشر

قبل سفرها بساعات قليلة، تلقت هجرة مكالمة من المسؤول الأمني السيد عبد الرحيم:

-عند وصولكم هناك، أخبري سفارتنا بوجودك من فضلك.

 -طيب، سأفعل إن شاء الله، هل من جديد ؟


-لا شيء، سوي أن الرصاصة التي كانت موجهة لك كانت من نفس النوع الذي اصيبت به السيدة القدسي.

في اليوم الذي وصلوا فيه، هتفت هجرة إلي جد أميرة المقدسي.

-سأكون غدا في الموعد علي الساعة الثامنة و نصف صباحا إن شاء الله.

عند تناولها مع زوجها لوجبة الغداء، أخبرته برحلة الغد.

-في رأيك، ماذا كانت تفعل هناك ؟ سألها جهاد.

-لأعرف أولا المكان الذي كانت ترتاده كي أجيبك. ردت عليه هجرة. 

 في اليوم الموالي، دام الخروج من العاصمة حوالي عشرون دقيقة و في طريق غابي مضت سيارة الجد إبراهيم. عندما إقتربوا من المكان الذي إعتاد التوقف فيه، نظرت هجرة حولها، بإستثناء بناية مهجورة علي بعد أمتار فقط من الرصيف، كان المكان خاليا.

-أترين هذا الإتجاه سيدتي ؟ كانت تذهب فيه أميرة و تعود منه في كل مرة.

-منذ متي و أنت تقودها إلي هنا ؟

-منذ حوالي خمسة سنوات.

-سننزل أنا و زوجي، هل تستطيع اللحاق بنا من فضلك ؟

-طبعا، سأركن السيارة مع الرصيف هناك و ألتحق بكما. أجابها الجد.

جهاد و هجرة وقفا علي الرصيف و لاحظا أن حتي حركة المرور ضعيفة. بمجرد ما وصل السيد إبراهيم، إلتفتت هجرة إلي مكان العمارة:

-الجهة خالية تماما، لا أحد يستطيع ان يدلنا علي الطريق التي كانت معتادة علي أخذه السيدة أميرة، لا بأس لنبدأ بفحص هذا البناء المهجور.

إقترب الثلاث بخطوات وئيدة، البناية كانت قديمة، آيلة إلي السقوط. في الواجهة، فتحات نوافذ فارغة، و شرفات مهترئة. في الخلفية، ساحة إمتلأت بالأعشاب الطفيلية، لم يكن هناك فيه أي علامة علي وجود إنساني.

نظرت إلي ما حولها هجرة:" علي بعد كليومترات لا شيء، أقرب مكان معمور مزرعة علي بعد 15 كلم كما أخبرنا جدها، الحقول التي تدير بالمكان غير مستغلة. و قد كانت تأتي بإنتظام مرتين شهريا بين 15 و 20 من كل شهر، إلي أين و ماذا كانت تفعل هنا ؟"

فجأة إنتبهت هجرة إلي أن للبناية أقبية:

- لنري الداخل ثم ننزل، ما رأيكم ؟ سألت المحققة.

-هل تعتقدين أن البناية كانت هدف زيارتها ؟ رد عليها زوجها.

-علي الأرجح، و إلا المحيط خال. أجابته.

أومأ برأسه و هما بالدخول:

-سأبقي في الخارج، لا ندري إحتياطا. أعلن الجد إبراهيم.

حالما تجاوزا المدخل، زكمت أنفيهما روائح القدم و الغبار و الماء الآسن. بحذر شديد، تقدمت هجرة و هي تضيء أمامها بمصباح جيب.